سليم السوطاني *

تتضخم «الأنا» عند بعض النَّاس؛ حتى تتحوَّل إلى مرض يصعب علاجه، أو التخلص منه، ويكون مؤذيًا لمن يتعامل مع هذه النوعية من البشر.

يكون هذا المريض أشبه بزهرة النرجس، التي تحارب كل النباتات التي تنمو بجانبها، ولا تسمح لها بالعيش حتى تبقى بمفردها.
النرجسية طبع مقيت ويجعل الآخرين يفرُّون من صاحب هذا الطبع الكريه؛ لأنه دائمًا يريد أن يكون هو الأوَّل والأفضل والمتسيد، دون وجه حق، فلا أحد يعلو عليه في أي شيء… ذاته متضخمة، ويسعى إلى محو الآخرين والتقليل منهم، مهما بلغوا من مكانة وعلو شأن، لا يراهم شيئًا يذكر؛ لأنه اعتاد على نكران وجود تميز الآخر، وقد يرى في أي توهج للآخرين انطفاءً لذاته المريضة.

تجد هذا النوع في كل مكان، فهو لا يخفي نفسه، وإنما يجاهر بهذا الطبع الزري. ومهما حاولت الدخول معه في نقاش، أو محاولة إصلاح لآرائه وطبعه، فإنك لا تعود إلا بخفي حنين، وقد تنالك نار غضبه وشتائمه، والتقليل من أفكارك، حتى من قيمة ذاتك، وكل ذلك لأنك بيّنت له حقيقته!

هو نمط من الناس منفر، لا تكاد تجد راغبًا في مجالسته، ومن يلزم هذا الصنف من المرضى فملازمته له إما من باب المجاملة، وإما بدواعي المصالح الشخصية التي تربطه معه، أو أنه وافق بعض طباعه في الأنا المتضخمة!

هذا الطبع لا يجلب الأنس والطمأنينة للنفس البشرية السوية، والابتعاد عن صاحبه هو الحل الأسلم، أو التزام الصمت وقت حضوره.
هذا الصنف لن يستطيع أحد كبح جماح ذاته المريضة سوى نفسه؛ إذا حدثت له صدمة في حياته، عند ذلك قد يعيد حساباته، وينظر في مرآة نفسه، ليشهد تلك البشاعة التي تملأ داخله وينطق بها سلوكه، عندها فقط يمكن أن يصلح نفسه.

*كاتب من السعودية