سهام السعيد *

إليكَ أيّها المعلّم:
إنْ أردتَ نيل الاحترام.. وامتلاك زمام الأمور.. فأحسِن إعداد عدّتك.. تزوّد بفيضٍ من العلم وأصناف من المعارف.. أبحِرْ.. ثمّ أبحِر.. وأبحِر في أعماق الكتب.. وانهل من ينابيعها.. دون ارتواء.. فلن تنال ثقة من تلقّنهم المعارف إن لم تكن أنتَ نفسك واثقًا من ذاتك.. فإن وثقت بنفسك مشيت ملكًا ثابت الخطا.. لا سلطة تعلو سلطتك..
اجعلْ ضميرك من بعد اللّه، رقيبك.. حاسب نفسك بنفسك.. فأمامك أمانة أبتِ الجبال حملها.. فاحملها بتقوى ولا تكن ظالمًا لنفسك.. ولمن ائتمنت عليهم..
اعلمْ أيّها المعلّم أنّك المربّي أوّلًا..
إذ لا بقاء لعلمٍ ما لم يُحَصّن بخلق كريم.. ازرعْ في طلّابك بذور الأخلاق الكريمة.. لقّنهم نبيل الخصال.. علّمهم أنّ التزام النّظام حضارة وحسن الفعال لباقة.. والأدب يسمو بصاحبه.. وأنّ لكلّ مجتهدٍ نصيب.. علّمهم أنّ المتفوّق تسقط امتيازاته ما لم يصنها بالتّواضع.. ويحصّنها بالمكارم.. امتشقْ وعيك معولًا تقلّب به العقول وتخطّطها بتنظيمٍ وإتقان كفنّانٍ اعتاد رسم القمم ومحاكاة النّجوم.. اجعلِ العقول تزهر.. والأفكار تنضج والرؤى تخضّرّ وتزهو.. حملْتَ رسالةً ساميةً فناضلْ في سبيلها.. كنْ محاربًا جسورًا لا يأبه الصعاب.. 
كن أنتَ القدوة الحسنة والمثل الأعلى الّذي يُحتذى؛ ونبعًا غزيرًا طهورًا لكلّ متعطّشٍ.. وبهذا كلّه تدخل صفّك ملكًا وتخرج منه معمّرًا مجد أمّة.

*كاتبة سورية