* أ. عبدالقادر بن سليمان مكي

الجزء الأول

‎الفترة الأولى من حياته، أي قبل سن السادسة بعناصرها مختلفة من عالمه، ويستجيب لكثير من تأثيراته وهو يحاول دائمًا  أن يكتشف نفسه في هذا العالم، ويستخدم حواسه من أجل ذلك فعمر الطفل قبل السادسة من أهم مراحل تكوين شخصيته وفي هذه المرحلة تتشكل الاتجاهات الرئيسة لشخصيته ففيها يتعلم العادات المختلفة من مثل: كيفية التغذية وحب النظافة وعادات المجتمع وأهم بيئة للطفل في هذه المرحلة أمّه، ففي أحضانها وبالقرب منها يشعر
‎بالدفء العاطفي  والأمن والطمأنينة ويلحظ المتابعون لهذه المرحلة أن الطفل بطبعه يميل إلى الانعزال مع جماعات صغيرة ويكون الذَّ َكر من الأطفـال أكثر ميلًا  للعـدوان والحركة ويميل إلى التركيز على ذاته وتكثـر عنده الأسئلة يحاول من خلالها أن يشكل مخزونًا  معرفيًا. 
‎من مثل: ما هذا؟ من هذا؟ ومن أين هذا؟ وماذا يعمل هذا؟ ولا بد لمن تو َّجه إليه الأسئلة أن يجيب عليها،  ويشتد ميل الطفل إلى التقليد في هذه المرحلة من الطفولة وتكثر حركته ويزداد نشاطه وبينت دراسات المختصين بأدب الطفل أنه يتعلم الأسماء ثم بعد ذلك يتعلم الأفعال وبعد فترة ليست بالقليلة يعود فيكثر من تعلّم الأفعال ويقل اهتمامه بالأسماء، ونلحظ في لغته أنه يكرر كثيرًا من الكلمات ويردد كثيرًا  من العبارات، وبعد سن السادسة أي من السادسة إلى الثامنة من عمره ينتقل الطفل إلى مرحلة جديدة من حياته، فهو يعيش مرحلة من الخيال يحب فيها أن يسأل عن قيادة السيارة وعن ركوب الخيل ويحب أن يدخل في نقاشات مع رفاقه وأسئلته تزداد،  وتزداد معها مخاوفه وتكون علاقته مع والديه قائمة على اللطف والحب والعطف والعتاب مع الأم، وتقوم علاقته مع أبيه على الاحترام والإعجاب والخوف، وفي هذه الفترة ترتفع ذخيرة الطفل اللغوية والحياتية، ويعجب ‎كثيراً بالحكايات الخرافية من مثل حكايات السحرة والجن والعفاريت مع أنها مخيفة،  لكنه يحب أن يستمع إليها كثيرًا  ويكون الطفل كثير الحركة والنشاط ويميل إلى حب القصص القصيرة التي تشبع رغباته.

*أديب وناقد _ سعودي
@abdulqadermakki