الأكثر مشاهدة

*فاطمة الشريف «ومشينا ونحن سبعة رجال أنا وعبد العزيز بن جلوي، وفهد وعبد الله بن …

خوخة حصن المصمك: بطولات واستراتيجيات

منذ سنتين

303

0

*فاطمة الشريف

«ومشينا ونحن سبعة رجال أنا وعبد العزيز بن جلوي، وفهد وعبد الله بن جلوي، وناصر بن سعود، ومعنا المعشوق وسبعان».

الملك عبد العزيز آل سعود في روايته التاريخية عن اقتحام المصمك.

في فجر الخامس من شوال سنة 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م سطّر اقتحام حصن المصمك بداية شُجاعة وموفقة لسلسلة من عمليات مجندة مهّدت لإعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة علي يد الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- مع ستين رجلًا من أقربائه ورجاله، وكان استرداد الرياض بعد مائتين وخمسة وسبعين عامًا من اتفاق الدرعية، وتحالف الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أدق عملية اقتراب وتخفي واقتحام، منطلقين من واحة بيرين في الطرف الشمالي من الربع الخالي إلى الرياض، ومبايعين على السمع والطاعة، ومحالفين على الحياة والموت، وعلى مسافة سبعة كيلًا من الرياض مكث عشرون رجلًا بالمؤن وبعض من الذخائر، وتحرك أربعون مجاهدًا نحو سور الرياض على مسارين: مسار أول بقيادة الملك عبد العزيز وستة من الأبطال هم: عبد العزيز وفهد وعبدالله بن جلوي ابن الإمام تركي بن عبدالله، وناصر بن سعود وصالح بن إبراهيم بن سبعان والمعشوق، ومسار ثاني قوامه ثلاثة وثلاثون رجلًا بقيادة أخيه محمد بن عبد الرحمن في بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض، حيث كان الاقتحام على مجموعات صغيرة، وباستخدام جذوع النخل، على أن تتم السيطرة بالصوت والإشارة مع أهمية تقصي معلومات كاملة عن مقر والي الرياض، ورصد حركته من الحصن إلى قصره.

عند خوخة حصن المصمك (الباب الصغير في بوابة الحصن) تُسرد البطولات، وتُخلّد مشاهد الاقتحام: مشهد إمساك الملك عبد العزيز ابنَ عجلان أثناء خروجه من الحصن، وطعن عبد الله بن جلوي له حتى أراده قتيلا؛ ليكن ذلك الباب رمزًا لآثار تلك المعركة التاريخية، ومسرحًا لقصص البطولة والإصرار، ولبنةً أولى في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، بل إن رأس رمح (الشلفا) فهد بن جلوي بن تركي آل سعود الذي أراد مقتل ابن عجلان مستقرًا على الباب إلى يومنا هذا شاهدًا أخر على تلك البطولة والتحدي لفتح الرياض.

في استرداد الرياض نموذج تطبيقي للفكر الاستراتيجي العسكري الذي تقدم به العميد محمد إبراهيم رحمو في كتابه ‏(أضواء حول الاستراتيجيات العسكرية للملك عبد العزيز وحروبه) ارتكز على ثلاث مفاجأت: 

  1. المفاجأة الاستراتيجية في إخفاء نية الهجوم، وعدم تحريك قوات كبيرة من الكويت، والاقتراب المستتر نحو الهدف.
  2. المفاجأة التعبوية التي لم يكن لها حاجة لعدم توفر قوات كبيرة.
  3. المفاجأة التكتيكية فكان القتال بين الحصن وقصر ابن عجلان، ومن ثم الاقتحام؛ فحدث القتال دون أن يشعر به أحد داخل المدينة. 

كما يؤكد رحمو أن الملك عبد العزيز بنى أسس ومبادئ عامة في بطولة توحيد البلاد، والتي من أبرزها:

  1. تسجيل دقيق لعادات وسلوك وردود فعل العدو.
  2. عامل الخفة، وسرعة المسير، والاقتراب الخفي.
  3. استخدام أسلوب الحرب الخاطفة، وحرب الإزعاج مع القبائل الموالية للعدو، فيما استخدم أسلوب حرب التحرير مع القبائل الموالية.
  4. اعتبار العوامل الثلاثة في مسرح العمليات العسكرية: الوقت – المسافة – مقارنة القوات. 

لقد حقق الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- وحدة البلاد بإرساء العدل والطمأنينة والأمن، وتطبيق الشريعة الإسلامية، حيث أوقف الحرب، واتجه للبناء والتعمير، وتنمية البلاد اقتصاديًا واجتماعيًا، ونشر العلم والمعرفة في أرجاء البلاد، وقد أجاد الشاعر أحمد بن خليفه في وصفه قائلا:

عبد العزيز فتى الملاحم والوغى        من فاز بالإكليل عن أقرانه

هو ملهم الصحراء والبطل الذي        تكبو جهاد الخيل في ميدانه

فأعاد بالسـيف الصقيــل لقومه          ما تعجز الأبطال عن إيتانه

 

حصن المصمك 

 

بوابة الحصن

 

خوخة (باب صغير) بوابة الحصن  

 

  رأس الرمح (الشلفا)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود