الأكثر مشاهدة

                                                                       مَسْرَحِي …

مَسْرَحِيَّة حِكَايَةِ كَعْكَةٍ

منذ سنتين

759

0

                                                                       مَسْرَحِيَّة لِلْأَطْفَالِ اَلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِ اَلْعَرَبِيَّةِ

 

تأليف وتصميم رسوم
د. خالد أحمد

المشهد الأول :

اِسْتَيْقَظَتْ سَلْوَى صَبَاحًا عَلَى صَوْتِ أُمِّهَا فِي صَبَاحِ يَوْمِ اَلْجُمْعَةِ، وَهُوَ يَوْمُ اَلْإِجَازَةِ.
اَلْأُمّ : هَيَّا يَا سَلْوَى لَقَدْ أَذَّنَ اَلْمُؤْذِنُ لِصَلَاةِ اَلْفَجْرِ، إنَّ فِي اَلتَّبْكِيرِ بِرْكَةً يَا اِبْنَتِي.
سَلْوَى : ( وَهِيَ تَفَرُّدُ ذِرَاعَيْهَا وَتَتَثَاءَب ) حَاضِرٌ يَا أُمِّي . . .
اَلْأُمّ : هَيَّا نُعِدّ اَلْإِفْطَارً لِأَبِيكَ، وَنُعِدُّ كَعْكَةَ اَلْبُرْتُقَالِ سَوِيًّا، حَتَّى تَتَعَلَّمِيَ إِعْدَادُهَا.
سَلْوَى : تَقْفِزَ مِنْ اَلسَّرِيرِ مُعْلَنَةً حَمَاسُهَا، لِمُسَاعَدَةِ أُمِّهَا. يَالَهْ مِنْ عَمَلٍ مُمْتِعٍ يَا أُمِّي.
اَلْأُمّ : دَخَلَتْ اَلْأُمُّ اَلْمَطْبَخَ، لِتَحَضُّرِ مُكَوِّنَاتِ كَعْكَةِ اَلْبُرْتُقَالِ، وَقَدْ اِرْتَدَتْ قَفَازَاتِ اَلطَّهْيِ فِي يَدِهَا، وَسُتْرَةُ اَلْمَطْبَخِ لِتَحْمِيَ مَلَابِسُهَا مِنْ اَلِاتِّسَاخِ، وَقَالَتْ : سَلْوَى أَحْضِرِي لِي اَلدَّقِيقُ، وَالسُّكَّرُ، وَعَصِيرَ اَلرَّتَقَالْ، وَقَلِيلَ مِنْ اَلْفَانِيَايلِيا، وَكُوب مِنْ اَلْحَلِيبِ .
سَلْوَى : ( نَظَرَتْ سَلْوَى إِلَى خِزَانَةِ اَلْمَطْبَخِ وَوَجَدَتْهَا عَالِيَةً، فَأَحْضَرَتْ سُلَّمًا لِتَصْعَدَ وَتَحْضُرَ مَا طَلَبَتْ اَلْأُمُّ،  وَلَكِنَّهَا لَمْ تَجِدْ اَلدَّقِيقَ فِي مَكَانِهِ.
سَلْوَى: أَيْنَ اَلدَّقِيقُ يَا أُمِّيٌّ؟ فَأَنَا لَا أَجِدُهُ.
سَلْوَى : نَزَلَتْ مِنْ اَلسُّلْمِ، وَفَتَحَتْ اَلْخِزَانَةُ اَلْأُخْرَى، وَلَمْ تَجِدْهُ

( أَخْبَرَتْ سَلْوَى أُمَّهَا أنَّهَا لَمْ تَجِدْ اَلدَّقِيقَ ) تَعَجَّبَتْ اَلْأُمُّ قَائِلَةً : لَقَدْ اِشْتَرَيْتُهُ مِنْ اَلْبِقَالَةَ بِالْأَمْسِ!!

اَلْأُمُّ : اِبْحَثِي يَاسَلَوِي فِي اَلْأَدْرَاجِ.
سَلْوَى قَامَتْ لِتَبْحَثَ عَنْهُ، فَإِذْ بِهَا تَسْتَمِعُ لِصَوْتِ حَبَّاتِ اَلدَّقِيقِ يَتَحَدَّثْنَ مَعَ حَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ أَصْغَتْ سَلْوَى لِحِوَارِهِمَا جَيِّدًا، كَيْ تَتَعَرَّفَ عَلَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي يَخْتَبِئُ بِهِ اَلدَّقِيقُ وَالسُّكَّرُ.

اَلْمَشْهَد اَلثَّانِي:  ( حِوَارُ بَيْنَ حَبَّاتِ اَلدَّقِيقِ وَالسُّكَّرِ )
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: نَحْنُ نَرْتَعِدُ مِنْ اَلْخَوْفِ . . . لَابُدُّ أَنْ نَظَلَّ مُخْتَبِئِينَ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ :  لِمَا تَخَافُونَ هَكَذَا ؟
حَبَّات اَلدَّقِيقِ : إنَّ اَلْأُمَّ سَوْفَ تَخْلِطنَا بِالْمَاءِ وَتَفَرُّدِنَا بَالْمِنِشْبَة اَلْقَاسِيَةَ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ :  وَلَكِنَّنَا فِي اَلنِّهَايَةِ نَمْتَزِجُ مَعًا؛ لِنُصْبِح كَعْكَةَ شَهِيَّة.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ : كَعْكَةٌ شَهِيَّة ( وَهِيَ تَضْحَكُ ) تَقُولُونَ كَعْكَة شَهِيَّةٍ . . . .
حَبَّات اَلسُّكَّرِ : أَجْل . . . . وَمَا اَلْمُضْحِكُ فِي هَذَا ؟ ؟
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: هَذَا مَعْنَاهُ . . أَنَّهُمْ سيأكلوننا وَنَذُوبُ فِي أَمْعَائِهِمْ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ: وَمَا اَلْمُشْكِلَةُ فِي هَذَا ؟؟  مِنْ أَجْلِ هَذَا خَلَقَنَا اَللَّهُ،  وَلَابُدَّ أَنْ نُرْضِيَ بِقَدْرِهِ.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: لَا نَعْتَرِضُ عَلَى قَدْرِ اَللَّهِ، وَلَكِنَّهُمْ سِيطَهُونَنَا فِي اَلْفُرْنِ وَيَشْتَدُّ عَلَيْنَا لَهِيبُ نِيرَانِ اَلْفُرْنِ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ : لَكِنَّنَا فِي اَلنِّهَايَةِ سَنَكُونُ مَصْدَرَ سَعَادَةِ اَلْأُسْرَةِ، مِنْ حِكْمَةِ اَللَّهِ أَنَّهُ جَعَلَ أَشْيَاءَ لِتَكَوُّنِ مَصْدَرِ حَيَاةِ وَسَعَادَةِ اَلْآخَرِينَ، حَتَّى وَإِنْ تَعْرَضْتْ لِأَلَمٍ.
فَاَللَّهُ رَحِيمٌ بِنَا لِأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ مِنْ مَصَادِرِ حُزْنِ اَلْآخَرِينَ.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: وَلَكِنَّنَا خَائِفُونَ مِنْ اَلْفَرْدِ وَالْحَرْقِ، وَبَعْدُ ذَلِكَ نَكُون مُجَرَّدَ كَعْكَةٍ يَتَنَاوَلُونَهَا عَلَى اَلْإِفْطَارِ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ: لَاتْخَافُوا، مَهْمَا تَعَرَّضْنَا لِمَتَاعِبَ، فِي نِهَايَةِ اَلْأَمْرِ سَنَمْتَزِجُ فِي أَمْعَائِهِمْ وَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ مُكَوِّنَاتِنَا اَلْغَنِيَّةِ اَلْفَوَائِدِ اَلصِّحِّيَّةِ، وَنَكُونَ سَبَبًا فِي نُمُوّهُمْ.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: أعْلَمْ أَنَّ فَوَائِدَنَا اَلصِّحِّيَّةَ كَثِيرَةٌ، وَلَكِنَّنَا مَازِلْنَا خَائِفِينَ.
حَبَّات اَلسُّكَّرِ : تَشَجَّعُوا . . . . . . هَيَّا هَيَّا

المشهد الثالث : اِسْتَمَعَتْ سَلْوَى لِحِوَارِ حَبَّاتِ اَلدَّقِيقِ وَحَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ وَأَرَادَتْ أَنَّ تشاركك اَلْحِوَارُ.

وَضَعَتْ سَلْوَى يَدَهَا عَلَى وِعَاءِ اَلدَّقِيقِ؛ فَوَجَدْتَهُ يَرْتَجِف.
سَلْوَى: لَا تَخَافُوا . . . . فَأَنْتُمْ مِنْ نَعِمَ اَللَّهُ عَلَيْنَا . . وَأَمَرنَا اَللَّهُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى نِعَمِهِ.
حَبَّات اَلدَّقِيق:  وَلَكِنَّكَ يَا سَلَوِىْ . . . سَتَمَزْجِينَنَا بِالْمَاءِ وَالْحَلِيبِ وَالسُّكَّرِ، لتأكلونا.
سَلْوَى : أَجْل . . . سَنَصْنَعُ مِنْكُمْ كَعْكَةً جَمِيلَةً شَهِيَّةً ، نُزَيِّنُ بِهَا مَائِدَةَ اَلْإِفْطَار، وَعِنْدَمَا نَقْطَعُهَا بِالسِّكِّينِ نُسَمِّي اَللَّهُ، حَتَّى نَشْعُرَ بِالْبَرَكَةِ وَالْخَيْرِ فِي أَجْسَادِنَا، كَذَلِكَ أَنْتُمْ طَعَامُ اَلْفُقَرَاءِ اَلْجَوْعَى، وَالْمُحْتَاجِينَ، فَهَلْ يَصِحُّ أَنْ تَتَخَلَّوْا عَنْهُمْ ؟
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: فِي سُخْرِيَةٍ ( بِالْهَنَاءِ وَالشِّفَاءِ ) يَا سَلْوَى.

معك حق لا نستطيع أن نتخلى عن الجوعى.
سَلْوَى : أَنْتُمْ مِنْ نَعِمَ اَللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ، أَلَّا تَذْكُرُونَ بِدَايَتُكُمْ، كُنْتُمْ سَنَابِل قَمْحٍ فِي حَقْلِ اَلْفَلَّاحِ اَلَّذِي زَرْعِكُمْ، وَمنِحَكُمْ اَللَّهُ اَلنُّمُوّ بِنِعَمِهِ أَيْضا، اَلشَّمْسُ وَالْمَاءُ اَلْمَطَرُ التي  سَاعَدَتْكُمْ فِي اَلنُّمُوِّ، ثُمَّ حَصَدَكُمْ اَلْفَلَّاحُ وَوَضْعُ اَلسَّنَابِلِ فِي شَاحِنَاتٍ لِلْمِطْحَنَةِ اَلَّتِي طَحَنَتْكُمْ وَأَصْبَحْتُمْ حَبَّاتُ دَقِيقٍ نَاعِمَةٍ.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: تَحَمَّلْنَا مَشَقَّةُ اَلطَّحْنِ، وَعَنَاءُ اَلْفَرْزِ وَالْحَصْدِ، وَلَكِنَّ لَهِيبَ نِيرَانِ اَلْفُرْنِ لَا نَتَحَمَّلُهُ.
سَلْوَى: وَلَكِنَّكُمْ سَتُصَبِّحُونَ جزءً مِنَّا؛ تَمْنَحُونَ أَجْسَادُنَا اَلطَّاقَةَ وَالْعَافِيَةَ، لِكَيْ نَزْرَعَ حَبَّاتُ قَمْحٍ أُخْرَى، وَتَسْتَمِرَّ اَلْحَيَاةُ، فلولاكم لَا تْسِتْمَرْ اَلْحَيَاةِ.
حَبَّات اَلْقَمْحِ: صدقتِ يَا سلوى، فَنَحْنُ نُمَثِّلُ سِرُّ اَلْحَيَاةِ وَاسْتِمْرَارِهَا، وَالْمَاءُ كَذَلِكَ.
سَلْوَى: أَلَا تَرَوْا شَعْرِي اَلطَّوِيلَ، وَنَضَارَةُ بَشَرَتِي، هَذَا لِأَنِّي أَتَنَاوَلُ غِذَائِيٍّ بِانْتِظَامٍ، وَكُلَّ يَوْمٍ أَنْمُو وَأَكْبَرُ، وَتَسْعد أُسْرَتِي بِصِحَّتِي، وَأَتَمَتَّعُ بِنَشَاطِي وَطَاقَتِي اَلَّتِي اِسْتَمَدَّهَا مِنْكُمْ.
حَبَّات اَلْقَمْحِ: لَقَدْ أقنعتنا يَاسَلَوِى، وَلَكِنْ بِاَللَّهِ عَلَيْكَ لَا تَزِيدِي مِنْ نِيرَانِ اَلْفُرْنِ.
سَلْوَى: وَهِيَ مُبْتَسِمَةٌ ( هَيَّا لَا تَخَافُوا، فَاَللَّهُ خَيْرُ حَافِظًا، تَوَكَّلُوا عَلَى اَللَّه).

المشهد الرابع :
أَحْضَرَتْ سَلْوَى وِعَاءَ اَلدَّقِيقِ، وَحَبَّاتُ اَلدَّقِيقِ سَعِيدَة بِمَا قَالَتْ لَهَا سَلْوَى، وَأُحْضِرَتْ مَعَهَا حَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ.
سلوى : أُمِّيٌّ . . . . أُمِّي لَقَدْ وَجَدَتُ اَلدَّقِيقَ،  وَهَذَا اَلسُّكَّرُ.
اَلْأُمّ : حَمَدًا لِلَّهِ، لَقَدْ تَأَخَّرْنَا هَيَّا أَسْرَعِي يَا اِبْنَتِي وَضْعَ حَبَّاتِ اَلدَّقِيقِ وَالسُّكَّرِ وَالْمَاءِ وَالْحَلِيبِ وَعَصِيرِ اَلْبُرْتُقَالِ فِي وِعَاءِ وَاحِدٍ.
سَلْوَى: لَقَدْ وَضَعَتْهُمْ يَا أُمِّيٌّ، هَلْ أَمْزُجَهُمْ؟.
اَلْأُمّ: أَجْلٌ يَا اِبْنَتِي اِجْعَلِيهُمْ خَلِيطًا وَاحِدًا؛ حَتَّى يُصْبِحَ عَجِينًا.
سَلْوَى: وَضَعَتْ سَلْوَى حَبَّاتِ اَلدَّقِيقِ مَعَ حَبَّاتِ اَلسُّكَّرِ وَالْمَاءِ، وَقَبْلٌ أَنْ تَنْسَكِبَ اَلْحَبَّاتُ فِي اَلْوِعَاءِ اَلْكَبِيرِ نَظَرَتْ لِسَلْوَى.
حَبَّات اَلدَّقِيقِ: نَرْجُو مِنْكَ يَا سَلْوَى أَنْ تَكُونِيَ بِنَا رَحِيمَةً،  وَهَمَّتْ بِالْقَفْزِ فِي اَلْوِعَاءِ، مَعَ حَبَّاتِ السكر .
سَلْوَى : اَلْآنُ سَأُمْزَجُ اَلْخَلِيطِ.
اَلْأُمُّ : قَامَتْ بِإِشْعَالِ نِيرَانِ اَلْفُرْنِ، هَلْ اِنْتَهَيْتِ يَاسَلَوِى؟
سَلْوَى: أَجْلٌ يَا أُمِّي، أَصْبَحَتْ اَلْمُكَوِّنَاتُ خَلِيطًا.
اَلْأُمُّ: هَيَّا ضَعِيهِ فِي اَلْفُرْنِ وَانْتَظِرِي عَشْرَ دَقَائِقَ.
وَبَعْدُ اَلِانْتِهَاءِ مِنْ اَلْوَقْتِ اَلْمُحَدَّدِ، أَخْرَجَتْ اَلْأُمُّ اَلْكَعْكَةُ مِنْ اَلْفُرْنِ ، وَكَانَتْ رَائِحَتُهَا شَهِيَّةً جِدًّا، وَقَامَتْ سَلْوَى بِتَزْيِينِهَا بِالْكِرِيمَةِ وَعَسَلِ اَلنَّحْلِ.
سَلْوَى: اَلْآنُ صُنْعَنَا اَلْكَعْكَةَ، وَسَنَأْكُلُهَا فِي سَعَادَةٍ، حَمَدًا لَكَ يَا رَبِّي عَلَى نِعَمِكَ اَلْكَثِيرَةِ اَلَّتِي مَنَحَتْنَا إِيَّاهَا.

كاتب مسرحي للأطفال_ مصر
@Drkhale04112481

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود