فريد النمر*

الصباحات التي كان تناور أوهام القلب القليلة 

تطير كنورس من حكايا 

شرقية في الأثير

والنهارات التي تخشى اصطياد الظلّ من كوة هذا الوقت الناحل

تقوّض حقل الكلام السماويّ وترجع قافلة من حرير

سأنزع من بين عين النخل الشاطئ 

كي يرى أحداق الحواريين في الأرض والنساء

اللاتي عرين أكفهن للتلاوات والحلم النائم في الظلام

ومن حيث يقلدنا الحجر الضروري المنى 

سنلبس أصداء النهر مرتين 

كي لا يهرب القمح من بقايا الغلال

أيها السائح في عمق المواويل 

خذ مسحاتك الكثيرة الفعل 

واترك فنجان الليل عند القدر المعشب 

كي لا تسكن الريح الموغلة 

في ارتكاب الصفير

أيها المارون فوق جدث الأرض 

لا تعيروا أسماعكم للنشيج 

ولا تعبثوا بالموسيقى المجنونة

 في دم الحصاد

لم يزل في خزانة هذا الفجر الكلامي 

قبائل تبذر الأصوات 

فاتركوها تغرس أغنايات الموج 

واتركوها تلملم أطراف الشمس 

المسافرة الشراع

أعلم ثمة ليلك بري يخيط 

موسمه القادم زهرا

فأعيروا سمع المزامير الضوء الخافت 

كي تغني أيقونة من صلاة

فغدا نحرث جسد النغم النابت 

فينا كحقل من وطن ضاحك كالصباح

*شاعر سعودي