سمحه محمد العرياني*

يعتبر أدب الطفل وسيطًا تربويًا مهمًا؛ إذ يمكن من خلاله أن نقدم للطفل مختارات متنوعة يتعلم منها جمال السرد، وترابط الفكر، وحسن استعمال اللغة في نظم الكلمات والجمل، وتناسق العبارات، وروعة التعبير، وسمو المعنى؛ وهو بذلك يؤلف دعامة أساسية فى تكوين وتشكيل شخصية الطفل وإعداده لمواجهة تحديات العصر بمتغيراته وتطوراته المتسارعة. 
ويعد أدب الأطفال العصا السحرية التي يستطيع بها الآباء والمعلمون أن ينفذوا بها إلى عقول الأطفال وقلوبهم؛ لبناء شخصية متزنة وسوية؛ تسهم في نهضة المجتمع، ورقيه، وتقدمه، ويتم ذلك من خلال طرق مبدعة ومبتكرة فى تدريس فنون أدب للأطفال، والتوسل إلى الفن بالفن. 
إن الأعمال الفنية التي توجه إلى الطفل عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، والتى تشتمل على أفكار وأخيلة، وتعبر عن أحاسيس ومشاعر
وإن كل ما يقدم للطفل من مادة أدبية أو علمية مكتوبة أو منطوقة أو مرئية، لا بد من توفر معايير الأدب الجيد وتراعي خصائص نمو الأطفال وحاجاتهم وتتفق مع ميولهم واستعداداتهم. 
يعجب الأطفال بالقصص الحكايات؛ لأنها لون من ألوان اللعب الإيهامي الذي يحتاج إليه الأطفال الصغار احتياجًا شديدًا؛ نظرًا لتشبع الأطفال بعنصر الخيال وقدرتهم على التجسيد.
أدب الأطفال أدب خيالي ومشاهدة بصرية وله تميزه خصوصيته، ويتسم أدب الطفل بجمال الأسلوب وتناغم الأصوات والمعاني وتوافقها مع الأفكار المطروحة، مع تنوع الأدب المقدم وشموله للخبرات والمعارف المختلفة للحياة، إضافة إلى استخدام الجمل القصيرة الواضحة والقريبة من فهم الطفل وإدراكه، كما يراعي أدب الطفل توفر الخفة في الأسلوب بحيث تتضمن كل فقرة فكرة وابتسامة، مع استخدام الصور الخيالية البسيطة التي توسع خيال الطفل وتهذب وجدانه، ويهتم باختيار الموضوعات الملائمة لحاجات الطفل وما ينمي الروح العلمية وحب الاستكشاف لديه.
تلك هي بعض خصائص أدب الطفل؛ فأدب الأطفال ليس هدفًا في حد ذاته، إنما هو وسيلة تربوية ناجحة وفعالة –إذا أحسن استخدامها– وهو لا يؤدي إلى التسلية والإمتاع فحسب؛ بل يعمل على تحقيق أهداف التربية المنشودة التي مؤداها تكوين الشخصية المتكاملة للطفل، في جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية والصحية.

* مدربة معتمدة محليًّا ودوليًّا
مستشارة أسرية وتربوية _ سعودية
@samha_aliryani