الأكثر مشاهدة

إعداد_حصة البوحيمد تأتي الحوارات الثقافية بكل اتجاهاتها، سواء المعروضة في القنوا …

الحوارات الثقافية.. بين التكرار المرفوض والتطور المفروض

منذ شهر واحد

394

0

إعداد_حصة البوحيمد

تأتي الحوارات الثقافية بكل اتجاهاتها، سواء المعروضة في القنوات الفضائية أو تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أو تلك المنشورة في المواقع والصحف الإلكترونية والمجلات المتخصصة، لتمنح الهوية المفترضة للعمل الإعلامي الثقافي والمهنية اللازمة، لكن المتابع لها يرى أن التكرار يطغى على المشهد من خلال إعادة استضافة الشخصيات أو وجودها بشكل مستديم وبذات المنتج، إضافة إلى وجود خلل يتعلق بنوعية تلك الحوارات محتواها، إضافة إلى الروتينية في إعداد وإخراج مثل هذه البرامج؛ ما يتطلب وجود تطوير مفترض لنقل الصورة الاحترافية الواجبة لمثل هذه الحوارات التي يتطلع اليها المتلقي.

فرقد الثقافية، سبرت أغوار تلك القضية وطرحت محاورها على نخبة من ذوي الرأي في الساحة الثقافية:

– ما تقييمكم للبرامج الحوارية الثقافية المنقولة فضائيًّا وتقنيًّا، وما مكامن الخلل التي لا تزال واضحة في هذا المشهد؟

– هناك تكرار لأسماء الضيوف ونوعية المحاور في كثير من تلك الحوارات، في رأيك ما أسباب ذلك وما تداعياته على الاحترافية في هذا الجانب؟

– ما الأسس والمنطلقات التي تعين المنصات المسؤولة على صناعة برامج حوارية هادفة ومبتكرة؟

*حواراتنا استنساخ لما قبلها 

يقول الأديب الأستاذ ضياء خوجة مستفتحًا الحوار:

– البرامج الحوارية الثقافية أصبحت تكرر نفسها، كأنها استنساخ، وأعتقد أن مكامن الخلل بها؛ بسبب عدم ابتكار أسلوب حوار مختلف وغير تقليدي، وعدم تسليط الضوء أكثر على الجانب الإنساني والخاص للمستضافين من مثقفين وفنانين وغيرهم. 

بالفعل، هناك تكرار لضيوف هذه البرامج وهذا ما نلاحظه كثيرًا، خاصةً في البرامج الحوارية في رمضان، فقد تتكرر استضافة الضيف نفسه في أكثر من برنامج بفضائيات مختلفة، وتكرار المحاور نفسه؛ والسبب هو حرص كل فضائية على استضافة نجوم الصف الأول فقط في كل مجال. 

البرامج الحوارية بحاجة إلى أفكار جديدة وابتكار وأن تتضمن فقرات غير اعتيادية داخل البرنامج، خصوصًا في البرامج المسجلة وغير المباشرة؛ مثل أن يتم تصوير الضيف خارج الاستديو بحياته الاعتيادية وفي إجازته أو أثناء قيامه بعمله إذا كان له جانب عملي مختلف عن مجاله وهوايته، لكن ذلك سوف يتطلب تكاليف إضافية في إنتاج البرنامج وربما هذا من أهم الأسباب التي تجعل معظم البرامج الحوارية لا تلجأ لهذه الأفكار، وهناك تقدم هائل في تكنولوجيا التصوير والمونتاج المؤثرات؛ مثل الكروما والجرافيكس وممكن لهذه التكنولوجيا أن تقدم الإبهار في مشاهدة هذه البرامج. 

 لا أعتقد أن هناك تحديات تواجه الكتابة الإبداعية، فالمبدع الحقيقي والذي يمتلك الموهبة الحقيقية لا يمكن لأي ظروف أن تقف عائقًا أمام إبداع، وعندنا الكثير من الأمثلة في جيل الرواد بالمملكة في مختلف المجالات، الذين أصبحوا مدارس تستفيد منها أجيالنا والأجيال القادمة، لكن ومن دون شك اهتمام الجهات الثقافية يساعد كثيرًا في اكتشاف المزيد من المواهب التي من الممكن، إذا لم تلق الاهتمام والتشجيع، أن تُوأد موهبتهم مبكرًا. 

– كما أسلفت في إجابتي السابقة، الجهات الثقافية مثل وزارة الثقافة والنوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، والإعلام بشكل عام المرئي والمسموع والمقروء له دور كبير في تطوير المواهب الثقافية الأدبية، ويجب أن توضع لهم برامج متخصصة ومسابقات من المختصين لتبني هذه المواهب وتطويرها.

*الحوارات  ظاهرة صحية مع المحاور الجيد

ويفيد الأديب والشاعر د. سامي الثقفي، معلقًا على محاور القضية: البرامج الحوارية الثقافية التي تعرض فضائيًّا وتقنيًّا كثيرة ويكاد المشاهد المهتم لا يحيط بها من كثرتها وتعدد أوقاتها وأوعيتها التي تعرض فيها. هي بلا شك ظاهرة صحية في المشهد الثقافي وعامل مهم من عوامل الإثراء، فتنوعها في مجالات الثقافة المتعددة أمر إيجابي وصحي يثري ويؤثر في المتلقي بشكل كبير، والجميل في اﻷمر أن المتلقي يستطيع الرجوع إليها في الوقت الذي يشاء، لاسيما مع توفر أوعية الحفظ الالكترونية، ولكي تخرج هذه البرامج بشكل أفضل يجب التركيز على اختيار المحاور الجيد الذي يستطيع أن يستخرج أفضل ما لدى الضيف من معارف ومعلومات ومواقف، كذلك لو ابتعدت بعض هذه البرامج عن النمطية والقوالب الجاهزة في الحوار، حيث نلحظ تكرار الأسئلة في البرنامج الواحد، وطرحها على الضيوف في عدة حلقات، لا شك أن السؤال الذي يطرح على الضيف في هذه الحلقة لا يناسب أن يطرح على ضيف آخر في حلقة أخرى، هناك محاور رئيسة يجب السير عليها، لكن المحاور الجيد هو الذي يستنطق الضيف بطريقته التي تجعل الحوار أكثر ثراءً ومتعة. 

والبرامج الحوارية تسعى لاستقطاب أفضل المتحدثين والمحاورين لإنجاح برامجها، وهذا أمر إيجابي وصحي، لكن التكرار، وخصوصًا في الضيوف، ربما يضعف البرنامج، ويحرق الضيف حتى ولو كان صاحب تخصص في المجال.

لذلك فإن إشراك ضيوف لديهم تجارب واعدة سيضيف للبرنامج وهجًا، وتنوعًا، ومعرفة؛ كلها  تصب في مصلحة البرنامج والشأن الثقافي بشكل عام. 

وفي ظني أن الخروج عن المألوف كثيرًا في البرامج الحواري،  لاسيما في صناعة الإخراج وما يتعلق به من ديكور، وإظهار الضيوف بشكل معين وعلى غير المعتاد، لاسيما في البرامج الحوارية في البودكاست يؤثر على تفاعل المشاهد مع البرنامج، لذلك التطوير والتحديث مطلب لجذب المتلقي، لكن بخطوات محسوبة ومدروسة.

أضف إلى ذلك، مراعاة عملية التنافس بين البرامج، فالمتلقي الآن أصبح أكثر وعيًا بما يطرح، فلذلك عملية إقناع المتلقي بأهمية ما يطرح في البرنامج أمر مهم جدًا تنبغي مراعاته، وذلك من خلال أدوات البرنامج الفنية والثقافية الفاعلة.

*التكرار سمة تعودناها في المشهد الثقافي

  

وللدكتور يحيى الزبيدي رأيه حول القضية المطروحة، حيث أفاد:

عبارة (المفروض) يعنى أن تكون هناك حتمية التغيير والتخلص من الطروحات المكرورة التي لا تضيف شيئًا للمتلقي ولا تصنع جيلًا مثقفًا قادرًا على التعاطي مع الحدث أو الواقع الثقافي. 

إن التركيز على القضايا السطحية في الثقافة لا تلفت نظر المتلقي، وقد تجعل منه متلقيًا بدرجة (غير مهتم) ونحن نشاهد عزوفًا تامًا عن متابعة تلك الطروحات، سواءً من خلال القنوات الفضائية أو الصحف أو الدوريات المختصة باختلاف أنماطها الثقافية والفكرية. 

أما من ناحية تكرار الضيوف في الحوارات، فتلك سمة تعودناها مع الأسف في مشهدنا الثقافي، وأصبحت شبه مألوفة لدينا مثلها مثل المسابقات واللجان والجوائز الثقافية ونحوها. 

لهذا نقترح إتاحة الفرصة لكافة التجارب الثقافية وتشجيع المبتدئين ودعمهم ومنحهم الفرصة والثقة؛ لنرى أسماء متجددة وأفكارًا متنوعة وطروحات مختلفة.

*تقليدية الحوار سبب لعزوف المتابع 

ويشاركنا الحوار من اليمن، الشاعر  فائز بن عمرو، بقوله:

برأيي تنحو الحوارات الثقافية منحى السيرة الذاتية والتنزه في الحديث والسيرة في سياق الحوار والنقاش دون رابط موضوعي أو منهج حواري وفكري متسق، إنما شذرات ومعلومات تعرض دون ترتيب أو هدف محدد، ونتيجة غياب المنهج والرؤية في الحوارات الثقافية والفكرية لحد ما، يتم تكرار الصورة النمطية التقليدية السهلة في الحوارات وفي نوعية الضيوف وفي النهج.

ربما يتعلل البعض بغياب الكوادر وملل المتابع أو نزولًا عند رغبة المتابع، لكن هذه الطريقة والنهج المتكرر في الحوار والضيوف يبعد المتابع والمشاهد عن هذه الحوارات العتيقة التي تجاوزها الزمن والواقع.

لا بد من الابتكار والتحديث ومواكبة التطور الثقافي والمعرفي وكسر الروتين والصور النمطية، والأهم تقديم مادة سهلة ومتنوعة بأسلوب عصري وسلس باعتبار اللغة والإبداع احتياج مجتمعي وفكري بعيدًا عن التغريب والتعقيد والإغراق في النقد والانغماس في مكامن النظريات والمناهج المتضاربة.

*المحاور الجيد يكسر أفق التوقع عند المتلقي

 

ويرى الشاعر المصري د. أحمد نبوي، أستاذ النقد الأدبي بجامعة الطائف، جودة بعض الحوارات وضعف الكثير منها، بقوله:

البرامج الحوارية الثقافية في كثير من فضائيات الإعلام جيدة إلى حد ما، لكن كثيرًا منها كذلك في حاجة إلى وقفات ومراجعات حتى لا تفقد بريقها ومتابعيها وجدتها.

فإخضاع البرنامج لسميترية ثابتة ولضيوف محددين في التوجه والرأي، يفقد البرنامج بريقه ومصداقيته.

إذ لا بد للمحاور الجيد أن يكسر أفق التوقع عند المتلقي، ويقدم له ما يدهشه ويضيف إليه ويجعله في انتظاره دائمًا.

وهذا يتطلب جهدًا مضاعفًا ومتابعة دائمة وتقييمًا للذات ولما يقدمه البرنامج بصورة مستمرة.

لا بد من التجديد في طرح القضايا المبتكرة وفي الضيوف المتخصصين الذين يستضيفهم، وليس شرطًا أن يكونوا جميعهم على رأي واحد، فالاختلاف البناء مهم  وتعدد وجهات النظر مهمة.

فالبرنامج الحواري الثقافي لا بد أن يخضع لمجموعة من الأسس الفنية والتقنية التي تجعله مميزًا وهادفًا، مثل الاختيار الجيد للقضايا الجديدة والإعداد الجيد لقضية الحوار  وتحديد ملامحها جيدًا، وطريقة طرحها واختيار الشخصيات المتخصصة الملمة بالقضية جيدًا. 

أسئلة الحوار يجب أن تكون جديدة ومبتكرة وقادرة على تحفيز الضيف على إخراج أفضل ما عنده، حتى يكون الحوار هادفًا وممتعًا ومفيدًا.

*بعض الحوارات ضياع للزمن والمساحة

وتدلي الأديبة بثينة مكي من السودان، برأيها حول القضية، بقولها: 

الحوارات الأدبية تكون مهمة جدًا ومفيدة في إلقاء الضوء علي الشخصية المحورية المستضافة، ويتم ذلك من خلال الإلمام التام بكل جوانب الحوار المطروح على الضيف، وعلى المحاور استنباط أسئلة جديدة ومحاور مغايرة لما تم طرحه من قبل. 

لكن في كثير من الحوارات تكون الأسئلة عشوائية ومكررة ومجرد ضياع للزمن والمساحة المتاحة؛ بسبب عدم تعمق الشخص المحاور في البحث عن المناطق المغايرة والمثيرة للجدل لدى الشخصية المستضافة، وبعض المحاورين يبحثون فقط عن الشهرة دون الفائدة للمتلقي من خلال محاورة الأشخاص المشهورين.

*التكرار والسطحية  يناقضان العمق الثقافي في بلادنا 

ويجيب الأديب والقاص حسن البطران، على محاور القضية، بقوله: 

من البديهيات أن تكون البرامج الحوارية على أي منصة تقنية أو فضائية مواكبة للحراك الثقافي لأي بلد تشهد نشاطًا في هذا الحراك أو ذاك، ومن غير الطبيعي ألا يكون ذلك، لكن هنالك سؤال مهم وعريض في طرحه وهو: هل هذه الحواريات التي تنشط بها هذه القنوات أو هذه المنصات تتواكب والعمق الإبداعي والثقافي التي تشهده المملكة أو مجرد حوار من أجل الحوار فقط؟ لا يخفى على المتتبع لهذه الحوارات يلاحظ  أن هنالك خلل يكمن في آلية الحوار وأنه بعيد عما تشهده الساحة الإبداعية والثقافية في المملكة، وهنا أقصد البعد المنطقي والعميق الذي يلامس الحقيقة، ليس فقط من أجل أن تقول هنالك حوارات هنا أو هناك وأن الضيف الفلاني فجر تصريحًا أو قال معلومة من الوزن الثقيل، أو أن ذلك يشكل فقاعات أو كون له جماهيرية أو يستحق أو لا يستحق، ونذهب بعيدًا عن الجوهر والعمق الثقافي والمعرفي الذي يعكس الحالة الثقافية في المملكة وما تشهده من تطورات وقفزات عالية، وفي الوقت نفسه عميقة الأثر، ومما سبق تستطيع إدراك الخلل الذي أرمي إليه.

وحينما نتحدث عن بعض الفعاليات والأنشطة الثقافية لا بد أن على هامش تلك الفعاليات حوارات ولقاءات منصاتية وفضائية وصحفية، وهذه ظاهرة صحية وجميلة وفي غاية الانسجام مع هذا المعطى الثقافي والإبداعي والأدبي، لكن من غير الصحيح أن تكون تلك الحوارات مع أسماء وشخصيات معينة ومكررة بحجة أن هؤلاء الأشخاص يمثلون المشهد السعودي، نعم هم كذلك لكنهم جزء من كل، وليس من المعطى في العدالة أن يكونوا هم دومًا في المقدمة بهذا السبب وهذه الحجة، نعم هم بدأوا من السلمة الأولى والعتبة السفلية ووصلوا وحين يهمش الآخرون غيرهم دون دعم وتحفيز يبقون عند العتبة الأولى ولن يصعدوا؛ لأن العامل النفسي له دور كبير، وليس ذلك فحسب بل يأتي دور العلاقات الشخصية والشللية في اختيار الضيوف في الحوارات اللقاءات، وللأسف الكبير ورغم كل ذلك تبقى المادة الإعلامية أو الحوارية هي نفسها وفي حالة تكرار وسطحية؛ بمعنى أن المحاور لا تتغير جوهرًا  وإن تغيرت شكلًا، وهذا كله يتناقض والعمق الثقافي الذي تشهده بلادنا في الثقافة والإبداع في كل الأجناس بمختلف التيارات والمذاهب الثقافية والإبداعية.

وعن الأسس والمنطلقات لصناعة برامج حوارية هادفة، يقول البطران:

سؤال عميق وبنفس الوقت جميل، وهو يعكس الحالة المنطبقة التي تسيطر على الساحة الإعلامية في هذا الوسط الذي نأمل أن ترتقي في حياديتها إليه، بعيدًا عن الشللية وتأصيل المسؤولية التي تتيح للمبدعين بكل اتجاهاتهم نحو التميز المنافسة، ومن وجهة نظري أن آلية الوصول إلى الابتكار والهدفية الناجحة تنبع من البعد عن الشخصنة والتشخصن والشللية واتباع التنوع وممارسة بعض الآليات الحديثة في البرامج الحوارية والاستفادة من الخبرات العالمية، وكل ما سبق لا يعني أن الحديث لكل البرامج الحوارية والمحاور والمحاورين، بل بعضها للأسف لا ينطبق عليها الكلام، الكلام الذي يهدف إلى الارتقاء والجمال الذي يتواكب، والجمال الذي تسير به مملكتنا الحبيبة في هذه الفترة التي تتواكب ورؤية ٢٠٣٠م. 

*المعد الجيد يلم بخبايا الضيف

ويرى الإعلامي والصحفي حسين الحربي أن البرامج الحوارية الثقافية دون المأمول والمستوى لم تعد هناك برامج ثقافية تجذب المثقف الحقيقي  وتناقش قضايا  تهم الوسط الثقافي لأسباب منها أن من يقوم عليها ليس من المثقفين ناهيكم أنهم ليسوا قراء أو متابعين لما يجري بالوسط الثقافي

ويجيب عن المحور الثاني بقوله : تكرار الضيوف أعتبره إفلاس من المنظمين ناهيك عن الأوراق التي يقدمونها من أجل الحضور ليس الفائدة وربما نجد لهم العذر أنهم استهلكوا في فعاليات وملتقيات أخرى ويجب على القائمين على البرامج والملتقيات إبراز  الجيل الجديد بأفكاره وثقافته،

ولابد من الإعداد الجيد والمعد الجيد المثقف الذي يعرف خبايا الضيف وقرأ عنه من خلال مقالاته أو مؤلفاته أو ما كُتب حوله لكي يكون الحوار مرجعاً مهماً لكل الباحثين عن هذه أو تلك الشخصية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود