مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

سلوى الأنصاري*  فؤاد مغربل، هذا الفنان الذي حمل ريشته ليكتب بها قصيدة حب للمدينة …

طيبة الطيبة.. بعيون التشكيلي فؤاد مغربل

منذ شهرين

398

7

سلوى الأنصاري* 

فؤاد مغربل، هذا الفنان الذي حمل ريشته ليكتب بها قصيدة حب للمدينة المنورة، لم تكن لوحاته مجرد انعكاس لما تراه العين، بل نافذة تنبض بالحياة نحو روح طيبة الطيبة. عبر ضربات فرشاته التي جمعت بين القوة والرقة، استطاع أن يُبرز تفاصيل المدينة كما لم تُرَ من قبل؛ الطيور التي تحلق فوق البيوت القديمة، الحرم المدني بهيبته وخشوعه، والشوارع التي تحتضن عبق الماضي.

في لوحاته، تتداخل الألوان بتناغم مذهل؛ الأزرق السماوي يمتزج برقة مع درجات الترابيات ليعكس عبق الصباحات الهادئة في أروقة المدينة. أما المباني، فقد رسمها بأشكال تجريدية مستوحاة من الفن التكعيبي، تُبرز البساطة والجمال في آن، كأنها مرآة لروح المدينة التي تجمع بين الأصالة والتجدد.

تميز أسلوب مغربل بأنه لم يكن مجرد تسجيل بصري، بل كان سردًا عاطفيًا مليئًا بالحنين والدفء، مستلهِمًا من ذاكرة المدينة كل ما يجعلها خالدة في الأذهان.

هذا الانسجام بين الرؤية الإبداعية والحس العاطفي، هو ما جعل أعماله تُعد شهادةً فنية خالدة لمدينة لا تغيب تُلهم كل من ينظر إليها.

الفنان فؤاد مغربل كان يرسم قلب المدينة المنورة قبل أن يرسم تفاصيلها، يتنفس ألوانها وينبض بروحانيتها. في لوحاته تبدو المدينة كأنها تبوح بأسرارها، تنساب منها الحكايات عبر تداخل الألوان وضربات الفرشاة التي تحمل بين قوتها ورقتها لتحكي قصص المكان.

في لوحة الحرم المدني، يأخذنا مغربل إلى عمق الروحانية، حيث ينساب الضوء على القباب والمآذن الشاهقة.. تفاصيل اللوحة الدقيقة تفتح باب التأمل، كأن الحرم يعكس في صمته دعاء العابرين وأمنيات الحجاج. الألوان الدافئة تتداخل لتمنح اللوحة حياة تفيض بالسكينة والجلال.

أما لوحة الرواشين، فهي مرآة للماضي، نافذة تطل على تراث المدينة المنورة المعماري.. بألوان متداخلة وزخارف غنية، يعيد مغربل تشكيل تلك الرواشين الخشبية التي كانت تسكن وجدان الأحياء القديمة.
اللوحة ليست مجرد صورة؛ بل حوار بين الحاضر والماضي، يروي فيها كيف كانت الرواشين شاهدة على قصص البيوت وذكريات أهلها.

في أعماله، لم تكن المدينة المنورة مجرد مكان، بل كانت حكاية تُسرد بريشة ينبض فيها التاريخ بألوانه، ويروي الحاضر بلمسات تحمل عبق التراث وعبير الروح.

التعليقات

  1. يقول Foz:

    أسلوب رائع وألوان جريئة خلقت لوحة متميزه

  2. موضوع اكثر من رائع حقا لوحة نظمت قصيدة ثناء في المدينة المنورة القبة الخضراء ومعالم المدينة تحتضنها السماء سلم البيان والبنان

  3. بالتوفيق والسداد
    تغطية رائعة استاذة سلوى الأنصارى

  4. يقول علي بدير:

    قراءة فيها الكثير من الابداع والتصوير للفنان فؤاد مغربل الذي شكل بريشته الفنية التراث الروحي للمدينة المنورة هذا الطرح الجميل من الفنانة التشكيلية سلوى الأنصاري التي طافت بنا في تجوال حول هذه اللوحات الفنية التي تعكس هذا الفن بأسلوب ادبي راقي اسعدنا.

  5. يقول شريفة السليم:

    كمال الجمال بالمدينة والمشاعر حولها ..لوحة كأنها الكوكب الدري ..وضاءة سوليتيرة عن ألف قيراط .نحتت حتى أغمضت العيون بضوءها ..روح وروحانية اتأمل العيون بين السحب تمطر حنانا على قبر النبي الأمين ..شعاع نور الله يعبر خلال الغلاف الجوي لينقل السلام على الحبيب مادام داخل وخارج يصلي ويسلم عليه ..عجزت عن تخطي اللوحة وتأملها ..سلمت ريشة راسمها ..وسلم مداد من كتبت وعلقت ووصفت اللوحدة سلم الله اليراع ..لا جف لك قلم ولا نفد لك مداد

  6. يقول احمد القمزي:

    ابدعتي استاذه سلوى بكلمات كتبت بريشه ذهبيه

  7. يقول سلوى الانصاري:

    إليكم يا من مررتم على ضفاف مقالي، شكراً لكم بقدر ما حملت كلماتكم تحفيزًا لقلمي . تعليقاتكم كانت كالنسيم العذب الذي يحيي في القلب شغف الكلمة، ويمنح القلم حياة جديدة. ممتنٌّة لفيضكم الجميل الذي سيزيد قلمي بهاءً وألقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود