سامية حسين*

انطلاقًا من كون التراث جزءًا لا يتجزأ في حياة الإنسان والتمسك بالعادات والتقاليد العريقة منبع راق وصورة جميلة تعكس هوية كل فرد من أفراد المجتمع، فعندما نتحدث عن التراث في إطار يشكل لتنظيم الأسرة والمجتمع، لا شك أن هذا هو أنبل الفنون وتعزيز للقيم الاجتماعية وعادات كل بلد.

١(الأسرة الإثيوبية)

الأسرة الإثيوبية كغيرها من الأسر لديها مظاهر احتفاء كثيرة ومتعددة. لكن مظاهر الاحتفاء بالزواج لها حضور واهتمام آسر.

وتختلف عادات الزواج باختلاف القبائل والديانات، لكنها تصب مجملها بفكرة واحدة وهي تعدد الأيام، فعادات الزواج لدى القبائل المسلمة تختلف كثيرًا عن أفراح الديانات الأخرى.

الأفراح الإسلامية تظهر فيها بشائر الفرح والسعادة بيوم الزفاف ويكون في الصباح الباكر، تبدأ المراسم بإعداد الطعام وهو الطعام الرئيسي (الزقني).
ويعده أفراد الأسرة والأقرباء والجيران، وتنطلق أهازيج الفرح والأغاني والرقص وتلبس العروس الثوب التقليدي اسمه (الزرية) والعريس البدلة.
يدخل العروسان مع الأقارب وقبلها بيومين يكون تقديم الهدايا للعرسان.

بعد ذلك يتم تناول العشاء الذي أعد بطريقة وجهد غير مسبوق له.
قرابة الساعة التاسعة تنتهي مراسم الزفاف، بعد الزواج بثلاثة أيام تقام حفلة للمعازيم الذين ساعدوا في إحضار الطعام تقديرًا لهم.
وفي اليوم السابع تقام زفة للعروس في منزلها ابتهاجًا لذكرى اليوم الجميل، وبعد ٤٠ يومًا من الزواج
تزور العروس أهلها ويقام احتفالية بسيطة، هذه العادات لدى قبيلة (تجراي) شمال أفريقيا.
لكن مع وجود التكنولوجيا والحياة السريعة لم يعد أغلب الناس يتبع هذه العادات.

٢ (الأسرة الجيبوتية)
ولأن التراث مرتبط بهوية الإنسان ويرى فيه الأداة القوية التي تبرزه مع أي مجتمع، يكون فيه ومصدر إلهام له يحرص الإنسان على التمسك به والفخر به بعيدًا عن التقاليد التي يكون فيها الجهل سائدًا.
أيضًا يسهم التمسك بالتراث في تجسيد صور الفرح والمعاناة.. كل وبلاده.

يحظى العرس لدى الأسرة الجيبوتية بأهمية بالغة الجدية.. الأعراس في جيبوتي تحديدًا في منطقة (بني عفار) يبدأ الزواج لديهم في سن العاشرة ولا يحق للفتيات الحرية المطلقة في اختيار الشريك.. يأخذ الابن الأكبر في الأسرة من ابنة عمه، وهذه القاعدة تطبق على الأبناء والبنات الأصغر حفاظًا على مراعي العائلة.

*(الأعراس يحضرها المدعوون وفيها رقصة الترحيب وقرع الطبول، مع الالتزام بكل عادات الأجداد.
ينتقل المهر بين أوساط النساء ويقومون بتقديم الحلويات والعطور.
ثم تأتي حقيبة الهدايا للعروس والحماة أيضًا.. بعد ذلك يتم تحضير الطعام المكون من الأرز ولحم الماعز
والمقبلات والشاي.

بعد ذلك تبدأ مراسم استعدادات العريس، ويتم فيه مراسم الوضوء عند الحجر الأسود وبعدها يتم استقباله
بأهازيج الفرح والسرور)*.

_____________________________

*مقتبس من يوتيوب/ محمد حسين علي

*كاتبة إثيوبية