الأكثر مشاهدة

ترجمة د.بهاء الدين مزيد إنْ تَضحَكْ، يَضحَكْ هذا العالمُ معكَ، ويضحكُ مبتهجًا بِ …

عزلة.. إلّا ويلر ولكوكس

منذ أسبوعين

20

0

ترجمة د.بهاء الدين مزيد

إنْ تَضحَكْ، يَضحَكْ هذا العالمُ معكَ، ويضحكُ مبتهجًا بِكَ،

وإذا ما تبكي تبكي وحدَكَ،  ليسَ سواكَ من يبكي لك أو يبكيك.

تلكَ الأرضُ البائسة الكَهلةُ تستحضرُ بعضَ نضارتِها -هبهَا وهَبْكَ-

 لكن فيها ما يَكفيها، ما يُشقيها من تَعَبٍ ومشقّاتٍ – يكفيها حقًّا.

حين تُغنّي، تصبحُ مقطوعاتِك عَزفًا في كلّ الأجواء،

في التلّات وفي الهضبات، جميعًا،

وإذا تجتاحك هذي الآلام، ستشقي روحَك – أيّ شقاء!

ويصير غناؤك شجنًا وأنينًا محزونًا.

في لحظاتِ سرورِكَ سوف تراهم يغتبطون،

أمّا في أتراحك وهمومك، فإذا هم نكّارون وجحّادون؛

يلتمسون عطاياك جميعًا، وملذّاتك حصرًا لهمو يغترفون،

لكن ليس يريدون مصيباتك، أو من أوجاعك شيئًا.

ما أكثر خلّانك إذ تُحصيهم عددًا،

لكن ما أندرهم في الخطب الجلل وما أندرهم إخلاصًا!

هم ندماؤك، خِلّانُك، في مشربهم، ونواديهم، يأتونك مددًا،

فإذا تركوك وخلّوك وحيدًا، يا حسرتك ومراراتك!

ها هي تزدحم موائدُهم بطعومٍ ومشارب شتّى؛

وإذا ما افتقروا أو جاعوا، غادرهم كلّ الزوّار جميعًا بددًا.

فلتنجحْ أنت، ولتفلحْ، ولتمنحْ خيرَك للنّاس جميعًا،  حتّى لا يسعفك العمر الآن – فواجه موتَك وحدَك!

هذا متسعٌ في سوق المتعة، في هذا البهرج، يتلألأ، ومسرّاتٌ ومباهجُ ومفاتنُ أخرى؛

لكن هذي القاطرة المُزدحمة لن، لن يدخلها أحدٌ، كلّا كلّا –  

إلّا عبر ممرّات الألم الضيّق: نحنُ فُرادى في الدرب المُوحِش نَسعَى.

 

وُلدت الشّاعرة والصحفية إلّا ويلر ولكوكس في جونزتاون، ويسكونسن. في سنّ المراهقة. كانت غزيرة الإنتاج ونُشرت قصائدها في مجلّة (ويڤرلي) وصحيفة (ليزلي) الأسبوعية. درست في جامعة ويسكونسن، لكنّها تركتها بعد عام واحد للتركيز على إبداعها الشّعري. وقد ظهرت مقالات ولكوكس على نطاق واسع في مجلّات منها (كوزموبوليتان)، وكتبت شعرًا شعبيًا محلّيًّا، في أبيات بسيطة مقفّاة. نشرت كتابها الأوّل، (قطرات الماء)، عام 1872، وكتابها (قصائد الشغف)، 1883، على مدار عامين. تشمل مجموعاتها الشّعرية الأخرى قصائد (التجربة)،1910، و(قصائد السلام)، 1906، و(أصداف)، 1873. نشرت الشّاعرة أيضًا كتبًا روائية، منها (امرأة من هذا العالم)، 1904، و(الخطر الشيّق)، 1892، و(حياة مزدوجة)، 1890، وسيرتين ذاتيتين هما (أنا وعوالم شتّى)، 1918، و(حكاية في سيرة أدبيّة)، 1905. توفّيت في 30 أكتوبر 1919 في منزلها في شورت بيتش، ولاية كونيتيكت، الولايات المتّحدة. قصيدة (العزلة) هي من عيون الشّعر الأمريكي وروائعه، ذائعة الصيت رائجة يكثر اقتباسها والتعليق عليها. وهي قصيدة من ثلاثة مقاطع، كل مقطع من ثمانية أسطر. تتبع كل ثمانية أسطر نمط قافية ثابت هو (أ ب ج ب) وتكثر في القصيدة القوافي الداخليّة التي تضمن لها قدرًا كبيرًا من السبك والحبك، ومن ذلك تقفية bound  و sound (في السطر السابع “ويصير غناؤك شجنًا وأنينًا محزونًا”)، وتقفية  earth و mirth  (“الأرض” “ونضارتها” في السطر الثالث). تكثر في القصيدة صنوف الطباق والترادف، كما نجد في rejoice/ grieve “يغتبطون، أمّا في أتراحك وهمومك، فإذا هم نكّارون وجحّادون”، وفي “تزدحم موائدُهم بطعومٍ ومشارب” و”وإذا ما افتقروا أو جاعوا، غادرهم كلّ الزوّار جميعًا بددًا”، وهذا بعض معنى الطباق بين feast  أي أولم و fast “صُم” أو “ازهد”.

Solitude

    Ella Wheeler Wilcoox

 (1850-1919) 

Laugh, and the world laughs with you, a b a c

Weep, and you weep alone

For the sad old earth must borrow its mirth

But has trouble enough of its own

Sing, and the hills will answer

Sigh, it is lost on the air

The echoes bound to a joyful sound

But shrink from voicing care

Rejoice, and men will seek you

Grieve, and they turn and go

They want full measure of all your pleasure

But they do not need your woe

Be glad, and your friends are many

Be sad, and you lose them all

There are none to decline your nectared wine

But alone you must drink life’s gall

Feast, and your halls are crowded

Fast, and the world goes by

Succeed and give, and it helps you live

But no man can help you die

There is room in the halls of pleasure

For a large and lordly train

But one by one we must all file on

Through the narrow aisles of pain

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود