سهام السعيد *

الطّريق إلى النّجاح يا صديقي وعرٌ وشاقّ… حواجز تعترض سيرك… وأشواكٌ تُدمي خُطاك… الظّلمة تلاحقك… والقلق يتغلغل في ثنايا إصرارك ليثنيه عن الاستمرار… في الطّريق إلى النّجاح قد يرسم الضّجر ملامحه على ملامحك الشّاحبة…
تصل ليلك بنهارك… تطوي الأيّام سعيًا… وتزيد الأوقات عمرًا… تمسك الزّمن استثمارا… تحرم نفسك من لحظات السّعادة… وتغلق الباب أمام المناسبات السّعيدة… لتتفرّغ لغرس بذور حلمك انتظارًا لموسم الحصاد… تتقدّم حينا… وتتعثّر أحيانًا… يرهقك اليأس مرّة لتسندك عناية اللّه مرّاتٍ…
هو طريقٌ طويلٌ! ومن يشدُّ عضدك قليلٌ قليل…
ستسير وحدك أو ربّما مع قلّة قليلة يسندون عثرتك…
لذا عليك أن تبدأ خطواتك في طريق حلمك بخطوات واثقة… وعزيمة ثابتة… غير ناظرٍ لطيفٍ يؤنسك… ويد حانية تربت على كتفك…
امض في سعيك نحو حلمك كما لو أنّك الجيش العرمرم الدّاعم لنفسك… المؤمن بقدرتك على الإنجاز… المتلهّف لبلوغ شرف الوصول… ناضل بقلب أسد فالطّريق موحش يا صاحبي ولا صدى يردّد ترانيم سعيك… لن يحمل أحدٌ عنك ثقل أحمالك… ولن يخفّف الحمل عنك حتّى… قلّة هم الّذين يشعرون بحجم الضّغوطات الّتي عانيت منها.
فقط ستجد الازدحام لحظة إعلان النّتيجة… ليس للتهنئة، إنّما للاطمئنان!
الاطمئنان بلغة المحقّق… أو المنتظر لحظة السّقوط…
هنا يكون الازدحام… هكذا حال مجتمعاتنا البائسة… مجتمعاتنا الّتي ـ للأسف ـ لم تتقين يومًا فنّ الجبر قدر إتقانها لغة الكسر. 

لذا؛ ازرع السّلام في نفسك بعيدًا عن ألغام التّساؤلات… واقتراحات من جاؤوا من الفراغ لحظة فراغك من أثقالك وصعوباتك…
طريق نجاحك أنت من ستجني شهده… وتنعم بسكّره… لذا؛ أغمض عينيك عمّن حولك… وكافح في سبيل الوصول إلى هدفك بأرقى صوره… اطلب القمّة… فهناك نسيمٌ ليس بالدّنيويّ… بل نفحاتٌ من رياض الجنّة… اطلبِ القمّة لأجلك أنت لا لأجل الآخرين… فنفسك تستحقّ منك أن تبذل الغالي في سبيل رفعتها… وردّ الفشل عنها…
واعلم بأنّك لن تذوق حلاوة الوصول إلّا عند بلوغ القمّة… هناك ستلامس النّجوم رفعةً وتضاهي السّماء علوًّا…
فالنّجاح درجات… وأعلاها نجاحٌ يكلّله السّعي والإصرار…
وإن كنت وحيدًا عند السّعي… فلا تنتظر الازدحام عند النّتيجة. 

*كاتبة سورية