26
0
49
0
11
0
41
0
11
0
الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
12019
0
10973
0
10396
0
9284
5
7851
0

فاطمة وهيدي*
في هذا اليوم المضيء من تاريخ المملكة العربية السعودية، تبدو الأرض كقصيدة تُتلى على مسامع العالم، وتقف القلوب قبل الكلمات لتؤدي التحية إلى وطنٍ عظيم، نسج من الصحراء حلمًا، ومن الحلم واقعًا، ومن الواقع مستقبلًا يزداد ألقًا كل يوم.
صحراء نهضت بالمعنى، ونخلة مدت جذورها في أعماق التاريخ، وأثمرت حاضرًا يزهو بالمجد، ومن ضفاف النيل أبعث تحيةً لأرض الحرمين، حيث تتقاطع القلوب قبل الحدود، ويتجدد العهد بأن حب الأوطان لا يعرف مسافات ولا أزمنة.
خمسة وتسعون عامًا مرّت منذ أن وحّد الملك عبدالعزيز رحمه الله، هذه الأرض الواسعة تحت راية واحدة، كان المشهد أشبه بمعجزة تاريخية، حيث تحولت الرمال المتناثرة إلى وطن متماسك، وارتفعت الراية لتظل خفّاقة عبر العقود، واليوم وبعد كل هذه السنوات، يواصل الوطن رحلته لا بوصفه حارسًا للماضي فقط، بل بوصفه صانعًا للمستقبل.
اليوم الوطني السعودي ليس عيدًا لأهله وحدهم، بل هو أيضًا مناسبة لنا نحن العرب، إذ نرى في نهضة المملكة واستقرارها استقرارًا لنا، وفي مستقبلها المشع ضوءًا يضيء الطريق للجميع.
إن ما يميز المملكة في حاضرها هو قدرتها على أن تفتح الأفق أمام أحلام لا تنتهي، واليوم ونحن نحتفي بهذه الذكرى، نرى المملكة تتألق بوجه جديد، وجه يكتب المستقبل بثقة ووعي، عبر رؤية 2030 التي تحولت من شعار إلى واقع ملموس، هذه الرؤية الطموحة التي رسمتها المملكة لنفسها، ليست مجرد برنامج إصلاحي، بل وثيقة حلم، كما أنها ليست خطة اقتصادية فحسب، بل هي وعدٌ للأجيال بأن الغد أجمل.
وما يلفت النظر أن هذه الرؤية جعلت من الثقافة حجر الزاوية، حيث وُضعت في صميمها، إدراكًا بأن النهضة الحقيقية لا تكتمل إلا بالإنسان، وأن الفكر والفن هما جناحا التحليق نحو المستقبل، فالثقافة ليست رفاهية، بل أساس للبناء، ومفتاح للفكر والإبداع، وجسر للتواصل مع العالم، وقلب الهوية وروح الأمة، فما أجمل أن يكون بناء الإنسان على قدر اهتمامنا ببناء العمران، وما أروع أن تتفتح أبواب المسرح والسينما والمكتبات والمعارض إلى جانب أبواب الاستثمار والاقتصاد والعلوم والتقنية.
إن المملكة أدركت أن ثروتها الكبرى ليست في النفط ولا في الأرض، بل في وعي أبنائها وبناتها، شباب يفتحون الأبواب على الإبداع، ويمدون الجسور بين الماضي والحاضر، ويثبتون أن الرهان عليهم هو الرهان الأجدر.
وما نراه في المملكة اليوم؛ غرسٌ ثقافي وحضاري يثمر في كل اتجاه، وسباق مع الزمن نحو غدٍ أوضح وأجمل.
وقد عبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن ذلك بكلمات تحمل صدق الرؤية وعمق الإيمان بالشباب، حين قال:
“الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية”.
إن ما يجعل هذه الذكرى مميزة، أنها لا تعيدنا إلى الماضي فقط، بل تدفعنا إلى المستقبل، في كل عام وطني سعودي نرى خطوة جديدة، إنجازًا إضافيًا، حلمًا يقترب من التحقق، ولعل أجمل ما في الأمر أن العالم كله يشهد هذه التحولات، وينظر إلى المملكة بإعجاب واحترام، لا لأنها غنية بمواردها فقط، بل لأنها غنية بعقول شبابها وجرأة رؤيتها.
فلتبقى المملكة دائمًا دار أمان، ولتبقى رايتها خفّاقة بالعزة والفخر، ولتبقى القلوب العربية تلتقي عندها بالدعاء، ومن مصر حيث يفيض النيل بالحياة منذ آلاف السنين، أرسل تحيةً صادقة لأرض الحرمين، لأقول: كل عام والمملكة بخير، كل عام ورايتها خفّاقة، كل عام وشعبها في أمن وازدهار.
إن يومكم الوطني عيد لنا جميعًا، لأنه يؤكد أن الأوطان مثل النخيل، كلما امتدت جذورها في الأرض، علت بسعفها في السماء.
* كاتبة مصرية
التعليقات