591
0601
1687
0251
0299
148
047
047
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11847
05073
04982
04806
04482
0تأليف و تصميم الرسوم رقميا
د.خالد أحمد*
المشهد الأول:
بيت صغير في قرية بعيدة، في نهار يوم مشمس، يستيقظ الأب ليذهب إلى عمله، وتصحو الأم لتعد الفطور لأولادها .
الأب: صباح الخير يا أم صابر كيف أمسيت ؟
الأم: الحمد لله يا أبا صابر بخير سأعد الإفطار للأولاد.
الأب: على بركة الله .
الأم: لا تنسي أن تحضر لنا طعام الغذاء وتحضر لصابر فاكهة المانجو.
الأب: لا أملك المال يا أم صابر، نسأل الله أن يعدل الأحوال.
الأم: آمين.
صابر: صباح الخير يا أمي.
الأم: أسعد الله صباحك يا صابر.
الأب: كيف أصبحت يا صابر ؟
صابر: بخير الحمد لله يا أبي، أريد منك طلباً يا أبي.
الأب: تفضل يا صابر قل.
صابر: إن ثيابي قديم وأريد أن أشترى أخر، فصديقي ماهر دائما يعايرني.
الأب: الفقر ليس عيبا يا ولدى، الإنسان بعقله وليس بماله.
صابر: يا أبي دائمًا تكرر هذه الجملة. أنا أريد ثياب أخرى غير هذه الثياب القديمة.
الأب: أصبر يا ولدي، فالله يرزقنا من فضله.
صمت صابر عن الحديث، وهو في قرارة نفسه حزين لأنه سوف يذهب إلى السوق بهذا الثياب وسيراه صديقه ويسخر منه مثل كل يوم .
صابر: متى يرزقنا الله يا أبي ؟
الأب: الله يختبر صبرنا على تحمل الصعاب يا ولدي، فلتصبر وأعدك أن أشتري لك ثياب أخرى.
صابر: هل يمكن أن تشتري لي الثياب غدًا يا أبي ؟
الأب: ندعو الله أن يرزقنا يا ولدي وأحقق لكم أمنيتك.
الأم: حفظك الله يا أبا صابر وأعانك، تنظر الأم لصابر وترتب على كتفه
صابر: سأكون سعيدًا يا أبي عند تحقيق أمنيتي.
خرج الأب إلى عمله وهو يفكر كيف يحصل على المال الذي يجعله يحقق أمنية ولده وأمنية زوجته، وعلى هذه الحالة، كانت تمر بالأسرة الأيام، رتيبة مملّة، لا سبيل فيها إلى الخلاص، ولا حيلة، بل إنها لتنحدر بالأسرة من فقر قاس مرّ، إلى فقر أقسى وأمرّ.
المشهد الثاني:
السوق والناس تبيع وتشتري والباعة تصيح معلنة عن سلعها، وينزل صابر إلى السوق ليبيع بعض من السمك الذى يصطاده والده، وقد تقابل مع صديقه ماهر
ماهر: ينظر لصابر نظرة ساخرة أهلا يا صابر .. كيف حالك ؟
صابر: يرد السلام وهو غير مهتم الحمد لله يا ماهر.
ماهر: ألم أقل لك بالأمس لابد أن تأتى السوق بثياب جديدة حتى يشترى منك الزبائن ؟ لن يقبل عليك أحد وأنت ترتدي هذه الملابس الرثة.
صابر: قلت لك لا شأن لك بي ولا بملابسي. ( وهو غاضب ).
ماهر: وهو ساخر أنت حر يا صديقي.
صابر: أشكرك ودعني وشأني حتى ألتفت لعملي ( ويصيح لبيع السمك )
ماهر: ضاحكا … سأتركك يا صديقي لكن تذكر لن يقبل عليك أحد
صابر: ينظر له دون رد
صابر: مناديًا على سلعته …..(والزبائن تلتف حوله ).
المشهد الثالث:
وبينما الأب في بعض الطريق، إذ سمع رجلاً ينادي معلناً عن دار كبيرة، ذات غرف كثيرة، مفروشة، بأثمن الأثاث، معروضة للبيع، ولا يطالب شاريها بثمنها إلا بعد أن يسكنها سبعة أيام، فأصغى الرجل إلى المنادي، وتتبع الصوت، حتى رأى المنادي فسأله عن الدار، فدلّه عليها، وأعطاه مفاتيحها على الفور، وأكد له أنه لن يطالب بثمنها قبل أن تمضي على سكناه فيها سبعة أيام، ففرح الرجل، وأخذ المفاتيح، وطار بها إلى زوجته.
الأب: لقد حققت لكم أمنيتك واشتريت لكم دارًا كبيرة.
الأب: يطلب من زوجته أن تجمع أغراضهم ليذهبوا إلى الدار الجديدة
الأم: ومن أين أتيت بمال هذه الدار.
الأب: فقد رزقنا الله، وهو يفكر ماذا سيفعل بعد السبعة أيام، ولكنه أراد أن يغير واقع أسرته بأي شكل.
صابر: ماذا تفعلين يا أمي ؟
الأم: أبشر يا صابر … لقد أشترى لنا والدك دارا كبيرة مجهزة بكل شيء.
صابر: كيف يا أمي ؟
الأم: وهبنا الله إياها يا صابر.
ولما بلغ الزوج بأسرته الدار الجديدة، فتح الباب، وأدخلهم فيها، ثم تركهم ومضى إلى عمله، من غير أن يدخل الدار.
ودهشت الزوجة لما رأت، بل ذهلت، دارٌ كالقصر، بل كجنة الفردوس، باحتها واسعة، فيها بركة كبيرة، تترقرق فيها المياه، تلعب فيها الأسماك، وتحوم على حوافها الطيور، وتظللها شجيرات الورود والياسمين، فتنشر عبقها الناعم اللذيذ، وحول الباحة الواسعة، تمتد الغرف، وهي كثيرة، بشرفاتها، ونوافذها، وقد بدت من وراء النوافذ الستائر الرقيقة الهفهافة، تداعبها النسمات، فتميس، وفي صدر الدار إيوان، تظلله واقية من الخشب الساج، حفرت فيه أحلى النقوش وطعمت بالعاج، وقد مدت في صدر الإيوان أريكة، وبسطت في أرضه سجادة، على حين ترك بابا الغرفتين المطلتين على الإيوان مفتوحين، فبدا أنهما غرفتان للزوار، مفروشتان بأفخر الأثاث.
دخل صابر إلى حجرته، ووجد بالغرفة خزانه ملابس مليئة بملابس جديدة وفاخرة، فرح صابر بما رأى من ملابس جديدة.
ثم لما كان الغداء، أعدّت الأم أطيب ألوان الطعام، مما لم تكن قد ذاقته من قبل، أو كانت تسمع عنه في أحاديث الجارات، مما كن هن أنفسهن لا يذقنه إلا في الولائم والمناسبات، فكانت تأكل وتطعم أولادها وتتمنى أن يشاركهم زوجها الطعام، ولكنها كانت تؤمل عودته في المساء.
وأقبل المساء، ولكن الزوج لم يأتِ، فتسلت عنه وصابر بالقعود في الإيوان، والتفرج على البركة والأشجار والتمتع بالنسمات العليلة، تنفح عبق الأزهار.
المشهد الرابع:
خيم الليل والأب لم يرجع إلى داره الجديد وذهب صابر إلى غرفته الواسعة الكبيرة، ولكنه سمع من داخل خزانه الملابس صوت يناديه فزع وخاف خوفًا شديدًا، فإذا به يرى جني.
صابر: بخوف وفزع من أنت ؟
الجني: انا صاحب الدار الذي اشتراه والدك ولم يدفع ثمنه
صابر: مازال خائفًا … وماذا تريد ؟
الجني: أريد ثمن الدار ؟
صابر: وما هو ؟
الجني: أن أخذ والدك ووالدتك معي في بطن الأرض، ألم تريد أن تكون ثريًا دون عناء، لا يوجد شيئًا بلا ثمن.
صابر: لا … لا ….. أحب أبي وامي ولا أريد المال.
الجني: هذا هو ثمن الدار. وإذا لم تعطيني الثمن سأخرجكم من الدار صباحًا إلى داركم.
تذكر صابر كلام والده ( الإنسان بعقله وجهده وكفاحه وليس بما يمتلك من أموال )
صابر: لا، نريد شيئا منك نريد أن تكون أسرتنا معا حتى لوكنا فقراء
سأصبر …. وأجتهد …..وأعمل …… وأكسب رزقي بجهدي ولا نفترق أبدا
وأساعد أبي في عمله ولا أطلب منه إلا الشيء الذي يستطيع أن يشتريه لنا
الجني: إذن اخرجوا من الدار ..
وجد صابر نفسه في بيته القديم، وسمع صوت والده وأمه وحمد الله على نعمة الصحة والأهل.
كاتب مسرحي للأطفال_ مصر
@Drkhale04112481
التعليقات