مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

فرح محمد السروي* في اليوم الختامي من العام الدراسي أقامت المدرسة حفلًا كبيرًا تض …

استراحة على شاطئ النهر

منذ سنتين

343

0

فرح محمد السروي*

في اليوم الختامي من العام الدراسي أقامت المدرسة حفلًا كبيرًا تضمن عمل مسرحية ومباراة كرة قدم نهائية بين أقوي فرقتي كرة قدم في المدرسة، كما أقيم حفل تكريم الفائزين والمتميزين في جميع السنوات الدراسية.

كان يومًا شديد التعب والإجهاد، وبعد الانتهاء من هذا اليوم المجهد، سرت مع صديقاي محمد وأحمد، وقد فزت بجائزة الطالب المثالي بينما فاز أحمد بجائزة التفوق الدراسي ومحمد فاز بكأس التميز الرياضي. 

سرنا برهة بين الحقول نتنفس الهواء الطلق وكنا نستمتع  برؤية الأبقار وهي ترعي في الحقول المليئة بنبات البرسيم. وجدنا أنفسنا تحت ظل شجرة جميلة بجوار شاطي النهر، فأردنا أن نستريح ونتنفس بعض الهواء الطلق. فتحت حقيبتي صدفة فوجدت بها كيسًا ممتلئًا بالفول السوداني واللب والحمص.

بينما أخرج أحمد من حقيبته بعض السندوتشات الجيدة، وأخرج محمد زجاجة مياه كانت معه في الحقيبة.

جلسنا نتناول الطعام جميعا وسط جو ربيعي جميل، نسمة تأتي من فوق مياه نهر النيل الخالد.

كانت نسمة الهواء تنعشنا، والأشجار تتمايل حولنا، وبمجرد أن تناولنا الطعام، وشربنا بعض المياه، دخلنا في  نوم عميق حيث أخذتنا سنة من نوم.

 رأيت في نومي أنني قد أصبحت ملك مصر، وأن هناك مراسم فرعونية، وأنا علي رأسها حيث كنا في موسم الفيضان،

وسيتم إلقاءه فتاة جميلة في النهر، حيث كان المصريون القدماء يتفاءلون بذلك كانت الفتاة جميلة جدا، وتلبس ملابس حريرية 

جميلة أيضا، وكانت يداها مليئة بالمجوهرات.

وكانت الفتاة تتوسل قائلة “أرجوكم لا تلقوني في النهر، من حقي أن أعيش مثلكم، أرجوكم دعوني، وأشفق

قلبي عليها وقمت بأخذها منهم، حيث كنت في الحلم رئيس الدولة وأنا صاحب الكلمة الأولى، فتركوها.

شكرتني الفتاة وقبلت رأسي، وعادت سعيدة فرحة بنجاتها وعودتِها إلى أهلها، وأقبل أهلها يشكرونني لأنني أنقذت ابنتهم، ثم أمرت

الحراس أن يذبحوا خروفا ويقدموه قربانا للنيل بدلا من الفتاة الجميلة التي أنقذتها، وعلى الفور قاموا بهذا الأمر. 

وفجأة وجدت نفسي مستيقظا، ونظرت إلي زميلي فوجدتهما قد دخلا هما الآخران في نوم عميق، قمت بإيقاظهما.

حكيت لزميلي ما رأيته في نومي فوجدت أنهما قد رأيا  نفس ما رأيت في منامي وتعجبنا كثيرا كيف نحلم سويا نفس الحلم؟.

قال محمد دعنا من الأحلام الآن، ثم سألني عن عروسة النيلهل هذا الموضوع حقيقي أم أنه وهم؟.

فقلت له: لا أعلم، ولكن معي جهاز المحمول المتصل بشبكة الانترنت، يمكن الآن أن أبحث فيه عن هذا الأمر،  وقمنا نحن الثلاثة

بالبحث في شبكة الإنترنت عن عروس النيل عند قدماء المصريين.

وما قرأناه أنه في عهد سيدنا عمر بن الخطاب حين أرسل إليه سيدنا عمرو بن العاص وكان واليا علي مصر، عن رأيه  في هذا الأمر؟  فرد عليه سيدنا عمر بن الخطاب برسالة  مكتوب فيها من عمر بن الخطاب إلى نهر النيل: إن كنت تسير بأمرك فلا حاجَةَ لنا بكَ،  وإنْ كنتَ تسيرُ بأمرِ  الله فسرْ علي  بركة الله  “وطلب منه أن يلقيها في النهر فلما وصلت الرسالة إلي عمرو بن العاص قام بإلقائها في النهر فأتي النيل بالمياه، ومن يومها وألغي المصريون هذه العادة القديمة.

  ثم سألنا أنفسنا سؤالا: لماذا حلمنا نحن الثلاثة بحلم واحد عن نهر النيل، عل لأننا كنا جالسين علي شاطئ النهر؟

وفكرنا مليا، وفهمنا أن هذه رسالة من النيل لنا بأن نكون حماة للنيل، وتعاهدنا علي ذلك.

وصرنا ندافع عن النيل في كل وقت ونتكلم عنه في طابور الإذاعة المدرسية.

وتمر الأيام ويصبح محمد صديقي وزيرا للرياضة، ويصبح  أحمد وزيرا للتعليم، وأصبحت رئيسا لمجلس الشعب وتجمعنا سويا لنعود إلى نفس المكان الذي كنا نجلس فيه علي شاطئ النيل ولنعود للذكريات القديمة، وأحضرنا معنا  الفول السوداني والمكسرات وتناولنا بعض السندوتشات، وتذكرنا حلمنا الجميل، ولكننا تعاهدنا يومها أن نفكر في عمل جليل نقدمه من أجل حماية نهر النيل العظيم.

*كاتبة من مصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود