96
042
042
089
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11815
04747
04704
04495
04409
17فوز إبراهيم الرفاعي*
تبرّمت .. وتعكّرَ مزاجها ووالدها يُخبرها بقراره في المغادرة للقرية بعد اشتداد القصف على المدينة.
أوف … لا راحة هناك، لا رفاهية، لا خدمات، ناهيك عن الناموس الذي يحرمها النوم ويجعل جسدها طافحاً، محمراً كثمرة التوت ..
فجرا انطلقت بهما السيارة مسيرةً طويلة .. لتنعطف في طريق تُرابيّ تكتظ على جنبيه أشجار الصفصاف واليوكالبتوس الطويلة، التي تتعانق هاماتها مضلله الطريق.
نظرت منها للخلف عبر زجاج النافذة أرتها زوبعة ترابية خلفتها عجلات السيارة، سرعان ما انعطف السائق مرة أخرى لطريق مبلط يؤدي لبيت جدها، البساط الأخضر على مد النظر، لون يشرح النفس، فتحت النافذة جميل هنا لون الصباح، اختلطت أنفاسها برائحة الأرض والزرع، ورطوبة منعشة قادمة من النهر … طوقتها زخات من الحب من مكان كل مافيه يضج وينبض بالحياة ….
توقفت السيارة تحت كرمة تتدلى فيها العناقيد، كلمات الترحيب من كل صوب، علا صوت نباح كلبهم الصغير مرحباً بالقادمين، يهزُّ ذيله وينبطح أرضا ضاماً أُذُنيه بقدميه الأماميتين ..
ترجلت ناظرة للسنديانة الكبيرة المطلة على النهر … أحدهم يتسلق فروعها ويهم برمي نفسه في النهر مع الصراخ بنشوة ليُطفئ حر جسده ..
العجوز أم سعيد تسند جسدها المتهالك على الجذع الكبير، جالسة بين الأوراق الجافة .. تكاد تسمع حولها خشخشة الحشرات وهي تختبئ من وهج الشمس ..
نهضت للسلام والسؤال بإلحاح إن كانا قد صادفا في الطريق ابنها سعيد، فقد غادر للمدينة ليلة القصف لجلب دواء السكر لها ولم يعد حتى اللحظة.
*كاتبة من مصر
التعليقات