إن فهم تقنيات السرد ودراستها تعدّ من أولويات الناقد أو الأديب، وعن طريقها يصل لغاية الدراسة أو البحث، والوقوف على الدلالات والمعاني المستترة، ولكل نص أدبي حركة فنية يجب تحليلها من خلال تقنيات معينة، فمثلًا النص الروائي يعتمد على بنية الراوي وعلاقاته مع كلّ من المؤلف والمروي له ثم أنواع الراوي، ولعل من أهم تقنية البناء الزمني في الرواية طريقة التشكيل الزمني، والتي من محاورها الترتيب والديمومة، وكذلك التشكيل المكاني وأنماطه، سواءً المفتوحة أو المغلقة، وعلاقة الشخصيات بالمكان سواءً أكانت شخصيات محولة أو منقولة، مع مراعاة الفرق بين زمن الأحداث وزمن السرد، وكل عمل روائي يعتمد على الجدلية والصراع، ومن التقنيات المهمة في السرد الضمائر المتصلة: (ضمير المتكلم، ضمير المخاطب، وضمير الغائب) وحركتها الترددية، ومن إشكالات السرد التي تصرف المتلقي وتصيبه بالملل:

• أحادية الصوت، غياب عنصر التشويق، الإطالة.

ومن تقنيات السرد التي أكّد عليها جيرار جينيت:

• الخلاصة:

التي تعتمد على سرد أحداث يُفتَرض أنها جرت في سنوات أو أشهر أو أيام باختزالها في أسطر أو كلمات قليلة.

• القطع:

أن يتجاوز الكاتب بعض المراحل الزمنية من القصة دون الإشارة إليها بأي شيء.

• الاستراحة:

الوقفات التي يُحدثها الكاتب في مسار السرد؛ ليلجأ للوصف الذي يعتمد على المهارة في التعبير.

• المشهد:

مقطع حواري بين شخصيتين يتخلل عملية السرد.

• الإيجاز:

الموهبة لا تعني الإسهاب في السرد.

التكثيف يمنع الإطالة وإصابة المتلقي بالملل.

• الفجوة الدرامية:

تغييب قطاع من الحدث عن المتلقي؛ ليتيح له إعمال آلية خياله؛ لإكمال النص وليستقيم مسار السرد.

والصوت الخارجي يوظّفه الكاتب؛ لكسر مسار السرد ولصنع توتر درامي للأحداث، مثل: (صوت الرعد، طلق ناري، جرس التليفون، سيارة إسعاف …).

هذه أبرز تقنيات السرد التي لا بدّ أن يكون الأديب أو الناقد على معرفة بها وبتطبيقاتها داخل النص الأدبي.

*كاتب سعودي

حساب تويتر: D_saloom11