97
042
042
089
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11815
04747
04704
04495
04409
17السعيد عبد العاطي الفايد*
عزيزي القارئ الكريم، في البداية لم آل جهدًا في البحث عن نشأة اللغة وعلومها وآدابها منذ تخصصي؛ لذا طالعت كثيرًا من البحوث التي تتناول قضاياها، لاسيما المتعلقة بحياة اللغة وما طرأ عليها من ازدهار واضمحلال وصراعات بل وانقسامها إلى لهجات، حتى صارت إلى لغات مستقلة؛ كالعربية التي نتعلمها اليوم بكل خصائصها الفنية ونتحدث بها ونكتبها في حياتنا اليومية وأقصد التي نسجل بها نتاج الإبداع في نضوج.
نعم إنَّ اللغة العربية ذات رسالة خالدة نطقًا وكتابة في إطار عملية الضبط والإعراب..
أضف إلى ذلك دورها في دقة التعبير المنطقي والفلسفي والمجازي، بجانب هدفها الرئيس بداية من جمال التعبير والتصوير والخيال والواقع هكذا.
من ثم نعلم علم اليقين منذ النشأة الأولى، أنّ اللغة توقيف أو اصطلاح من خلال الأداء اللغوي ومستوى الاستخدام الوظيفي إنشائي وخبري.
وظاهرة لها نتائجها (حياة لغة) كالكائن الحي منذ علم اللهجات لكل بلد مرورًا بدراسة علم الأصوات المعتمدة على أعضاء النطق.
فهي أداة تعبير عما يجول بخاطرنا مسجل بين الصوت والدلالة مع معاني الكلمات واشتقاقها، وأقسام الكلمة والتراكيب و الأساليب وأصولها المرتبطة باللغة والحياة الاجتماعية.
وقد تعرفت على فقه اللغة لابن جني، وأغراض علم اللغة ومناهجه، والطرق التي يسير عليها، وقد درسنا نصوصها بعلومها المتنوعة على أرض الواقع.
وبينَّا الأصيل منها والدخيل والغريب، وقمنا بمحاولة تقريب عند التصحيح اللغوي في العصر الحديث مع النهضة اللغوية، بالرجوع إلى كتب كثيرة في اللغة والنحو والبلاغة والبحوث التي سلطت الضوء في المختلف منها٠
وتأثرًا بفقه اللغة لابن جني، وفقه اللغة للثعالبي، واللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم د٠ كمال بشر، وعلم اللغة د٠ عبد الواحد وافي، وحركة التصحيح اللغوي في العصر الحديث د٠ محمد ضاري حمادي، وتنمية اللغة العربية د. إبراهيم السامرائي وغيرهم كثيرون.
فهي لغة القرآن الكريم ومدار الحضارة الإسلامية ودخول شعوب غير عربية تحت سقفها، وذلك يحتاج إلى مقالات أخرى بالتفصيل لبيان خط سير لغتنا.
فاللغة وعاء يحمل كل مدلول الكلمات والرموز والإشارات في التواصل والتفاهم من داخل عملية التخاطب بين المرسل والمتلقي معًا٠
يبقى دور (الأداء اللغوي) في ضوء حركة التصحيح والتصويب اللغوي، تطورًا مع اتجاهات حركة الحياة بمفهومها الواسع والحداثة للمسميات والمصطلحات في ثنائية تكاملية لا انفصام فيها.
نعود إلى مستوى الأداء اللغوي درسًا تطبيقيًا يخدم علوم اللغة محاكاة وترجمة للفكر والوجدان في تلاقٍ.
الخلاصة أنّ (الأداء اللغوي):
تتميز به لغتنا الجميلة لغة الضاد الشاعرة، لغة الإعراب والبيان البلاغي والإعجاز الأدبي والعلمي، هو التطبيق العملي الظاهر للغة وممارستها في المواقف التواصلية اللغوية شفاهة أو كتابة، يقوم على أساس معرفة البنية اللغوية والوقوف على المهارات اللغوية اللازمة.
كل هذه الخصائص تمخضت عن وسط المكون الثقافي والحضاري المؤثر في التراكيب اللغوية.
والمكون اللغوي يقوم على أُسس أربع سوف نجملها على النحو التالي:
فمن الثابت والمعلوم لدينا أن اللغة تتكون من مهارات تبرز لنا مدى علاقة الأداء اللغوي باللغة كعلاقة الجزء بالكل في جوهر القضية اللغوية..
من منطلق: “الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة”.
وكل مهارة من هذه المهارات تتشكل من جانبيين:
أحدهما معرفي يشتمل على المعارف، والمعلومات، والحقائق، والمفاهيم.
أما الجانب الآخر فهو جانب أدائي حركي يظهر في السلوك اللغوي للفرد.
الأداء اللغوي هو انعكاس حقيقي للكفاءة اللغوية داخل الممارسة والاستعمال الصحيح، بعيدًا عن الأخطاء، ويظهر لنا جليًا في عدة خطوات بداية من التحليل اللغوي السليم، في أداء جيد يعالج كل السلبيات نطقًا وكتابة وفهمًا وإدراكًا لكل النتائج المطروحة والمتاحة معًا.
حتى مع التعريب والمصطلحات الدخيلة الشائعة التي كتب لها الشيوع والذيوع، بل واندمجت في الاستعمال والاستخدام واستقرت مع معاجم اللغة قديمًا ومعاصرة.
يبقى لنا الأداء اللغوي عنوان التميز والرقي وعنوان هذا الإنسان الذي يمتلك اللغة وفن التعامل معها دائمًا.
*كاتب وناقد مصري
التعليقات