الأكثر مشاهدة

الخنساء عباس الشهاب* “أَين اختفى قَلمِي؟!”.. تَساءلتْ سميرة بنَبرةِ …

أَين اختفى قَلمِي؟!

منذ 4 أشهر

236

0

الخنساء عباس الشهاب*

“أَين اختفى قَلمِي؟!”.. تَساءلتْ سميرة بنَبرةِ حَزِينة، فهبَّت والدتها لمَعرفةِ ما حَصلْ، لتجدها غارقة في غُرفتِها تفتش عن شيء، فسألتها ماذا تَفعلْ؟
فردَّت سميرة قائلة بأنَّها تَبحث عن قلمها الذي لم تَجدهُ.. وسألت أمَّها إن كانت قد رأته، فقَالتْ أمُّها بأنَّها لم تره، لَكنْ ربَّما قد تَكونُ أُختهَا ليلى استَعارتهُ بالأمس من حقيبتها المدرسيَّة.
رَكضتْ تَسألُ ليلى، لكنَّها أَجابتْ بأنَّها لم تَرهُ، فحَزنتْ سميرة أَكثرْ.
فكَّرت أُختهَا قليلًا ثمَّ قَالتْ مُبتسمةً: “ربَّما أَخذهُ أبي”.
أَسرعتْ سميرة لغرفة مَكتبِ والدها وسَألتهُ عن القَلم، لكنَّه أخْبرهَا بأنَّه لم يَرهُ!
سَألتْ في طرِيقهَا جدَّتها لكنَّها قَالتْ: “كما تَعلمِين يا صَغيرتِي فأنا لا أَعرفُ القِراءةَ ولا أجيد الكِتابةَ مثْلكِ فماذا أَفعلُ بالقَلمِ؟”، كذلِكَ حَالُ جدِّها، فهو أَيضًا لا يجِيدُ القِراءةَ والكِتابةَ.
فتَّشت في كلِّ مَكانٍ، أسْفلَ مكْتبهَا، بين الكُتبِ والدفاتر، أَفرغتْ كلَّ ما في حقيبتها المدرسيَّة، في الكراتين، تحْتَ سريرها، وفي غرفة الأَكلِ والصالة وحَديقةِ البَيتِ.
وحين لم تَجدْ له أَثرًا، جَلستْ في غرفتها حزينة تفكِّر، إلى أن سَمعتْ صَوتًا خافتا قَادمًا من أسْفلِ السرير. 
انحَنتْ وأطلَّت برأسها، لتجِدَ الببغاء سمسم هُناكَ.
قرَّبت يدها مِنهُ لترى ماذا يَفعل، والغَريبُ في الأَمرِ أنَّ القلم بين مخالبة، يَرسمُ بعْضَ الخَربشاتِ على الوَرقةِ ويدَندنُ مُحاولًا تقْليدَ حَركاتِ رأسها ويديْهَا حِينَ تَكتبُ وتَرسمُ، ويغَمغمُ بكَلماتٍ غيْرِ مَفهومةٍ.
سَحبتِ الببغاء بلُطفٍ، أَخذتِ القلم منه، وأَصبحتْ سعيدة لأنَّها عَثرتْ عليه، كما اكتَشفتْ أنَّ للببغاء مَوهبةً جدِيدَة غير تَرديدِ الكَلامِ وراءها، إنَّها مَوهبةُ رَسمِ الخَربشاتْ.

*كاتبة قصص الأطفال_جزائرية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود