مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عصام البقشي* كانت فتاة جميلة، تعيش حلمها في فارسها المنتظر، شاب يشاطرها أحلامها …

انفجار صمام

منذ 3 أشهر

486

4

عصام البقشي*

كانت فتاة جميلة،
تعيش حلمها في فارسها المنتظر،
شاب يشاطرها أحلامها ويبنيان معًا عش الزوجية، يعيشان بحب وينجبان معًا أطفالًا رائعين يتشاركان في تربيتهم.

كان في ذلك اليوم…
خطبتها خالتها من أمها لابنها،
حاولت أن ترفض، أن تعترض، أن تبدي عدم رغبتها ورضاها،
ضغط عليها الجميع، بل أجبروها، كانت حجتهم المكررة (خلاة الثوب رقعته منه وفيه).
كانت تعرف ابن خالتها.
فظ، غليظ، طويل اللسان ومتهور أبله.
أقنعوها أنها بعقلها تستطيع أن تغيره، وأنه سيعقل بعد الزواج.

تم الزواج وأصبح الكابوس واقعًا معاشًا.

تحملت وصبرت ثم تحملت وصبرت،
حاولت أن تغير من طباعه بكل الطرق الممكنة، بالملاطفة والحوار، بالإقناع والنقاش، بالتحبب والرومانسية،
لكنه في كل هذا يزداد غلاظة وجلافة وحمقًا.
ثم هناك القشة القاتلة في هذه الشراكة التعيسة،
ألا وهي عداوته للماء!
لم يكن يطيق السباحة وغسل جسمه،
في عز صيفنا الحار كانت رائحته تنفر الذباب منه،
كان عندما يقترب منها تشم رائحة فمه المتعفنة وتسمع حفيف تنفسه الذي يزعج الحوائط الجامدة.

حاولت وحاولت، صبرت وازدادت صبرًا،
تمنت ألا يتمزق الثوب وتطير الرقعة، ضغطت على نفسها بكل ما تملك من قدرة نفسية.

لقد انفجر الصمام،
وتنفس البخار،

لقد خلعته لتنام بسلام وتتخلص من الكوابيس وأحلام العفاريت والغيلان.

 

*كاتب من السعودية

التعليقات

  1. يقول عصام البقشي:

    شكرا للنشر.

  2. يقول حسين آل أحمد:

    يسلم قلمك وكلماتك يا أيها الرائع،
    كل شيء يمكن تقبله الا الظلم والحياة البائسة لا يمكن الاستمرار فيهما

  3. يقول فاطمة أم يوسف:

    قمة الظلم الإجتناعي أن يزوجو فتى عديم الأخلاق لفتاة ذات اخلاق بحجة ان تجعله يعقل بعد الزواج

    يتخلصون ممن لم ينجح الوالدان في تربيته و يحملونها مسؤولية محاولة تربيته من جديد و إذا استمر على نفس سوء اخلاقه تصبح هي الفاشلة و ينزل عليها الظلم من جميع الجهاة

  4. يقول ابو عزيزة:

    برغم انها مكرره .. اقصد سمعنا وقرأنا مثلها بحياتنا وانت تعرفني يا ابا ماهر لا اقرا كثيرا الا ما يشدني وهوما حصل فعلا .. شدتني الكلمات للقراءة كما تشدني رائحة الطبخ من مطبخ الوالدة في رمضان .. عاشت ايدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود