245
0253
4792
0471
0348
023
051
079
080
0240
3الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11935
07056
06861
06337
05728
5ماجد سليمان*
حزن رمادي
– عُد باكرًا يا نعيم.
تذكّر وصيّة أمه وهو يقف أمام الحانة ذات الباب القصير ذي السلم الخشبي المنحدر إلى أسفل، فكّر أن يستعيد وحدته فاختار طاولة منعزلة بعد أن دَلَفَ شاقًّا طريقه بين الطاولات المربعة والمستديرة.
أصوات المخمورين تجذبه بطرف من رائحة الليل الأخيرة، نساء الساعات الأولى من الفجر يتصاعد ضحكهنّ من خارج الحانة، يمسح عن وجهه غبار حزنه الرماديّ ويطلب كأس نبيذٍ من النادلة التي انتبه لخدش طويل في عنقها البيضاء.
يتأمل زجاجات الخمر اللامعة، يرفع رأسه ويخفضه حسب سير بصره عليها، يفرغ الكأس في جوفه الفارغة، ويخرج من فَم الحانة كقطٍّ سائب، ليصطبغ غبار حزنه بوجهه من جديد، ووصيّة أمه تتبعه:
– عُد باكرًا يا نعيم.
*****
البحر المرجوم
عقرب الساعة يلدغ الواحدة ليلًا، ثمة شابٌّ يرجم بالحجر جسد البحر، ويقذف بالشتائم كل موجةٍ تصل إلى قدميه الحافيتين، يحاول بطرائق شتى إيصال صوته الغاضب إلى مسامع طُغاة المدينة، التي تقبع خلفه تمامًا، توقَّف عن قذف الحجارة قليلًا، ثم رَمَقَ المكان الذي حوله بعينيه الهزيلتين، لقف حجرًا متوسّط الحجم، ثم عاود رجم جسد البحر.
وبعد سُويعات من ليل الصيف القصير، تُطلُّ الشمس برأسها من خلف البحر المرجوم بالحجارة والشتائم من ذلك الفتى، وقبل أن تشارف المدينة، كان هناك جسدٌ مُلقى على سجادة الشاطئ، فتىً في الثلاثينات من عمره، غطّتهُ شراشف النوم والإرهاق عن إكمال العَبَثِ بمشاعر البحر ليلة البارحة.
******
عاشقٌ منحُوت
هَالاتٌ قاتمة السَّواد تحيط بأجفانها الحنطية، لمست بأنملة سبّابتها اليمنى تقويس حاجبها الرفيع، ونفضت الأتربة الملتصقة بعَرَق جبهتها.
بالأمس كانت أنوثتها مُرصّعة في عيون عُشّاقها العابرين، حيث لم يبق بصدرها سوى عاشقٍ منحوتٍ ادّخرتهُ لأيامها هذه.
تَكَسّر آخر أعواد أمَلِها هذا الصباح، لتدفن بين شفتيها المكتنزتين أرخص أنواع التبغ، وتراقب دخانه وهو يظلِّل البقع السبع اللاتي تركها آخر عشَّاقها حول عنقها الطويل، تَعقِدُ شالها الممزق بعد أن لفَّت شعرها الدُّهني الطويل، لتترك قِطَّتها الرماديّة في المكان وتذهب.
*كاتب من السعودية
التعليقات