الشاعر جمال المصري

افرحْ بعيدِكَ واستبشرْ برايتِهِ
في ظلّها وطنٌ يزهو بأمّتهِ

ماذا يقول مُقيمٌ في محبّتِهِ؟
روحي ثراهُ وقلبي نبضُ نِعْمتِهِ

وما مضى راحلٌ إلا ومهجتُهُ
تحنّ شوقاً إلى أوتادِ خيمتِهِ

هذي الديارُ ديارُ العزّ من زمن ٍ
ما أطيبَ العيشَ في أحضان ديرتِهِ

قُمْ أنشِدِ الْمَجْدَ وَالْعَلْياءَ في شَمَمٍ
حُبّاً يطوفُ مَدى الدّنيا بِكَعبتِهِ

تسعون عيداً وعيدٌ زادها فرحاً
كلّ السنين تبارى في ضيافتهِ

تراقصُ العيدَ أرواحٌ وأفئدةٌ
كأنّها نغماتٌ في قصيدتِهِ

هذي القلوب هدايا خيرِ مملكةٍ
لنْ يبخَلَ الدَّهرُ يوماً في هديّتِهِ

حَيّ السّعوديّةَ الْخَضْراءَ مُفتخِراً
في عيدِها القلبُ يسْمو في تحيّتِه

فيها استقامتْ رواسي الجودِ شامخةً
ما أعذبَ المُزْنَ تجثو عند قِمّتِهِ

تباركَ اللهُ أهْدى أهلَها مَلِكاً
يُغضي الزمانُ حَياءً من مهابتِهِ

عبدُ العزيزِ أقامَ الْمَجْدَ مَمْلكةً
فوحّد الْوطنَ الغالي بِظفْرَتِهِ

جاءتْ إليه شعابُ الأرضِ طيّعةً
تُسبِّحُ اللهَ في آلاءِ حكمتِهِ

تشهّدَ الرّمْلُ من تَصْهالِ صَهْوَتِهِ
وأذّن النّخْلُ فَجْراً من عباءتِهِ

وما ترَجّلَ يوماً من مُخيّلَةٍ
إلّا ليرفع أجيالاً بهمّتِهِ

اخضَوْضرَتْ بيدَيْهِ البِيْدُ باسقة ً
قطافُها وطنٌ ينمو بوحدَتِهِ

يرتّل الدهرُ عن أبناء أسرتِهِ
ما سطّرَ الأبُ فخراً في رسالتِهِ

فليهنئ الْجَدُّ في أرْجاءِ جنّتِهِ!
حفيدُه اليومَ يسْتَهدي بِرؤيتِهِ

ما أظلمَتْ أمّةٌ فيها مُحمَّدُها
والبدر يطلع مفتوناً بطلعتِهِ