لمياء الروقي 

تمتع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بطريقة خاصة للتعبير عن حبه لمن حوله، فقد كان يكتب القصائد ويرسم اللوحات معبرًا عن مشاعر الحب الذي يحملها في قلبه لهم، وأيضًا للامتنان تجاههم، فقد تلقى وتعلم على أيديهم، وقد تحدث –سموه– في كتبه عن المؤثرين في حياته من أفراد أسرته والذين كانوا سببًا –بعد الله– في اكتمال ملامح شخصيته، ومنهم والده الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، كان تأثير الملك فيصل على ابنه الأمير خالد واضحًا جدًا، فقد كان الوالد والمعلم والمثال الذي يقتدي به، فتعلم منه الصبر والحكمة وأيضًا غرس حب الشعر فيه، وقد قال –سموه– في كتاب (مسافة التنمية وشاهد عيان) عن أبيه: “أشهد أنه أستاذي بل مدرستي ومنارتي التي أضاءت لي طريق حياتي، ولقد منحني ثقته لأكون أميرًا لهذه المنطقة وشرفني –رحمه الله– بحمل أمانة آماله العريضة في النهوض بها لتلحق بقية مناطق المملكة، وأشهد أنه عاملني بحياد تام، فلم أكن عنده أميرًا مميزًا لكوني ابنه، كما أنه لم يغامطني حقًا بسبب ذلك، وأشهد أنه أرسى دعائم النهضة هنا في عسير فكانت أوامره تصدر باعتماد كل ما يُعرض عليه من مشروعاتها ثم يتابع بنفسه مع الوزارات مراحل تنفيذها“

كتب –سموه– عن أبيه قصائد عديدة؛ تعبيرًا عن حبه وفخره به وشوقاً له، ومن أشهر قصائده عنه: قصيدة (سلام يا فيصل) 

سلام يا فيصل عدد ما ذكرناك

واعداد ما قالوا لك الناس مرحوم

واعداد دمع العين في يوم فرقاك

واعداد ما فرّجت من كرب مضيوم

ان قلت يا ليتي ألا ليتي فداك

وان قلت واعزاه ما نيب مليوم

يلعن ابو من لام عينٍ تمنّاك

قد بدّدت شوفتك عن شوفها غيوم

وين العزا ما به عزا غير نجزاك

بمواصلة مسعاك والدرب معلوم

ترى عزانا يوم حنّا فقدناك

إنا خذلنا راي من يزعم زعوم

الرّاية اللي رفرفت فوق يمناك

أبشرك يا شيخ ما طالها خصوم

إن كان قصد عداك تعطيل ممشاك

حقك علينا ما نوقف ولا يوم

نسير في دربك وناخذ سجاياك

ونرد من هو ضد الاسلام ملطوم

نم هاني العينين حنّا تبعناك

والدار فيها لابةٍ ما لهم نوم

إن قاله الله مانضيّع لك مناك

نسجد لرب البيت في القدس ونصوم.

وأيضًا قصيدة استشهاد الملك فيصل:

قالت أبوك وأغمضت عين الأسَى 

فعرفت هولاً أعجز الأهوالا 

ولمحت في غور العيون تساؤلاً 

هل أنجب الرجل العظيم رجالا؟ 

لم أسكب الدمع الحزين وإنّما 

رُمتُ المثال من العظيم مثالا 

لا ينثني عزمي وفيصل والدي 

لاعشت إن لم أحتذيه خصالا.

لم يتوقف –سموه– عن كتب القصائد وحسب، بل رسم لوحات عديدة تعبر عن فخره بوالده، ومن أشهرها:

 – لوحة (فارس القدس)

– لوحة ( المؤمن)

– لوحة الملك فيصل -رحمه الله-

– ولوحة فيصل ( الفارس)-رحمه الله-

سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود

 وكان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز مكانة خاصة عند ابن أخيه سمو الأمير خالد الفيصل فعند صدور ديوان قصائد نبطية تردد اسم عمه الأمير سلطان، وكان كل من يقرأ قصائده يلاحظ حبه الكبير لعمه وعلاقته الرائعة والقريبة منه، فعند تدهور الحالة الصحية للأمير سلطان بن عبد العزيز آنذاك تفاعلت قريحته الشعرية وكتب قصيدة له تعبر عن ما في قلبه من معزة وحب تجاه عمه وهي: 

(غلا الناس سلطان بن عبد العزيز)

ليـت المـرض ينقـل عـن اللـي نـودّه

والله لاشيله عن غلا الناس سلطان

شـيـخ جمـيـع الـنـاس ذخــر تـعــدّه

إن ضـاقـت الأيــام واشـتـدت أزمــان

ملجـا الرفيـق ومـن بعـد كـان ضــدّه

حتى العدو ينصاه لى ضاق به شان

محدٍ وصل بالجـود والطيـب حـدّه

وانا اشهـد إنّـه أكثـر النـاس إنسـان

كم واحدٍ عـن لحظـة اليـاس ردّه

حتـى زرَع لـه بالأمـل روض بسـتـان

أمّـا الشجاعـة فاسـأل الـلـي يـنـدّه

وعـزّي لمـن لاقـاه سلطـان غضبـان

يمنـاه إذا هـمّـت بحـصـنٍ تـهـدّه

ويسـراه يـا مـا عـدلّـت راس غلـطـان

وكلٍ عطـاه الله مـن الحمـل قـدّه

ونصيـب ابو خـالـد هــزع كــل مـيـزان

وتضـحـك لـهـا عيـنـه وسـنـه وخــدّه

ما كنها إلا ريشةٍ شالهـا حصـان

يـــا الله يـا ربــي مـــن الـعـمـر مـــدّه

كـم عيـن محـتـاج ترجـلـه باحـسـان

وعند سفر سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلاج كتب الأمير خالد قصيدة تعبر عن حزنه الشديد لعمه وهي من أشهر القصائد التي كتبت في الأمير سلطان: 

عند الموادع دمع عينـي غلبنـي

وطاحت بي الدمعه على كف سلطان

أحب يمنى عمـي اللـي حشمنـي

ومن لامني في حب سلطان غلطان

شيخ بالاخـلاق الكريمـة ملكنـي

وبالمرجلة فارس وبالرحمه انسان

ومن يزرع المعروف لابـد يجنـي

ومن يفعل الاحسان يجزى بالاحسان

واللي يريـد المجـد لابـد يبنـي

في قلوب وعقول المخاليق بنيـان

أفاخر بعمي علـى النـاس واثنـي

ويستاهل البيضا سلايـل كحيـلان

له موقـف عنـد الملمـات يثنـي

سلطان موقف والتجاريب برهـان

الي انتهض يكفي والي مـد يغنـي

والي تكلـم كـل شـي معـه لان

والي وعد يوفي والي قـال يعنـي

والي ارتكا للحمل شالـه بليهـان

بالطيب جاوز كـل هقـوه وظنـي

الله يوفقـه السعـد ويـن ما كـان

عاش للمجد سلطان به الجود زايـم

قدمته المكارم في نحور المسيـره

ما ينول المراجل كود خصم الخصايم

مثل ابو خالد السلطان في كل ديره

طبت من كلمتك لي يا قوي الشكايم

استمد العزايم منك وارقى عسيـره

يا طبيب القلوب اللي مرضها هضايم

في زمان صغيراته غدت بالكبيـره

ويا ظلال الوجيه اللي شوتها السمايم

ما لقت بالمظامي مزبـن تستجيـره

ويا دليل العقول اللي تخبـط هوايـم

كنه الجدي في ظلماتها نستشيـره

ويا ربيع الهقاوي عقب ما هي هلايم

من تعلق جنابك يرتوي من غديـره

حاضر بالمراجل مثل ماهي قدايـم

أمسك ويومك وباكر معك له ذخيره

ومن اللوحات التي رسمها الأمير خالد لعمه الأمير سلطان

صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل

كان سمو الأمير عبد الله الفيصل المعلم بالنسبة للأمير خالد الفيصل وعلى يديه تعلم كتابة القصيدة ونماء موهبته الشعرية وقد ذكر –سموه– في كتاب (فارس الإبداع الشعري): “إن الشاعر الذي تعلمت على يده كتابة القصيدة ودخلت عالم الشعر هو سيدي وأخي الأكبر الأمير عبد الله الفيصل –حفظه الله– الذي تتلمذت على يديه وله الفضل بعد الله في نجاح تجربتي مع الشعر” 

عزز سموه كريم ولائه وحبه لملوك المملكة العربية السعودية بقصائد كثيرة، ولوحات متعددة عن من عاصرهم، ومن أبرزها لوحات عن الملك فهد والملك عبدالله طيّب الله ثراهم، والملك سلمان حفظه الله..

*المصادر: 

– المكتبة الرقمية الرقمية التفاعلية لصاحب السمو الأمير خالد الفيصل.