مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

شاهيناز العقباوي* ظل الطفل الصغير ساهرًا طوال الليل يجمع بقايا الجلود القديمة وا …

حذاء من ذهب

منذ سنتين

392

0

شاهيناز العقباوي*

ظل الطفل الصغير ساهرًا طوال الليل يجمع بقايا الجلود القديمة والنعالٍ يحيكها بعضها ببعض، وعند إشراقه الصباح بدأت صيحات الديوك توقظ الجميع.. أسرع الفتى بإيقاظ كل من بالبيت على صوته الصغير .. سنصبح أثرياء ونشتري كل ما نتمنى وتحل كافة مشاكلنا.
تجمع حوله كل من بالمنزل من والده ووالدته وإخوته الصغار، فإذ بالفتى يشير إلى حذاء ضخم ظل ساهرًا طوال الليل يصنعه.
وقال لوالده عندما ستبيع هذا الحذاء ستحصل على أموال كثيرة لأنك طالما صنعت أحذية صغيرة بعتها بأسعار زهيدة جدًا لذا مازلنا فقراء.
نظر إليه والده وقال: إن هذا الحذاء جميل ولا يصلح إلا لوضعه لتتزين واجهة ورشة عمل الأحذية، ظهرت علامات الحزن الشديد على وجه الفتى الصغير وقال: لا ….صنعته لهدف آخر، ربطت امة على كتفة وقالت لا تحزن سيعوضك الله كثيرا .
عاد الفتى حزينًا إلى حجرته …مرت الأيام والفتى ينظر إلى الحذاء بحزن شديدة لأنه لم يستطع أن يحقق من خلاله ما يتمنى.
وفي صباح أحد الأيام إذ بطرق شديد على باب المنزل، وعندما فتح الفتى الباب، إذ بحارس من حراس حاكم المدينة يرتدي ملابس جميلة ويحمل في يده رسالة أعطاها للفتى وأخبره أن الحاكم يدعوه هو وعائلته وكل أطفال المدينة لحضور حفل ميلاد ابنه الصغير.
لم يجد الفتى الصغير أفضل من الحذاء الذي صنعه بيده ليقدمه هدية لابن الحاكم وزوجته.. وضع على الحذاء غطاء جميل وحمله هو وإخوته الصغار، بعد أن ارتدوا أفضل ثيابهم و ذهبوا إلى منزل الحاكم.. تقدم الفتى وحيا الحاكم وزوجته وقبل الطفل الصغير ووضع الحذاء بجوارهم.
مر اليوم جميلًا، واستمتع أطفال المدينة بما لذا وطاب من أطعمة وألعاب وعاد جميع الأطفال في نهاية اليوم سعداء إلى منازلهم.
وفي صباح اليوم التالي فوجئ الفتى الصغير بحراس الحاكم يخبرونه أنه يريد مقابلته.
ذهب الفتى مع الحراس وهو يشعر بالخوف الشديد وعندما وقف أمام الحاكم وزوجته أمر الحاكم الخادم بإحضار الحذاء وسأله حاكم المدينة: أيها الطفل الصغير أنت من أحضر هذه الهدية لابني؟
أجاب الفتى: نعم أنا يا سيدي …. فسأله الحاكم ومن الذي قام بصناعتها؟ أجابه الفتى بسرعة وهو يرتجف أنا الذي قمت بذلك… ضحك حاكم المدينة وقال له: ولما صنعته بهذا الحجم
أجابه الفتى بأنه كان يتمنى أن يبيعه بالكثير من المال ليحقق لأسرته كل ما تتمنى ولكنه فشلت في ذلك.
ضحك الحاكم وقال أقترب مني أيها الفتى الذكي.. احتضن حاكم المدينة الفتى وقال له: نظرا لدقة صناعتها وجودتها وذكائك سأكافئك بما تتمنى وأشار إلى خدمه بأن يقوموا بملء الحذاء بالقطع الذهبية ويمنحوها إلى الفتى الصغير نظير عمله المتقن.
سعد الفتى جدا بهدية الحاكم وشعر أن الله كافئه علي حسن رعايته لأسرته، وأسرع عائدا إلي منزل عائلته حاملا حذائه الذهبي.


كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود