اللون الرمادي لون الغموض وعدم الوضوح..
هذا اللون يتسم بأنه مزيج من اللونين الأبيض والأسود فلا بياضه ناصع ولا سواده ساطع..
وكما أنه جمع اللونين الأسود والأبيض كإيحاء بأن الإنسان أيضا حياته مزيج من البياض والسواد..
لكن قد يغلب لون على آخر فيمتاز به ويصبح صفة من صفاته وطبعًا من طباعه وخلقًا من أخلاقه..
هل الإنسان الرمادي يعني الحيادي؟
الذي لا يبدي رأيه ولا يشارك في حل أو اقتراح ولا يجاري في نقاش أو حوار ولا يرد على سؤال ولا استفسار..
أم أن الحيادي صاحب منطق عميق لا يحب الخوض في النقاشات ولا الحوارات لأنه يرى أن رأيه لن يضيف شيئًا ولن يؤخذ به.
الشخص الحيادي غالباً يلوذ بزاوية بعيدة عن المهاترات والنقاشات والحوارات ..
ومن الدلالات التي ترمز للون الرمادي التوازن والرسمية والقوة والمزاجية الخسارة والإحباط والاكتئاب حيث ترتبط ظلال اللون الرمادي الداكن بمشاعر نفسيّة عميقة من الوحدة والحزن وقد تكون مستمدة من درجات وتأثير اللون الأسود أيضاً، وقد يُرافقها مشاعر الإحباط والخسارة، حيث إنّه لون الهدوء، لكن الكثير منه يؤدي للتأمل الذاتي المُبالغ وغير المرغوب به، والذي يقود للوحدة.
ويشير إلى الغموض والتعقيد ويخشى البعض اختيار اللون الرمادي، ويبتعدون عنه ظناً منهم بأنه لون مُعقد، ويعتمد ذلك على درجة اللون المُختار في التصميم، حيث إنّ اللون الرمادي الداكن قد يمنح المُشاهد شعوراً بالإحباط، بينما لو تم استخدامه بلون فاتح ومُشرق، فقد يعمل بطريقةٍ عكسية ويكون تأثيره هادئاً ولطيفاً، فهو لونٌ دبلوماسي أنيق ومُتميّز ومُحايد، كما يعمل كحلٍّ وسطي وأساسي للاتفاق المعقول.
يُعبر مُصطلح المادة الرمادية عن العقل، والفكر، والذكاء، وتُشير عبارة السوق الرمادية لمكان بيع السلع والأشياء بسعرٍ أقل من سعرها المُناسب.
يرى علم النفس أن اللون الرمادي من الألوان الوسط لأنها تقف في المنتصف بين الأبيض والأسود.
يترك اللون الرمادي في النفس رغبة وشعورا بعدم التمييز أو لفت الانتباه، فالأشخاص الذين يميلون إلى شراء أشيائهم باللون الرمادي لا يفضلون الظهور والشهرة والاستعراض بل يرغبون بالدقة.
يدل اللون الرمادي في علم النفس على الوحدة والانطوائية لذلك لا بد من مزجه بغيره من الألوان ليبعد عنه الكآبة والعزلة. فعلم النفس يعتبر أن اللون الرمادي لونا يشير إلى عدم الوضوح.
محبو اللون الرمادي شخصيات لا تعرف الأبيض والأسود بل لديها المزيج من المزايا والعيوب تقبل الخطأ وتتصالح معه، ولعل أبرز ما يميزها ما يلي:
• الشخصية المُحبة للون الرمادي تمتاز بالتوازن النفسي والعقلي.
• لديهم نشاط وحيوية وهدوء ومَرح.
• الشخصية المُحبة لهذا اللون حيادية في تصرفاتها ومشاعرها.
• مُحبو اللون الرمادي من الشخصيات العملية والتي تمتلك القوّة والشغف.
• واقعيون بدرجة شديدة.
• الشخصية التي تُفضل اللون الرمادي قد تكون مُترددة في اتخاذ القرارات الهامة.
• من يُفضل درجات اللون الرمادي الداكن يُعاني بعض الأحيان من الحُزن والكآبة والعُزلة والكثير من الغموض.
• لديهم قدرة على اختيار الوقت المناسب في الحديث مع غيرهم عما بداخلهم.
والآن للرمادي الحديث للشاعر الفلسطيني محمود درويش وهذه المعزوفة الشعرية البليغة :

الرماديّ اعترافٌ و شبابيكٌ
نساءُ و صعاليكُ
و الرماديُّ هو البحر الذي
دَخّنَ حُلْمي زَبَدا
و الرماديُّ هو الشّعر الذي أجر جرحي بلدا
الرماديُّ هو البحرُ
هو الشّعرُ
هو الزهرُ
هو الطيرُ
هو الليلُ
هو الفجرُ
الرماديُّ هو السائرُ و القادمُ
و حلم الذي قَرَّره الشاعرُ و الحاكمُ
منذ اتّحدا !
لستُ أعمى لأرى
لستُ أعمى.. لأرى.

*كاتبة سعودية 

حساب تويتر: @fhaa1437