386
0577
1195
0257
085
0342
0202
0127
0150
0177
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03827
0
شاهيناز العقباوى*
بنظرة بسيطة إلى واقع أدب الطفل العربي، يظن المطلع أن حجم المعروض لا يتناسب مع احتياجات الطفل في الوقت الراهن، ولكن على العكس تمامًا رغم ما يواجه من الكثير من التحديات المختلفة والمتنوعة إلا إنه يتمتع بقدرة كبيرة على المنافسة والمواجهة ، خاصة أن هناك صحوة ثقافية عربية متعددة الاتجاهات، ومتنوعة المجالات في السعي نحو زيادة حجم المعروض من جهة، والارتقاء بمستوى المقدم منه مع وضعه في درجات متقدمة، ليكون على قدر المنافسة والتحدي مع الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي أصبحت في الوقت الراهن المنافس الأوحد لما يقدم للطفل، لاسيما أن محاور المنافسة تنحصر في الوسائط المتنوعة التي تتميز بها من صوت وصورة وحركة وألوان وتنوع وهو الأمر الذي يفتقده أدب الطفل .هذا فضلًا عن السعي إلى إيجاد حلول غير تقليدية لمواجهة هذا المنافسة وتحويلها إلى تبادل تعاون واستفادة مشتركة مما تقدمه الوسائل التكنولوجية الحديثة وتطويعها لخدمة أدب الطفل والارتقاء به .وذلك من خلال إنتاج موازٍ من القصص الورقية يعتمد على المميزات التي تتمتع وتنفرد بها الوسائط التكنولوجية الحديثة، هذا فضلا عن ضرورة الاهتمام بغزارة الإنتاج حتى يصبح لدى الطفل القدرة على الاختيار والسماح بوصول أكبر قدر متاح من المعروض له بمراحل عمره المختلفة .
واستكمالًا للحديث عن حجم المعروض، نجد أن هناك غزارة وتنوعًا في الإنتاج، وذلك نتيجة لتنوع دور النشر وزيادة عددها، رغم ما تمر به بعضهم من أزمات اقتصادية الآن أن أدب الطفل دائما لا تخلو منه خريطة برامجهم الإنتاجية، وعليه فالمشكلة لا تكمن في حجم الإنتاج، ولكن في كيفية وصوله إلى يد الطفل لاسيما أن أغلب كتبه أسعارها مرتفعة جدًا وذلك لأنه منتج يحتاج إلى تكلفة عالية للخروج به وليصل إلى درجة وقدرة عالية على المنافسة، وبالتالي تحاول دور الإنتاج تعويض ذلك من خلال رفع سعر المنتج والذى بدوره يؤثر على حجم الفئة التي تحصل عليه والتي بدورها تقتصر على أصحاب القدرة المالية ، الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك مشكلة أخرى تواجه حجم المعروض وهى اختلاف الطبقات المادية لذى الفئات الاجتماعية القادرة على شراء المنتج فكثيرا ما يعجز الطفل عن شراء أكثر من كتاب ويكتفى بما يناسب المتاح لديه من ميزانية، والذى بدوره يفقده الكثير من المتعة من هذا، فضلاً عن التنوع الثقافي الذي بدوره كان سيحظى به في حالة الحصول على أكثر من كتاب ، وتحاول الجهات الثقافية توفير قدر من الكتب التي يعجز الكثير من الأطفال عن الحصول عليها عبر طرحها في المعارض الدولية بأسعار رمزية هذا فضلا عن توفرها، لكن ذلك لا يمنع أن هناك حلولًا أخرى غير تقليدية، تستعين بها الجهات الإنتاجية في الوقت الراهن منها العمل على إنتاج مشترك بين أكثر من دور نشر لتقليل التكلفة، هذا فضلا عن تقديم الجوائز المادية والتحفيزية سواء لدور النشر أو حتى المبدعين لمساعدتهم على زيادة حجم المعروض، وبالتالي تقليل سعر المنتج.
إذا كنا بصدد الحديث عن حجم المعروض، لابد من الإشارة إلى المبدع الذي يحتاج في الوقت الراهن إلى أن يكون أقرب أكثر للطفل، حتى يتسنى له معرفة ما يحتاج إليه من جهة، ويشعر معه الطفل أن ما يقدم إليه، لا يأتي من الفراغ، بل هناك من يهتم بما يحتاج إليه، ويسعى إلى أن يصبح أمرًا واقعًا بين يديه، هذا فضلاً أن هذا الأمر بدوره يشعر المبدع بشيء من المتعة، لأن الاحتكاك يجعله في تواصل مباشر مع من يسعى للوصول إليهم الذي بدوره يكسبه ثقة أكبر فيما يقدمه ورغبة أكيدة في الارتقاء به .. الأمر لا يتوقف عند هذا فالحديث عن واقع أدب الطفل مستمر …حيث سنتناول المحاور الأخرى عن هذا العالم البديع تباعا.
*كاتبة _ مصر
التعليقات