مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

د: شاهيناز العقباوى* تزخر السيرة النبوية الشريفة بالكثير من العبر والبطولات والم …

السيرة النبوية الشريفة وأدب الطفل

منذ 5 أشهر

364

0


د: شاهيناز العقباوى*

تزخر السيرة النبوية الشريفة بالكثير من العبر والبطولات والمبادئ الأخلاقية والقصص الإنسانية التي تعتبر العمود الفقري لأدب الطفل، لذا تعد واحدة من أكثر القصص التي تناولها الأدباء بالسرد والحديث، وتنوعت وسائل الطرح بين كتب مفردة أو سلاسل متصلة، ذلك لأنها معين دائم لا ينضب من القيم المثالية، التي تعد أحد أهم القواعد الأساسية لبناء جيل قوى قائم على سيرة سيدنا محمد “صلى الله علية وسلم“ بكل ما فيها من تحديات وانتصارات وأمجادنا في طريق نشر الدين الإسلامي وبناء الدولة القوية، التي تعتبر بمثابة النموذج المثالي والمتطابق مع أهم قواعد البناء التي يقوم عليها أدب الطفل.

والسيرة النبوية اصطلاحًا هي كل ما نقل إلينا من حياة النبي “محمد” منذ ولادته قبل البعثة وبعدها من أحداث ووقائع حتى وقت وفاته، وتشمل ميلاده ونسبه، ومكانته وعشيرته، وطفولته وشبابه، ووقائع بعثته، ونزول الوحى علية وأخلاقه وطريقة حياته، ومراحل الدعوة المكية والمدنية وجهاده وغزواته ومعجزاته التي أجراها الله على يديه. وقد تكون مرادة لمعناها عند علماء الحديث كل ما أضيف إلى “النبي“ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، أو هي كما تعني عند علماء العقيدة وأصول الدين طريقته وهديه، أما عند علماء التاريخ فإنها تعنى أخباره ومغازيه بكل أحداثها المختلفة.
والسيرة النبوية إلى جانب كونها أهم مصدر قصصي في مجال أدب الطفل، لها أهمية عظيمة في مسيرة الحياة البشرية بشكل عام والمسلم على وجه الخصوص، ذلك لأنها تعين على أمور عدة منها فهم القرآن الكريم والسنة والعقيدة الإسلامية والتأسي “بالنبي صلى الله علية وسلم“ ومحبته والصحابة رضي الله عنهم، كما تتميز بكثير من المزايا التي تبعث الثقة والطمأنينة بأحداثها ووقائعها، ومنها صحتها ووضوحها وواقعيتها وشمولها، لذا ما زلت من أهم وأصدق القصص والروايات بعد القرآن الكريم، ونظرًا لهذا الدور والمرتبة العالية التي تتميز بها حظيت عبر التاريخ الإسلامي بالكثير من الكتب والروايات المتنوعة التي تناولتها سواء بالشرح أو القصص، ومنها سيرة ابن إسحاق في القرن الأول والثاني الهجري وابن هشام في القرن الثالث، والفصول في سيرة الرسول في القرن الثامن، وغيرها من المؤلفات الضخمة ومن الكتب السيرة النبوية تربية أمة وبناء دولة، ووقفات تربوية مع السيرة النبوية، وغيرها، وبشكل عام وفط مجملها تحرص كتب السيرة على عرض النموذج المميز والفريد لحياة سيدنا “محمد صلى الله عليه وسلم” بكل ما فيها من عبر وعظات ومواقف وأحداث عظام تضع الأسس السليمة والسوية والمباشرة لبناء جيل سوي يضع القواعد الثابتة لدولته، وحياته ويبني مستقبلًا مشرقًا معتمدًا وقائمًا على سيرة نبينا محمد صلى الله علية وسلم.
ومن هذه الرؤية تمسك الأدباء في مجال الطفل بهذا الخيط القوي، واستطاعوا عبر المراحل التاريخية المختلفة، بعيدًا عن المؤلفات الضخمة من الاستعانة بكل تفاصيل السيرة الشريفة في بناء أعمال أدبية قصصية تتناول حياة سيدنا محمد عبر قصص وروايات مبسطة، في محاولات منهم لعرض وتوصيل ولو جزء بسيط من السيرة الضخمة والعظيمة لسيدنا محمد، لتكون هي النموذج الأنجح والأفضل والأمثل أمام أجيال مختلفة من الأطفال، لاسيما أنها تتميز بالمصداقية العالية والثبات بعيدًا عن التحريف والتغيير؛ وعليه فالحديث عن السيرة وعلاقتها المتنوعة بكل الأشكال الأدبية لا ينتهي، لكنها تظل هي الأساس الراسخ عبر الزمن.

كاتبة _مصرية
@EsmailShah74540

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود