مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

 أ. عبد القادر بن سليمان  مكي* ‎يعتبر الأطفال الثروة الأساسية والحقيقية للأمة وه …

أهمية أدب الأطفال

منذ 4 أيام

47

0

 أ. عبد القادر بن سليمان  مكي*

‎يعتبر الأطفال الثروة الأساسية والحقيقية للأمة وهم بهجة الحياة ومتعة النفس، كما قال اللّه تعالي في محكم كتابه (المال والبنون زينة الحياة الدّنيا)، والأطفال ذخيرة الأمم ومستقبلها؛ لذلك يجب على كل البلاد أن تحرص على رعاية الأطفال بكل اهتمام، وهذا الاهتمام يختص بأدب الأطفال؛ لأنه أقوى السبل لتعريف الصغار الحياة بأبعادها في الماضي والحاضر والمستقبل، وهنا يظهر الدور الكبير الذي يلعبه أدب الأطفال في تكوين شخصية الأطفال والدور الأكبر الذي يلعبه الأولياء في استدراج الأطفال إلى عملية القراءة والاطلاع على الكتاب، حيث إن “الطفل الذي يشب بعيدًا عن القراءة الحرة في صغره يصبح عازفًا عنها في الغالب طيلة حياته، ويصعب على أجهزة التنشئة الاجتماعية المختلفة التأثير فيه في كبره؛ بسبب عدم تكامل شخصيته، لذلك يجد نفسه متخلفًا في عصر يتميز باتساع آفاق المعرفة.
‎تتلخص أهمية أدب الأطفال فيما يلي: التنشئة الروحية الصحيحة، وهي تدعم بدورها بناء شخصية الفرد السوي الذي يتسم بالصفات التي تدعم الفكر والابتكار والإبداع، فهو إنسان قارئ “اقرأ باسم ربك الذي خلق” ويمكن لهذا الأدب أن يعد الأطفال لعالم الغد ويحقق للأطفال التهيئة النفسية والوجدانية والعلمية والعملية، ويقوم هذا الأدب بدور مهم في إثراء لغة الأطفال، واللغة كما رأيناها وثيقة الصلة بالتفكير، تقوم كتب الأطفال بدور مهم في القيام بعمليات التصنيف واكتشاف المختلف والمتشابه وتدريبهم على دقة الملاحظة وابتكار الحلول والخروج من المتاهات، وإكمال الصور والرسوم وحل الأحاجي والألغاز وما إلى ذلك.
‎يعد أدب الأطفال مصدرًا مهمًّا من المصادر الثقافية؛ لأنه يساهم في تزويد الوعي المعرفي عند الأطفال عن طريق القراءات المتتالية لمختلف الأجناس الأدبية، ولأدب الأطفال أهمية كبيرة، حيث إنه يلعب دورًا بارزًا في حياة الطفل، حيث رأى بعض الأدباء في تعريفه على أنه “كالفيتامينات للفكر يحتاج عقل الطفل وخياله منها إلى أنواع مختلفة، كل نوع يعني جانبًا من تفكيره وشعوره ويقوي نواحي الخيال فيه، ومن ثم يجب ألا يقصر الذين يكتبون أدب الأطفال كتاباتهم على مجال واحد منه أو نوع بذاته ولا على أدب أمة واحدة”.
‎ويعتبر أدب الأطفال وسيطًا تربويًّا يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم، واستخدام الخيال وتقبل الخبرات الجديدة التي يردفها أدب الأطفال، وهو ينمي سمات الإبداع ويجعل أدب الأطفال أساسًا لبناء كيان الطفل عقليًّا ونفسيًّا ووجدانيًّا وبدنيًّا، وكان هذا الأدب ذريعة لتكوين أذهان الأطفال من قصص السيرة الذاتية والتاريخية والحكايات الشخصية مع تغذيتهم بالمعلومات، وهو أقرب وسيلة لإصلاح الأطفال وتهذيب نفوسهم وتنقيح أفكارهم وتطهير بواطنهم وتثقيف أخلاقهم، وهو وسيلة مهمة لجذب رجال المستقبل نحو الانتماء والحب والولاء وإعداد جيل المستقبل، وهو وسيلة مهمة لتعليم الأطفال أشياء جديدة تساعدهم في فهم الحياة والتكيف معها وتنمية الأحاسيس والمشاعر والمهارات والذوق الفني والجانب المعرفي عند الأطفال؛ لأنّ الطفل هو الثروة الأساسية والحقيقة للأمّة، هذا الأدب يوسع خيال الأطفال ومداركهم من خلال متابعتهم للشخصيات القصصية ومن خلال قراءتهم الشعرية أو من خلال رؤيتهم الصور، وهذا الأدب يهذب وجدان الأطفال لما يثير في الأطفال من العواطف الإنسانية النبيلة من خلال شخصيات القصة أو المسرحية التي يقرأها الطفل أو يسمعها أو يراها.
‎وأدب الأطفال يعود الأطفال على حسن الإصغاء، وتركيز الانتباه، لما افترض عليه القصة الموسوعة من متابعة لأحداثها تغريه بمعرفة النتيجة التي ستصل إليها الأحداث ويعوده الجرأة في القول، ويهذب أذواقهم الأدبية، وفي الوقت الحاضر أدب الأطفال نقطة انطلاق كبرى نحو تكوين النشء تكوينًا نفسيًّا وهو وسيلة لتعبير الطفل عن انفعالاته وأداة اتصاله بالعالم المحيط به. ويساهم هذا الأدب في إعداد الطفل إعدادًا إيجابيًّا في المجتمع؛ كي يكون مستعدًا لتحمل مسؤولياته الاجتماعية، وينمي هذا الأدب عند الطفل قدراته اللغوية ويساعده في التعرف على الشخصيات الأدبية والتاريخية والدينية من خلال قصص البطولة، ولأدب الأطفال آثار إيجابية في تكوين الأطفال وفي بناء شخصيتهم وفي إعدادهم ليكونوا رواد الحياة، وأدب الأطفال مرآة تعكس مجتمع الأطفال.

والخصائص الأساسية التي تميز أدب الأطفال:
‎1. تشكل فعالية الأطفال إبداعية قائمة بذاتها.
2. يتطلب موهبة حقيقية، شأن أي إبداع أصيل، فهو جنس جديد في الساحة العربية، إن صح التعبير.
‎3. يتبع من صميم العمل التربوي الذي يهدف إلى تنمية معارف الأطفال، وتقوية محاكماتهم العقلية وإغناء حسهم الجمالي والوجداني.
‎4. يعتمد على اللغة الخاصة بالأطفال سواء كانت كلامًا، أو كتابة أو صورة أو موسيقى أو تمثيلًا.
‎5. يشمل جميع الجوانب المتعلقة بالأطفال، من الأشياء الملموسة والمحسوسة إلى القيم والمفاهيم المجردة.
‎وتشير هذه الخصائص إلى الأهمية البارزة لأدب الأطفال التي جعلت منه موضوعًا شغل الكثير من الكتّاب والأدباء في العالم، وقد أخذ على عاتقه مسايرة الركب الحضاري والتطور الأدبي بأشكاله وألوانه المختلفة، فقد آمن عدد كبير من الكتّاب والأدباء والمفكرين بأدب الأطفال وضرورة التركيز عليه وإظهاره بأشكاله ومميزاته، حتى يقف إلى جانب أدب الكبار، وحتى يسهم في خدمة الجيل الصاعد، الذين هم أطفال اليوم ورجال الغد المرتقب، فهم بناة المستقبل المأمول ورجاله.

*أديب وناقد_سعودي
@abdulqadermakki

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود