الأكثر مشاهدة

فاطمة بناني* التقاعس الدراسي هو عدم الرغبة في التحصيل العلمي. داخل الفصل وخارجه، …

أسباب التقاعس الدراسي

منذ شهر واحد

313

0

فاطمة بناني*

التقاعس الدراسي هو عدم الرغبة في التحصيل العلمي. داخل الفصل وخارجه، والشعور بالملل والضجر من كل أمر تعلق بالدراسة.
أسبابه:
أسباب التقاعس الدراسي عديدة منها العائلي والمدرسي والمجتمعي..
العائلة: الجميع يطمح أن يتميز الأبناء ويكونوا أفضل من الآباء. ولا أحد ينكر مقام العلم في كل المجتمعات.. إذ هي الأسس التي تصنع الحضارات والرقي بين الشعوب.. 
إلا أن المجتمعات الشرقية، لا تتقن وسائل التحفيز والتشجيع والأخذ بيد المبتدئ الذي ما زالت جل ملكاته في طور التكون والاكتمال.. فننعته بالغبي إذا جهل أمرًا.. ونعنفه أحيانًا لفظيًّا وجسديًّا.. ونحسسه بالفشل. فيكره كل ما تعلق بالمدرسة والدراسة.. كما أن خروج الأم إلى العمل جعل العائلة توكل الأولاد لحضانات ومراكز الدروس الخصوصية التي عادة ما يكون هدفها مادي غير تثقيفي أو تكويني.
المدرسة: زيادة على أثقال كاهل الطفل بالواجبات المدرسية والفروض والإعداد، فيصيبه ملل كبير؛ لأن في ذلك اعتداء على أوقات فراغه وحرمان له من اللعب الذي يعتبر جانبًا مهمًا في بناء شخصية الطفل من النواحي النفسية والذهنية والجسدية.. والشعور بالراحة للإقبال من جديد على الدراسة. 
من جانب آخر ما زالت الدروس في معظم دول العالم الثالث تلقينية.. يتلقاها النشء ولا يبنون معارف بمفردهم أو بمساعدة المدرسين.
كذلك ما زالت المناهج والبرامج الدراسية قديمة وغير مهيئة لمواكبة العصر بما فيه من تقدم في كل المجالات، لما تشكوه وزارات التعليم دومًا من ميزانيات ضعيفة ومنهكة.. تجعلها عاجزة تمامًا عن تحديد البرامج.. وفي الحقيقة لا توجد إرادة وعزيمة قويتان باتخاذ قرار شجاع كهذا.
وسائل الإعلام: بقدر ما تكون القنوات التابعة للدولة حريصة على تخصيص مساحات زمنية خاصة ببرامج الأطفال مدروسة حسب مشاربهم وإجازاتهم.. فإن القنوات الخاصة على مرأى ومسمع من وزارات الإعلام تسرب برامج لا يمكن إلا أن نصفها بالبذيئة التافهة، زادت في تصحر المجال الثقافي وتسميم العقول. ومما زاد الطين بلة هجمة الحواسيب (مواقع التواصل الاجتماعي) على النشء يستعملونها بطرق تضر ولا تنفع. فبات الطفل مستهلكًا لا منتجًا، مدمنًا على هذا الغول الفتاك. وها هي الإحصائيات الطبية والنفسية تطلق صرخات النجدة لما نلاحظه في المدارس من تزايد أعداد الطلاب ذوي الاحتياجات الخصوصية.. خاصة حالة طيف التوحد.
وهنا وجبت وقفة جدية وعاجلة تتكاتف فيها جهود الولي والمؤسسات التربوية والوزارات في إيجاد حلول.. وإيقاف نزيف هذا الغول الذي لو أحسنا استعماله لنجحنا في صنع أجيال تفكر وتبدع.. والشعوب العربية ولادة للعباقرة من سالف الأزمان.

*كاتبة _ تونسية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود