الأكثر مشاهدة

خالد قطّاع* عبر دعوة كريمة من مستشارة الفنون البصرية بمجلة فرقد الإبداعية الأستا …

خالد قطّاع.. تجربة رائدة في القصة المصورة

منذ شهر واحد

170

0

خالد قطّاع*

عبر دعوة كريمة من مستشارة الفنون البصرية بمجلة فرقد الإبداعية الأستاذة فاطمة الشريف، للحوار معي عن تجربتي في رسم الكاريكاتير وتوظيفه في التدوين لفن القصة المصورة مع إمكانية استخدامه في العلاج بالفن، وجدت توظيف ذلك الحوار إلى مقال أنشره بين صفحات مجلة فرقد الإبداعية مبدئيًّا، بأن الحديث عن حبي للرسم خصوصًا رسم الكاريكاتير الذي يعد النواة الأولى لفنون عدة معاصرة، مثل القصة المصورة أو فن الكومكس أو الرواية المصورة.

الكاريكاتير والكارتون عشقي للقصص المصورة في صغري، كوني من جيل السبعينات، حيث كانت وسائل الترفيه محدودة جدًا ليست كأيامنا هذه، لكن كانت الحياة الاجتماعية تُغني حياتنا وتملأ أوقات فراغ أبناء جيلي، إلا أني كنت أشعر أن حياتي أكثر غنى بسبب حبي للقراءة، خصوصًا القصة المصورة إن كانت من خلال المجلات أو الكتب المصورة، حيث كانت تأسر خيالي بأحداثها وشخصياتها المتنوعة والحوارات الممتعة والرسوم الجميلة الملونة التي كانت تبهرني، والتي كانت تحفزني على رسمها وتقليدها بكل حب وشغف، فالتقليد هو بداية الطريق نحو الإبداع والابتكار، إن كان في إنتاج الأفكار أو في امتلاك التقنيات الفنية.

شغفي في القصص المصورة بقي معي في كل مرحلة عمرية، إلى أن انتقلت في مرحلة الشباب إلى الاهتمام برسم الكاريكاتير والفن الفكاهي الساخر وانتقلت إلى الاهتمام بالكتب الفكرية والثقافية المتنوعة، مع بقاء متابعتي للمتاح من القصص المصورة التي تناسب هذه المرحلة العمرية.

لا شك أن اهتمامي في صغري بالقراءة بشكل عام وبالقصص المصورة خصوصًا، كان له أثر على مداومتي لحب القراءة والمطالعة إلى الآن، وهنا نجد أهمية هذا النوع من الفنون في تنمية شخصية الإنسان وتطويرها، إضافة إلى إخصاب الخيال وتوسيع الأفق وتقبل التنوع في الشخصيات والحياة بمختلف تقلباتها بين أزماتها وانفراجاتها، فالقصة المصورة خصوصًا الهادفة والمقدمة بشكل فني جذاب، أعتبرها إحدى الأدوات التي لها أثر كبير على تكوين شخصية الإنسان وتنشئته وتربيته منذ صغره.

لذلك نجد  أن لفن الكوميكس فوائد مختلفة، تبدأ من تعزيز الخيال والإبداع مرورًا بتشجيع القراءة وتحسين مهارات اللغة، ففيها التفاعل البصري اللغوي، أيضًا التعلم بأسلوب فني مبسط وترفيهي، إضافة إلى التوجيه والإرشاد، وقد بدأ مؤخرًا استخدام الرسم القصصي والقصص المصورة في العلاج النفسي والدعم العاطفي، ففي بعض الحالات يتم استخدام هذا الفن كجزء من العلاج النفسي لدعم الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق، وذلك من خلال مساعدة المرشد للمستفيد في رسم أحداث من حياته بشكل قصة مصورة بسيطة تساعده في رؤية هذه الأحداث والشخصيات بشكل مختلف وبقدرة أفضل على التعامل معها. 

كما أن القصص المصورة تتيح للقراء الدخول إلى عالم مختلف فيه نماذج من الشخصيات التي تتغلب على التحديات والصعاب، ما يعطي شعورًا بالتفاؤل والدعم العاطفي والقدرة على تجاوز الصعاب في الحياة العملية، ومن ضمن أهدافي المستقبلي بإذن الله، توظيف القصص المصورة في العلاج بالفن وفق آليات وتقنيات علمية. 

وأخيرًا يمكنني أن أقول إنه على الرغم من تراجع الاهتمام بالمطبوعات وبات أغلب اطلاعنا من خلال الشاشات الذكية، لكن هذا الفن تطور تقنيًّا بشكل مذهل وأصبح يتماشى مع أدوات العصر، فالقصة المصورة وشخصياتها أصبحت تُرسم بأحدث تقنيات الرسم الديجيتال وتُنشر عبر مختلف وسائل النشر الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن في ظل الضخ الإنتاجي لهذا الفن من مختلف انحاء العالم وسهولة الوصول إليه شبه المجاني، ينبغي التوعية على معايير القيم الأخلاقية والتربوية التي من خلالها يتم انتقاء الثمين المفيد للقراءة وتمييزه عن الغث الخبيث، وهنا يأتي دور الأهل والمشرفين التربويين في مساعدة الأبناء في اختيار ما هو أنفع لهم.

من قصصه المنشورة، مملكة الإنسانية: 

https://drive.google.com/file/d/1M2-hcXcgHLodUz6RRSk7NFW2e7C6B4h5/view?usp=drive_link

من قصصه الرائدة في العلاج بالفن، قصة: 

https://drive.google.com/file/d/1M2crT0j645WzrjnD28LknoSg7pnW1MbR/view?usp=drive_link

*ناشط اجتماعي ورسام كاريكاتير من سوريا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود