476
01158
0194
1529
0670
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174301
03998
0لينا أبواسماعيل*
كانت جوري تلميذة متفوقة بكل المواد، إلا مادة واحدة هي مادة الرياضة.
وذات يوم أقامت مدرّسة الرياضة سباقًا بين طالبات الصف في الجري.. لكنَّ جوري خسرت السباق كالعادة.
عادت جوري إلى المنزل وهي تبكي، فسألتها جدتها:
ما بك يا غاليتي لماذا تبكين؟
جوري: لقد خَسرت في السباق مجددًا، ولن ألعب الرياضة بعد الآن.
الجدة: لا يا حبيبتي يجب علينا ألّا نيأسً، بلّ علينا أن نحاول مرارًا؛ كي نهزم الخسارة بالتحدي.. قولي لي يا جوري متى سيُعاد السباق ثانيةً؟
جوري: كلَّ شهرٍ.
الجدة: حسنًا يا ابنتي سنجد الحل لا تقلقي.
وذات يوم أتت الجدة إلى جوري وأحضرتْ معها الحذاء العجيب (يا ترى من أين أتت به؟ هل من مغارة علي بابا أم أخرجته من مصباح علاء الدين السحري؟)
ثم قالت:
اسمعي، هذا الحذاء العجيب أحضرتُه خصيصًا لك وهو سيجعلك تفوزين بالسباق.. لكنْ عليك أن ترتديه أولًا وتركضين به ليعرفَ طريقة جريك وسرعتك.
فرِحت جوري كثيرًا وقالت: أحقًا سأفوز؟
الجدة مبتسمة: نعم يا حبيبتي.
وبهذا بدأت جوري وجدتها الذهاب يوميًّا إلى الحديقة مرتديةً الحذاء العجيب للركض وتقوم الجدة بحساب الوقت لها.
استمرتا على هذه الحال حتى أصبح الزمن يتناقص كل يومٍ عن سابقه، وتنهي جوري المسافة المحددة لها بأقلِّ زمن ممكن.
اقترب اليوم الموعود وكلَّها شوق لمجيء السباق.
سألت جوري جدتها عن سر الحذاء.
الجدة: سأخبرك بسره عندما تعودين غدًا.
استفاقت جوري صباحًا على صوت جدتها توقظها لاستقبال اليوم الحاسم.
غادرت جوري المنزل وهي مشرقة الوجه، وكلّها ثقة بأنَّ الفوز حليفُها مع ذلك الحذاء.
طلبت المدرّسة من الطالبات الاستعداد لبدء الجري.
نظر الجميع إلى جوري مستغربين حالها، لكنهم لم يكترثوا لها، فهي خاسرة بالنسبةِ لهمْ.
ارتفع صوت الصافرة وبدأ الجميع الجري.
أخذت جوري تركض بسرعةٍ متزايدة حتى أضحى جميع الطالبات خلفَها، ولمْ تتوانَ للحظةٍ عن الرِبح.
ذُهِلَت الطالباتُ لِما يرونهُ وغيّم الفشل فوق رؤوسهم جميعًا دون سببٍ.
أعلنت المدرّسة نتيجة فوز جوري بالسابق، فصفَّقت لها ولتغير نتيجتها بشكل مفاجئ، كما صفّق لها كل رفيقاتها ورفاقها في الصف.
لمْ تعرف جوري كيف تصل إلى المنزل لتخبر جدتها بفوزها العظيم، وتشكرها على الحذاء العجيب.
ضحكت الجدة وقالت لها: أنتِ ظننتِ أنَّ السر في الحذاءَ؛ لكن لا يا غاليتي هو حذاءٌ عادي اشتريته لكِ من السوق، إنَّما الثقة التي وصَلْتِ إليها بنفْسِكِ وبتدريبك الدائم على الجري يوميًّا هما ما جعلاك تفوزين.
يجب علينا ألّا نيأس وألا نضعف، فكلُّ شيء يستطيع الإنسان فعله وتحقيقه بالممارسة والتدريب الدائمَين.
جوري وبدهشة: كلامك يعني أنّي فزت بجهدي؟!
الجدة : نعم يا غاليتي.
جوري مبتسمة: كم أنتِ حكيمة، ورغم هذا سأحتفظ بالحذاءِ وسأبقيه أمامي رمزًا للتحدي، شكرًا يا جدتي الحنون.. وقبَّلت جوري جدتها بمحبة.
*مؤلفة وكاتبة قصص للأطفال _سورية
Linaaboismeael
التعليقات