مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

حسين بهيّش*   ‏عمرٌ لا طائل منه ‏كقِصرِ نزوة ‏أو أقل ‏ورغباتٍ تتأرجحُ بيّ ‏ …

الدرة اليتيمة

منذ 6 أشهر

192

0

حسين بهيّش*

 

‏عمرٌ لا طائل منه

‏كقِصرِ نزوة

‏أو أقل

‏ورغباتٍ تتأرجحُ بيّ

‏كدتُ أموت من أجلها

‏وأنا أنسلُّ

‏من جبين الطفولة

‏قطرةً

‏تبللُ ريق الأرض

‏أجر خطاي

‏إلى طرق الغيب

‏وأخدشُ حجرًا

‏بعظم الشمس

‏وهي تصعدُ

‏من عنق الفجر الأزرق

‏كأنها جملٌ

‏يحملُ ثقل الأيام

‏وأنا أنظر

‏إلى حنك جدتي المدقوق 

‏بحبر الريف

‏أغفو تحت قدميها 

‏وهي تدغدغ شَعري 

‏بحناء يديها

‏وتنكههُ بالزعفران

‏ذلك العطر

‏الذي يأخذني إلى عيون حبيبتي

‏لأتسول قصيدةً

‏أطرز بها الأسى

‏وأنتظرُ

‏قبلةً تعيدُ البلل

‏لشفاهٍ تفطرت

‏أثر التيه

‏سأمزق التقويم

‏لأنه يذكرني بتواريخٍ

‏تصرخ بها الذاكرة

‏كل صباح

‏كنشيدٍ مدرسيّ

‏أفكرُ بألا أفكر

‏وأزيح ستار الوحدة

‏عن طريقي

‏كمن يشق الضباب

‏بقنديل 

‏وأنسى أنني

‏منسي في درج الأماني

‏التي لا تطال

‏مثلَ فراديسٍ بعيدة

‏أنا الدرة اليتيمة

‏سقطتُ سهوًا 

‏من يد السماء

‏وخدشتها عنوةً

‏كنيزك

‏ها أنا وحيدٌ

‏في الأقاصي

‏ينقب عني الحجارون

‏في أزقة التعب

‏حينما حفروا

‏انفتحت لهم الكوة

‏شاهدوني وأنا ألمع

‏غرهم الضوء

‏ودخلوا في مغارة قلبي

‏ولم يخرجوا… 

*شاعر عراقي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود