543
0274
0736
0380
1218
057
054
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11853
05128
05030
04813
04545
0اعتدت أن أتحدث عن الألوان الحسية وتأثيراتها البصرية على الجمال والطبيعة والإنسان.
لكن في هذه المقالة سأتحدث عن الألوان وتأثيراتها المعنوية كمشاعر (الفرح والحزن البكاء والضحك؛ الفراق والفقد؛ الحنين والاشتياق) سأتحدث عن هذه الألوان كمشاعر تزهر منها أرواحنا وقد تموت ..
الأفراح بهجة وسرور، ولقاء واجتماع؛ لون من ألوان الحياة التي تنبض بها قلوبنا، وتبتسم لها شفاهنا فرحًا؛ يعني أنك الآن تود أن تطير، تريد أن تسابق عقارب الساعة، تود أن تغادر كل أشيائك إلى عالم صنعته فرحة في وقت ما فالزمان زمانك واللحظات ملكك..!
“الفرح ثرثار.. أمّا الحزن فلا تستطيع أن تقيم معه حواراً.. إنه منغلق على نفسه كمحار.. بلى في إمكانك إغاظة الحزن بالفرح.. تكلّم ولو مع ورقة. – أحلام مستغانمي”
وعن الحزن حدثونا كثيراً لكننا لم نستوعب معناه ولم نصدق قسوته ولم نشعر بألمه، الحزن قلب ذاب من الألم و هم جاثم يخنق الأنفاس صباح مساء يسترجع الذكريات ويستثير المشاعر ويلهب الإحساس! وجع قاتل يمزق نياط القلب ويحرمك من لذة المتعة بالأشياء من حولك..
الحزن إدراك للحقيقة مع تكذيبها” عقلي يدرك جيداً أنني فقدته، ولكن كيف أقنع قلبي بذلك”
هذا الحزن الذي أبيضت من أجله عينا سيدنا يعقوب عليه السلام:
“وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَكَظِيمٌ”
وعن البكاء حدثوني بأنه لون من ألوان التعبير عن المشاعر المكبوتة، البكاء رحمة من الله بقلوبنا لتخرج بعض ألمها ووجعها بالدموع لتعبر عن لحظات الضعف والانكسار ومن منا لم يبك وقد أقسم سبحانه بذلك في قوله تعالى:
“وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ” فهذا يدل على أن كل ما يعملها لإنسان فبقضائه وخلقه حتى الضحك والبكاء، قال مجاهد والكلبي:
أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار. وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر.
قال عطاء بن أبي مسلم: يعني أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكاء.
ثم يأتي الألم الذي يسيطر على احاسيسنا بعد الفراق والفقد، مشاعر غريبة..
لا توصف ولا تكتب ولا تستطيع التعبير عنها، مشاعر تخرجك من العالم إلى حياة أخرى تسيطر على تفكيرك وتشل حركتك وتشعرك بالعجز، مشاعر لا تصدقها في بداياتها رغم كل المعطيات من حولك..
هذه المشاعر تحدث لك عندما تتعرض لضغط عصبي شديد بعد حالة وفاة أو صدمة أو حتى فرحة مفاجئة، وتشعر كما لو أن “قلبك قد انكسر” فأنت لا تبالغ، فالأمر في الحقيقة واقعي، وقد نجح العلم في إثباته، وليس مجرد مقولة شعبية تعكس بعض المبالغة.
“أن ترى الحزن والدموع والنحيب في وجوه من كنت لا تراهم إلّا ضاحكين مبتسمين فهذا بحدّ ذاته ألم”.
هكذا نحن دون أحبتنا كشوارع مظلمة سوداء رغم الضجيج الذي يسكنها.
ثم يأتي الحنين والفقد بعد أن تستوعب أنهم رحلوا بلا رجعة غادرونا بلا وداع ولم يبقَ منهم سوى الذكريات وبعض اشيائهم هنا وهناك لون من ألوان العذاب لن تستطيع نسيانه ..
تلهب قلبك الذكريات الجميلة والأوقات السعيدة التي كانوا فيها بجوارك ومعك
يفرحون لفرحك ويسعدون من أجلك يقاسمونك الحياة بكل همومها ولو بالاستماع إليك هذا بحد ذاته نوع من أنواع النعم التي لا يمكن لك أن تستمتع بها بعد رحيلهم..
فالاشتياق يجعلنا نتألم سراً ونبكي حزناً لأنهم كانوا بيننا ومعنا فوق الثرى من فرط حبنا لهم وحبهم لنا لم نستوعب رحيلهم ولم ندرك حقيقة غيابهم الأبدي! لقد توارى جثمانهم تحت الثرى وباعدت بيننا أقدار الله وبات وجودهم مستحيلًا..
هنا تأتي مشاعر مؤلمة تلهب قلوبنا حنيناً واشتياقاً نتذكرهم ونسمع صدى أصواتهم تتردد بين جوانحنا، ذكريات تنقلنا من عالمنا إلى عالمهم .. ويبقى للموتى صوت في الذاكرة، يظهر جليًا عندما نتذكر أسماءهم، وأفعالهم الجميلة، وقلوبهم النقية.
اللهم كما أسعدونا في حياتهم أسعدهم بعد موتهم.
وبهذه القصيدة لأبي قاسم الشابي أعزي قلبي وقلب من فقد أحبته:
إذا لم يكنْ من لقاءِ المنايا
مناصٌ لمن حلَّ هذا الوجودْ
فأيُّ غَناءٍ لهذي الحياة
وهذا الصراعِ، العنيفِ، الّشديد
وذاك الجمال الذي لا يُملُّ
وتلك الأغاني، وذاكَ الّنشيد
وهذا الظلامِ، وذاك الضياءِ
وتلكَ النّجومِ، وهذا الصَّعيد
لماذا نمرّ بوادِي الزمان
سِراعاً، ولكنّنا لا نَعُود؟
فنشرب من كلّ نبع شراباً
ومنهُ الرفيعُ، ومنه الزَّهيد؟
ومنه اللذيذُ، ومنه الكريهُ،
ومنه المُشيدُ، ومنه الُمبيد
وَنَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودَ التي لا تَعود
ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ، وفيها السَّعيدْ
وفيها البَديعُ، وفيها الشنيعُ،
وفيها الوديعُ، وفيها العنيدْ
فيصبحُ منها الوليُّ، الحميمُ،
ويصبحُ منها العدوُّ، الحقُودْ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ
أتيناه من عالمٍ، لا نراه
فُرادى، فما شأنُ هذي الحقُودْ؟
وما شأنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ؟
وما شأنُ هذا الإخاءِ الوَدودْ؟
*كاتبة سعودية
حساب تويتر: @fhaa1437
إننا من خلال عملية الفقدان نُمنح!
استرجع قلبك- ص ٢٨
ترددت كثيرا في التعليق على مقالك، لتخميني السبب الذي استفزك حاليا للكتابة في هذا المعنى فخشيت الاستجابة للمشاعر في صياغة البيان، وربما لم أصب في التقدير، الأهم أني ارتأيت التعقيب بحيادية بما يتناسب والمقام ويفيد القارئ
أولا.. لماذا الفراق؟
ولمَ المعاناة قدرنا؟
تُحتم علينا الطبيعة البشرية أن نحيا ضمن جماعات لا أفراد أو أزواجا على أقل تقدير، يترتب على ذلك خيار السعي خلف مقومات الكمال ومن صورته الاقتران بالمحسوس وغير المحسوس ما يبقينا في مساحة الأمان ، وهناك تبعات بلا شك أسوأها التعلق .. من سماتنا الفطرية الأنس بالآخر والألفة وقد نصل إلى درجة الاكتفاء به، فما لذي يحدث لو لم يكن هناك فقد؟! يجدر بنا أن نسأل هذا السؤال بدلا من الوقوع في فخ المغالطات والمشاهد التراجيدية التي تديرها العاطفة حال المرور بالمواقف العصيبة..
الحاصل أن حياتنا ستنتعش دون الفقد، ستصبح سالكة دون تعثر، دون معاناة ، وبمضي الوقت ستكون كما لو أنها هي حياتنا الحقيقية وهنا يكمن الخطر!
سنركن إليها ركونا لا يليق بنا كصفوة تعي أن حياتها لا تختزل في عداد الدنيا الفانية ،وأن هذه الحياة لن ترتقي لتكون الحياة العادلة المنتظرة ..
تلك المعاناة لم يقصد بها سوى انتزاع غفلتنا وانشغالنا الزائد وشتاتنا ، لنعود مجبوري الخاطر بعد أن نعرف حقيقة أن كل موجود إلي نهاية وأن كل شاهد اليوم غائبا غدا ، حينها سنحيا في وقاية من وجع التعلق سنعود معافين من معاني الألم المترتبة بوجود الفقد ،متحررين من رواسب الحصول على السعادة الكاملة فيما سمته النقص ، هذا القيد الذي يكبلنا في حياة قصيرة جدا لا تستوعب كل هذا الكم من الأحمال والتعاسة
سنَفقد وسنُفقد يوما ولعل عزائنا لقاء في حياة لا تتسع إلا للسعادة والحضور الدائم
أخيرا ..”نحن بالفقد نُمنح فعلا” الحد الذي نعجز فيه عن إحصاء كم النعم، وندرك فيه حجم العناية التي تغمرنا
“…سأتحدث عن هذه الألوان كمشاعر تزهر منها أرواحنا…” أصبتِ المقال وأجدتِه فلا فُض فوك
دام قلمك مزهرا
مودتي وخالص تقديري
أختك أمل الحامد