230
0462
2279
0252
0448
018
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04784
04756
04676
04416
17د. يوسف حسن العارف
بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور حمد السويلم رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي في أوائل شهر يناير لهذا العام 2023م / أواخر شهر جمادى الآخرة 1443هـ للحضور والمشاركة في ملتقى النادي التاسع الذي كان عنوانه: ( السيرة الذاتية واليوميات والمذكرات) المقرر انعقاده في الفترة : من ٣ – ٦ / ٨ /١٤٤٤هـ الموافق ٢٥- ٢٨ / ١ / ٢٠٢٣ م
و في ليلة السفر تأتينا رسالة عاجلة من زميلنا الدكتور حمد السويلم بتأجيل الملتقى بتوجيه من سمو أمير المنطقة وسيؤكد علينا (لاحقًا) بالموعد الجديد.
أذكر أنني زرت القصيم – قبل هذه الرحلة – مع الدكتور سعد الرفاعي في العام 1442هـ في نهايات العهد الكوروني/ كوفيد 9، وكتبت عنها مقالًا رحليًا بعنوان: على خطى العقيلات/ ثلاثة أيام في ربوع القصيم، ونشر في جريدة الجزيرة بتاريخ 3 فبراير 2021م الموافق 21/6/1442هـ واليوم، وبعد عامين كاملين لمست التطور العمراني والتنموي لمدينة بريدة/ القصيم ولما حولها من مدن وضواحي أخذت من التمدن والمعاصرة الشيء الكثير، وذلك بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة في هذا العصر السلماني/ عصر الرؤية 2030 والتنمية والتطوير.
أربعة أيام بلياليها تجولنا في بريدة وما حولها، وقابلنا رجالاتها ورموزها، وزرنا مزارعها وبراريها بعد أن تحاورنا وتناقشنا في جلسات الملتقى العلمية التي احتضنتها القاعة الكبرى للنادي في مبناه الإداري والرسمي والذي يعد أيقونة معمارية متفردة على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذا من أجمل الأحاسيس والمشاعر التي خرجت بها من هذه الرحلة، فقد تعودنا في كثير من الملتقيات أن تقام في الفنادق مع أن النادي يمتلك قاعة فاخرة ومتميزة، ولكنه يستعذب قاعات الفنادق وخدماتها المتنوعة!! ولكن نادي القصيم الأدبي يضرب أروع الأمثلة أن قاعة النادي التي كلفت الملايين تستحق أن تشغل بالمؤتمرات والمنتديات واللقاءات التي يستضيفها النادي فشكرًا للدكتور حمد السويلم ورفاقه أعضاء مجلس الإدارة.
وفي الموعد المحدد من مساء يوم الأربعاء 9/8/1444هـ = 1/3/2023م حضر سمو أمير المنطقة ودشن حفل الافتتاح المختصر جداً في قاعة المحاضرات بالنادي وبإدارة متميزة من الشاعر الدكتور أحمد اللهيب عضو النادي ثم تبدأ فعاليات الجلسة العلمية الأولى حسب البرنامج المعد سابقاً (1).
لم تكن الجلسات العلمية مجرد أوراق عمل تلقى ومداخلات تعقيبية فقط، ولكنها كانت ورش عمل تفاعلية واستنطاقات معرفية، أوجزت لنا كثيرًا من مفاهيم السيرة الذاتية، والغيرية، والبينية وعرفتنا على اليوميات والمذكرات، عبر دراسات وبحوث ومقاربات نقدية.
في هذه الجلسات تعرفنا على كثير من القامات الوطنية التي سجلت مسيرتها العلمية والعملية في مذكرات خالدة مثل:
معالي الشيخ جميل الحجيلان/ وزير الإعلام ورجل الدولة.
معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي/ الرحالة السعودي الشهير.
سعادة الأستاذ عبدالله العلي النَّعيم/ مدير التعليم وأمين العاصمة الرياض.
سعادة الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الشبيلي/ من رواد الإعلام السعودي.
سعادة الدكتور عايض بن بنيَّه الردادي/ من قيادات الإعلام السعودي.
فضيلة الشيخ محمد بن عثمان البشر/ العالم والمربي والأديب.
سعادة الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري/ من قادة الإعلام السعودي.
سعادة الدكتور حسن بن فهد الهويمل/ الأكاديمي والأديب المعروف ورئيس نادي القصيم الأدبي سابقاً.
سعادة الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي/ الأديب المعروف ورئيس نادي جازان الأدبي سابقًا.
سعادة الدكتور معجب بن سعيد الزهراني/ الأديب والكاتب والروائي ومدير معهد العالم العربي في فرنسا.
سعادة الدكتور حمد بن سعود البليهد/ أستاذ الأدب الحديث بجامعة الملك سعود.
وكان اللافت للنظر أن أكثر أصحاب هذه المذكرات هم من أبناء القصيم ورجالاته المخلصين الذين خدموا في قطاعات الدولة وشاركوا في لبنات التأسيس والبناء الوطني في مرحلة مبكرة من تاريخ بلادنا، وهم يستحقون الوقوف على تجاربهم وذكرياتهم والاستفادة من خبراتهم والتعريف بها للأجيال القادمة.
وقد أكدت في مداخلاتي والتعليقات التي أتيحت لي على ثلاث مسائل أساسية في كتابة السير الذاتية وفي أساليب تلقيها من القراء والنقاد والمهتمين وهي:
أولاً: أن تردد (كاتب السيرة) وخوفه من قول كل شيء والتوقف عند بعض النواحي الاجتماعية والسياسية لا مبرر له.. فالوثائق السياسية عادة ما يفرج عنها وتنشر وتكشف للجمهور بعد خمسين سنة مهما كانت سريتها. فلماذا يتباطأ الكتاب السيريون عن الإفراج عن أسرارهم بعد مضي هذه السنين من أعمارهم؟! فكل ذلك من الوثائق الاجتماعية الشفهية التي تحتاج إلى النشر والتدوين.
ثانيًا: أن العناوين التي يختارها مؤلفو السير/ذاتية مثل: حب الحصيد، الواقف في الشمس، سيرة الوقت، من مشاوير الحياة، عشيات الحمى، توقيعي، يوميات نجدي… وغيرها فيها من الجاذبية والجمالية ما يستحق إفرادها بدراسات خاصة تتماهى مع مقولة العتبات النصية أو الموازية، فمنها تتشظى الدلالات الكامنة، وفيها إشارات إلى ما في المتن من صور وجماليات، ومنها تجاذبات استفهامية عن دور الكاتب في اختيار العنوان والعتبات المحيطة وقد يشاركه في ذلك الدار الناشرة، ومصمم الكتاب، والذي شارك في المراجعة وغيرهم بما يفيد ثنائية الكاتب/ والقارئ!!
ثالثًا: المطالبة بجلسة شهادات سيرية من أصحاب المذكرات الأحياء – وخاصة الذين حضروا وشاركوا في الملتقى – ليتحدث كل منهم عن شيء من سيرته وشهاداته على المجتمع والحياة التي عاصرها ولم يسجلها حتى اليوم. ففي ذلك أشياء جديدة من السير غير المكتوبة وبذلك يكسب الملتقى الكثير من الإيجابية والتفاعلية والإضافات المفيدة.
وفي هذه الجلسات العلمية سعدنا وأنسنا بحضور ومشاركة بعض أصحاب المذكرات المقروءة مثل الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري، والدكتور عايض الردادي، والدكتور حسن الهويمل والذين كان لمداخلاتهم وتعليقاتهم الكثير من الإضافات والحديث عن المسكوت عنه في مذكراتهم كشفاً وتنويراً.
كما أنسنا وسعدنا بوجود ثلة مباركة من مثقفي ورموز هذا البلد في المجالين الثقافي/ الأدبي والمعرفي وهم:
سعادة الدكتور ناصر بن سعد الرشيد الذي تتلمذت على يديه في جامعة أم القرى وأجاز لي قصيدة نشرت في مجلة صوت الطالب الذي كان يشرف على تحريرها. كما تتلمذت على أطروحاته النقدية ومنها محاضرة نادي جدة الأدبي عن (التفتيقية) كمصطلح عربي إسلامي في مواجهة ومقابلة (التفكيكية) أو (البنيوية) في الفكر النقدي الحداثي الغربي. ونقلتها من المجال النقدي الأدبي إلى مجال الدرس التاريخي واعتبرتها نظرية في (تفتيق النص التاريخي)(2).
وسعادة الأستاذ الدكتور الشريف نايف بن هاشم الدعيِّس.
وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله عسيلان.
وسعادة الأستاذ الدكتور محمد الربيِّع.
وسعادة الأستاذ الدكتور حمد الدخيل.
وسعادة الأستاذ الدكتور مسعد العطوي.
وسعادة الدكتور زياد الدريس.
وقد كان لحضورهم ومشاركاتهم كثير الإضافة والإفادة سواء في الجلسات العلمية أم اللقاءات خارج الملتقى في الفعاليات المجتمعية!!
ومما جمّل هذا الملتقى وزاده بهاءً ومقبولية تلك الأسماء المشاركة من الباحثين والدارسين الجدد على الساحة الثقافية مثل:
الدكتور منصور المهوس من القصيم.
الدكتور أحمد هروبي من جازان
الدكتور معيض القرني من العرضيات.
الدكتور عبدالله الفوزان من القصيم.
الدكتور جازع الشمري من حائل.
الدكتورة كوثر القاضي من مكة المكرمة.
الدكتور إبراهيم المطوع من القصيم.
إضافة إلى القامات المعروفة في الساحة الثقافية والبحثية وصاحبة المشاركات الناضجة في الملتقيات والمؤتمرات سعادة الأستاذ الدكتور أحمد الطامي وسعادة الأستاذ الدكتور صالح معيض الغامدي وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الحيدري وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الحامد الذي لم يحضر اللقاء لظروفه وحضرت ورقته البحثية بصوت الدكتور معيض القرني!! وسعادة المحامي الأديب والمثقف الدكتور محمد المشوح والدكتور محمد حبيبي الذي شارك بورقته عن بعد لظروف عمله.
ولعل من أميز ما لاحظته في هذا الملتقى وجود الأديبة والأكاديمية الدكتور عائشة الحكمي، فقد كانت مداخلاتها وتعليقاتها وحضورها المعرفي علامة فارقة تضاف لجماليات ونجاحات هذا الملتقى!! كما أعجبني جدًا سعادة الأستاذ الدكتور خالد الرفاعي الذي قدم ورقة عن مذكرات حسن الهويمل وأشار إلى قضية التردد عند كثير من الرموز في كتابة مذكراتهم!! كما أعجبني بحسن إلقائه وجمالية حديثه، وهدوءه واتزانه، فإذا تحدث واسترسل فإنه لا يخطئ ولا يبطئ، تتسلسل أفكاره، وتنمو لغته، وتبدو مشاعره وعواطفه في كل كلمة عبر لغة الجسد المتفاعلة مع لغة الورقة وهذا ما قلته في مداخلتي على ورقته المتميزة!!
وهكذا خرجنا من الجلسات العلمية وباحثيها والمتحدثين فيها بحصيلة معرفية وخبرات ثقافية وأدبية وتنظيمية يشكر عليها المسؤولين في نادي القصيم الأدبي وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور حمد السويلم حفظه الله.
ولم تكن الجلسات العلمية هي الفعالية الوحيدة التي تجمَّل بها هذا الملتقى، وإنما كان للمجتمع القصيمي دور في إنجاح هذه الفعالية من خلال الاستضافات المسائية واللقاءات التعارفية في أكثر من ديوانية أو مزرعة أو مخيمات صحراوية.
ففي مساء اليوم الأول الأربعاء كانت ضيافتنا في ديوانية الأستاذ عبدالعزيز الحميد الذي استقبلنا بحفاوة بالغة مع فرقة السامري التي رحبت بالضيوف بعرضتها وألحانها وأهازيجها الفرائحية وأضفى علينا المزيد من عبارات الترحيب واللطف والحفاوة. وبعد تناول وجبة العشاء بدأت السهرة الشعرية والأحاديث الأدبية والمجاملات التعبيرية، ثم غادرنا المكان بمثل ما تم استقبالنا بالعرضة الوداعية، فجزى الله الشيخ عبدالعزيز الحميد خير الجزاء على هذه الاستضافة غير المستغربة!!
وفي ظهر اليوم الثاني الخميس كانت الاستضافة في ديوانية الوجيه عبدالله بن صالح الشريدة وهو من أعيان أهالي بريدة ورجل أعمال بارز وله إسهامات في الأعمال الخيرية، وقد دارت الأحاديث والكلمات والقصائد والأشعار في أجواء حميمية وأخوية. والجميل هنا في هذه الجلسة وجود وفد من دولة الكويت شاركونا هذه الاستضافة الماتعة فشكراً لآل الشريدة وعميد الأسرة الوجيه عبدالله بن صالح الشريدة.
ثم كانت الاستضافة الثالثة مساء يوم الخميس في مزرعة مشرفة للدكتور المحامي/ محمد المشوح صاحب الثلوثية الثقافية المعروفة بمدينة الرياض، ولكنه من أهالي بريدة وله الكثير من الإسهامات المعرفية والعلمية والاجتماعية. وما هذه الديوانية – في بريدة – إلا مركز إشعاع وإثراء وتنوير علمي ومعرفي.
وقد تجلت في هذه الأمسية روح الدكتور محمد المشوح في القدرة على إدارة الأمسية وتوزيع الأدوار على المتحدثين من شعراء وأدباء وكانت على فترتين قبيل العشاء وبعده استمعنا فيها إلى قصائد من الدكتور سعد الرفاعي والشاعر عبدالله الدريهم وأنا/ يوسف العارف، والشاعر الدكتور أحمد اللهيب والشاعر الأستاذ محمد الضالع، والراوية الدكتور سالم البلوي، والدكتور زياد الدريس والذي ألقى قصيدة لوالده الشاعر والأديب عبدالله بن إدريس قالها (عن بريدة) عام 1414هـ أثناء زيارته للقصيم، وكذلك ألقى الأستاذ ماجد بن ناصر العمري قصيدة لوالده يمتدح فيها بريدة وأهلها الكرام.
كانت ليلة ماتعة وأمسية فارهة زادها ألقاً وبهاءً ابن بريدة البار الدكتور محمد المشوح الذي أضفى على هذه الأمسية الكثير من ظرفه ولطفه وتعليقاته، واختياراته للمتحدثين وإدارة الحوار بطريقة إيجابية فيها سلاسة ومقبولية فشكراً كل الشكر لمضيفنا الدكتور محمد المشوح الذي هيأ لنا ولضيوف ملتقى نادي القصيم الأدبي هذه الأمسية الأخوية والحميمية والثقافية بامتياز.
وفي ظهيرة الجمعة كانت استضافتنا في مزرعة الشيخ أحمد بن عبدالله التويجري صاحب وعميد ثلوثية أحمد التويجري، رجل الأعمال المعروف وصاحب المزرعة والمحمية الواقعة في طريق القصيم حايل شمال بريدة حيث المزرعة التي تبلغ مساحتها 9×9 كيلومتراً – كما قال مضيفنا – وحيث مزايين الإبل ونفائسها، ومنقية (المناهل) المغاتير وجوهر الصفر، والشقح، والفحول المنتجة مثل: شرهان عوني/ مرعب/ عليان/ مروع/ الشيخ/ ونقان، الخليفة/ البارز، وهذا يدل على اهتمامات الشيخ أحمد التويجري بالإبل واقتصادياتها وعنها يقول: إن الإبل [عديلة روح ومتعة وهواية وتراث ومحبة] [3](3).
وبعد جولة في المزرعة ومشاهدة الإبل والتعرف على فصائلها والاستماع إلى الكلمات الترحيبية والقصائد الشعرية انتقلنا إلى موائد الغداء في أجواء شاعرية حيث الغيم والخضرة والوجوه الحسنة من ضيوف الشيخ أحمد بن عبدالله التويجري. وهناك التقيت بالأستاذ صالح عبدالله التويجري الأخ الأوسط لمضيفنا وكان مديراً لتعليم القصيم وتحادثنا في أمور التربية والتعليم وذكرياته مع مديري تعليم جدة عبدالله الثقفي – رحمه الله – وعبدالله الهويمل، وسليمان الزايدي واللقاءات الدورية التي يعقدونها في مكة المكرمة سنوياً وفي بعض مناطق المملكة حيث تضم مجموعة من مديري التعليم السابقين.
كانت ظهيرة رائعة، مفيدة غنية بالمعارف والسياحة في جزء غال من بلادنا ومع رجل كريم جواد من رجالات بريدة فجزاه الله عنا خير الجزاء.
وجاءت المضافة الأخيرة ظهيرة يوم السبت ومسائه حيث ارتحل من بقي من ضيوف النادي إلى مخيم الدكتور حمد السويلم في صحراء (الأسياح) خارج بريدة. وللأسف لم نكن معهم/ أنا وزميلي الدكتور سعد الرفاعي حيث كان سفرنا إلى جدة ظهر يوم السبت فاعتذرنا من مضيفنا وقبل عذرنا. فجزاه الله خير الجزاء على كل ما قدم طوال الأيام الأربعة السابقة من حفاوة وضيافة وحسن تنظيم أدت إلى إنجاح ملتقى نادي القصيم الأدبي عن السيرة الذاتية وأخواتها.
وكان الحضور الشعري فارهاً ومتنوعاً خارج الجلسات العلمية، ففي مجالس الوجهاء واستضافات المجتمع القصيمي تجلت قرائح الشعراء وذهنياتهم الحافظة عن مخزون شعري بين الفصيح والمحكي عبر اللهجة الدارجة/ شعبي/ نبطي. وكان الدكتور سالم البلوي صاحب مجلس وادي القرى الثقافي بمحافظة العلا حاضراً شعراً ورواية وذاكرة. وكذلك الدكتور فواز الشمري الذي أمتعنا بحضوره السردي/ المجتمعي وقصص البادية من شمر وعنزة وغيرهم من البدوان. كما تجلى الشاعر الدكتور أحمد اللهيب والشاعر محمد الضالع بقصائدهما الإخوانية والحميمية وخاصة في مجلس الدكتور محمد المشوح!!
كما تجلى الزميل الدكتور سعد الرفاعي بقصائده المناسباتية القصيرة التي يرتجلها في كل مجلس فتارة عبر الكسرة الينبعاوية وهي باللغة الدارجة/ الشعبية/ الينبعاوية، وتارة باللغة الفصحى فاستمتعنا بقصائده في مجلس الشريدة، ومجلس المشوح وفي جلسات الفندق المسائية. وكذلك أمتعنا الشاعر عبدالله الدريهم بقصيدته في مجلس الدكتور محمد المشوح.
وإن أنسى فلن أنسى (أنا) ذات ليلة شعرية ضمت الشعراء الدكتور ظافر العمري والشاعر سعد الرفاعي والشاعر الأستاذ محمد الضالع والناقد الدكتور مسعد العطوي والإعلامي نبيل زارع في بهو الفندق مساء الجمعة 11/8/1444هـ حيث تقاطر الشعر من ذاكرة الشاعر محمد الضالع نقياً عمودياً يتقاطع فيه مع فخريات المتنبي وحكمه وروائعه الشعرية وكذلك الشاعر سعد الرفاعي.. ولما التحقت بالمجموعة أسمعتهم النَّص الشعري الجديد الذي ولد صباح اليوم الجمعة وأنا في جولة رياضية بعد صلاة الفجر ومنه المقطع التالي:
كيف لي…
أن أبذر في هذا الصبح/ الموبوء
بشارة فأل…
ويقين؟!
أستمطر هذا الغيث/ المتثائب
حُبّـــــــاً
وحنين؟!
أستعذب هذا الماء/ المتعكر..
وأطوف على ردهات
السبعين؟!
…. إلخ النص التفعيلي المكون من سبع مقاطع ثم دارت حوله أمسية نقدية/ حوارية شارك فيها الدكتور مسعد العطوي والدكتور ظافر العمري والدكتور سعد الرفاعي ومحمد الضالع الذين أجمعوا على أن النَّص الشعري لا يرقى للشعرية وإن حمل بعض الملامح الجمالية!! ودخلت معهم في حوار نقدي حول نظرية التلقي والقصدية والذاكرة الشعرية المسيطرة عبر الشعر العمودي والإرث الشعري القديم، وجناية الشعر العمودي على الآليات الذهنية لاستقبال الشعر الحديث أو شعر التفعيلة، ومحاكمة النص الشعري بذاكرة نقدية تراثية!!
ورغم كل ذلك فقد كانت أمسية – على صغرها وقلة المشاركين فيها – ماتعة/ مفيدة لي على المستوى الشخصي والبناء الذاتي، ومثيرة للحس النقدي والجمالي، ويكفي أنَّها أصبحت أيقونة للتحاور والجدال النقدي امتد أثرها حتى صباح اليوم التالي -صباح السبت- حيث اجتمعنا على مائدة الإفطار والتقينا بالدكتور محمد الربيع والدكتور عبدالله الحيدري والدكتور مسعد العطوي والدكتور سعد الرفاعي وتذاكرنا في تلك الأمسية الشعر/نقدية فكانت زينة الجلسة الصباحية!!
وهكذا هو الشعر الحديث، والنص الشعري الحداثي المثير للأسئلة، والتفكير، الذي لا يصل إلى المتلقي بسهولة لأنه لا يعطي المعاني والدلالات، لأول سماع أو قراءة، وإنما يحتاج إلى التدبر والتأويل وهذا ما أحدثته القراءة الثانية للنص والحوار النقدي.
وها نحن نطوي سجل الأيام الجميلة التي عشناها في بريدة/ القصيم، ونتصفح (السنابات) والتغريدات (التويترية)، ومواقع التواصل الاجتماعية، فنجد صدى هذه الزيارة/ الرحلة، ونلقى الكلمات والإشادات والإشارات الجميلة عن ملتقى السيرة الذاتية وضيوف الملتقى، وفعالياته العلمية والاجتماعية والثقافية، وكلها تؤكد على ما قام به الدكتور حمد السويلم وزملاؤه في مجلس إدارة النادي من تنظيم وحسن استقبال، وجمال روح، وفعاليات مجتمعية راقية، أورثت فيَّ هذه الرغبة في التدوين والتوثيق والنشر!!
ولعل ما نشره حبيبنا الدكتور عبدالله الحيدري في مجلة اليمامة عن هذه الرحلة وما غرد به في تويتر وعقب عليه الكثير من زملاء الملتقى وقرأته في موقع النادي الأدبي بالقصيم دالٌ ومؤكد على قيمة هذا الملتقى ونجاحاته وجمالياته المؤثرة في الجميع.
والحمد لله رب العالمين.
الجمعة 18/8/1444هـ
[1](1) انظر البرنامج في المرفقات,
[2](2) انظر كتابنا: في آفاق النص التاريخي، صدر عام 1432هـ، عن نادي الطائف الأدبي: الباب الأول: نظرية تفتيق النص التاريخي وتطبيقاتها 1-5، ص ص 19-122.
[3](3) مقابلة على (قناة الساحة) مع الشيخ أحمد التويجري، الشبكة اتعنكبوتية بتاريخ 13/ربيع الآخر/1442هـ.
التعليقات