394
0732
0293
1247
0105
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174302
03998
0د.شاهيناز العقباوى*
يعتبر الشعر المخصص للأطفال وأحد من الأجناس الأدبية المختلفة والمميزة من حيث البناء والمحتوى يكتبه الشعراء لجمهور الأطفال خاصة، ويتقدم فنون الأدب الطفلي جميعا، لأن أقربها إلى طبيعتهم، وأسبقها وصولاً إلى وجدانهم، وتختلفُ أنواع شعر الأطفال بحسب الشكل الفنيّ الذي يتّخذه، فهناك الشعر الغنائي، والتعليمي، والقصصي، والمسرحي.. فعندما يوضع الشعر للغناء، أو الإنشاد يكون غنائياً، وهو الأقرب إلى المرحلة الطفلية المبكرة. وحين يحتوي مضـموناً تعليمياً ويهدف إلى تزويد المتلقّي بحقائق ومعلومات، يطلق عليه الشعر التعليمي، أما عندما يجمع بين غنائية الشعر وبين أسلوب القصة، ويتسم بالارتباط الموضوعي والتسلسل الحدثيّ يسمى شعراً قصصياً، وإذا غلُب عليه الإلقاء التمثيلي، وتوافرت فيه عناصر كالحوار والشخصيات، يدعى الشعر المسرحي، وإذا كان شعر الأطفال الغنائي هو أقرب الأنواع إلى قلوب الأطفال، وأكثر ألوانه تداولاً، لأنّه يتمتع بسهولة الإلقاء والحفظ والتلحين، ويخاطب الفكر والإحساس، ولا يختلف شعر الأطفال في القواعد والبناء عن الكبار، لكن التباين يكمن فى طريقة العرض وأسلوب الطرح والتناول والحجم حيث أنه من المهم أن يختلف المحتوى المقدم بحيث يناسب المرحلة العمرية لكل طفل من حيث اللغة المستخدمة وطريقة العرض وسهولة التقديم، هذا فضلاً عن البساطة فى الطرح والفكرة وذلك حتى يستطيع الأطفال فهم ما يعرض عليهم من مادة شعرية، وأن تكون ذات مغزى و هدف تربوي، ومن الضروري أن تكون المعاني التي يشتمل عليها حسية يستطيع الطفل إدراكها، وليست مجردة يصعب فهمها، كما ينبغي أن تكون لغته بسيطة خالية من المفردات الصعبة التي يحتاج الطفل لفهمها إلى سؤال الأخرين، معنى ذلك أن تكون الكلمات المستعملة من قاموس الطفل. وتتنوع أهداف الشعر المخصص للأطفال من تحقيق المتعة وإثارة البهجة في نفس الطفل. إلى إثراء خياله وتنمية قدراته على الابتكار. والعمل على تذكية الثروة اللغوية للطفل، وتنمية قدراته على النقد والتقديم. والارتقاء بالذوق والحس الفني والأدبي لهم، كما يساهم الشعر فى تثقيف عقول الأطفال ويهذب نفوسهم ويرقي خيالهم ويحببهم في الأدب العربي.
وليس من شك أن الشاعر العربي منذ القدم كان على وعى بالفروق الدقيقة بين الشعر الموجة للكبار، وأغاني المهد أو أناشيد هدهدته إذ شعر بفطرته الفروق الجوهرية في خصائص مراحل النمو والإدراك، وكذلك مثيرات الإحساس عند هؤلاء الصغار، فصاغ لهم أناشيد ومقطوعات شعرية خاصة بهم تناسب مراحلهم العمرية المختلفة. هذا وبلغت عناية العرب القدماء بأناشيد الأطفال أن توفر على جمعها في كتاب “الترقيص أو المرقصات والمطربات” وذلك نظرا لتنوعها وكثرة عددها.
وكتب اللغة والأدب والأخبار وغيرها تضم بين طياتها الكثير من أناشيد الطفل الشعرية المصاحبة لفترة وكان من الخصال الحميدة التي تقصدها العرب لتربية الطفل وتهذيبه: ترقيص الطفل بالمقاطع الشعرية، وكان للعرب نصيب موفور من هذه المقطوعات الشعرية اشتهرت في أخبارهم وأثرت عنهم في مجالسهم و منتدياتهم ومنازلهم، وكانوا يبغون به غرس جميل الخصال وحميد الفعال في ذهنه قبل أن يشتد عودة ويكبر وقد تمكنت منه الأخلاق ونقشت في مخيلته الصفات وانطبعت في قلبها القدوة. ولم يقطع الشعراء العرب صلتهم بالطفل عبر المراحل التاريخية المختلفة لكن تخيروا لكل فترة زمنية ما تتميز به واتخذ كل شاعر منهم زاوية مختلفة تميزه استطاع من خلالها أن يحفر بقصيدة شعرية أو أبيات غنائية اسما مميزا له في عالم شعر الطفولة وفى قلوب وألسن أطفال العرب عبر التاريخ.
*كاتبة_مصر
التعليقات