128
01184
2303
0272
5322
1286
0374
0210
0128
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03831
0سلوى الأنصاري
بين عتبات الفن ودهاليز الثقافة ووسط المعارض الفنية ومصاعب النقد وقراءة اللوحات والأدب والبلاغة، استطاع أن يحفر اسمه في سماء الفن التشكيلي؛ فكان أحد رواده بكل جدارة، امتهن الإبحار بين مرافئ الفن وشواطئ الألوان؛ وأصبح فنارًا يهتدي به تلامذة الفن فتحالفوا معًا لنشر الفن وكسر أروقة الرتابة، وإذابة جليد الكآبة.
اعتاد الصمت والهدوء أمام لوحاته البيضاء ليجعل منها عالَمًا من الواقع، فوصل من خلالها إلى فضاءات النجابة، عاش في مساحات شاسعة من الإبداع والبراعة.
عُرِف بالواقعية وترعرع فنه بين أكنافها متنقلًا في طرقات الفن وساحات مليئة بالفن الحقيقي، فأصبح من جهابذة الفن التشكيلي على مستوى المملكة والعالم العربي، فكان له الاستحقاق والسبق والتفرد.
إنه الفنان التشكيلي هشام بنجابي
بسحنةٍ حجازية وبوجه حنطي اللون يكسوه الفكر العميق، وبتقاسيم يألفها الجميع عريض المنكبين وبطولٍ بائن تميز به بين أقرانه في الحي.
بعيون يقطر منها الجد والاجتهاد يعلوهما حاجبان كثيفان، تسكن خلف نظارةٍ سمكية أنيقة لا تكاد تفارقه.
وبشخصية قوية تكسوها الثقة والثقافة وغزير العلم الممزوج بالصحافة، استطاع أن يتقلد عدة مناصب من بينها:
قضى بنجابي عقودًا من عمره وهو يرسم دون هوادة، وتزهر بين يديه لوحات غاية في الجاذبية والجمال والأناقة، حقق بها الجودة والاجادة والأصالة.
في أحد أحياء جدة فتح للملهمين أبواب السعادة، وقضوا أوقاتًا ملؤها الفن والبساطة، مستلهمين من التراث والثقافة الكثير من المواضيع متنقلين بين الألعاب الشعبية والأزياء والمرأة والعمارة والعادات والتقاليد، فعبروا عنا في لوحاتهم بإتقان وجمال بكل مهارة.
بين لوحات بنجابي تسكن المرأة بعدة أوجه بأسلوب واقعي أجاده بكل مهارة.
اليوم نريد أن نتطرق إليها وأن نتنقل من عمل إلى آخر، ما يهمنا هنا؛ ماذا تمثل المرأة في لوحاته؟ ولماذا؟ كان يجسدها في كل مرة بطريقة مختلفة عن الأخرى فنجده جسد الرضا والسعادة والحب والحزن من خلالها، كيف لا وقد كانت والدته ملهمته الأولى، وعرابة أحلامه الواقفة على أعتاب النجاح.
بسط ألوانه على لوحة بيضاء لتستلقي عليها المرأة تاركة خلفها العناء والشقاء.
وجد في عينيها خارطة السلام والأمان والاطمئنان، كان يرسم المرأة فيشعر المتلقي أنه على غمامةٌ، فيتنقل في عينيها ما بين عوالم الإبداع.
ونرى ذلك جليًّا في لوحاته التي رسمها وكان يرى أن المرأة مدينة، مدينة فاضلة “أفلاطونية” على كل من أراد أن يتجول في أزقتها وأروقتها، أن يخلع جلباب الخوف لأنه يمشي بين الأمن والأمان والحب والهناء والاطمئنان.
في كل مرة يرسمها يرتدي قفاز السعادة حتى لا تشعر بالحزن الذي يشعر به، والخوف الذي يعتريه خوفًا من فقدها.
في كل مرة يرسمها يشعر أنها نصفٌ لكل شيء فهي نصف الرجل ونصف السعادة، ونصف الحزن ونصف، ونصف…
حتى الدين هي ما أكملت نصفه؛ فجعلت للحياة معنى جميلًا وأصبح لها التقدير من ربنا الجليل.
كان ذا أسلوب لافت وفنانًا واقعيًّا لا يختلف على إبداعه اثنان، لقطاته رائعة وزواياه تفتح للمتلقي الأفق، فيظل يتأمل الجمال متنقلًا في أرضه وتلاله هائمًا بين ظلاله.
في لوحاته يجسد الواقع والخيال فيرسم النور لينجلي الظلام، ويجسد السعادة ليزول الحزن ويخرج من النفاذة عدم الاستقرار، والحزن والكآبة.
كان يرسم لينقل رسالة ويحقق من خلالها أجمل غاية، فجسد من خلال المرأة ثقافة المجتمع والموروث الخالد والمستقبل المزهر، ويظهر لنا ذلك في لوحته القادمة.
رسم بنجابي الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها، واهتم بالمرأة السعودية اهتمامًا بالغًا، من بين تلك اللوحات، اللوحات القادمة.
وهكذا تظل المرأة ملهمة الشعراء والفنانين التشكيلين، فبرعوا في رسمها ووصفها، برع بنجابي في رسم المرأة بدقة وجمال.
فهي من أكملت نصفه، فجعلت للحياة معنى جميلًا وأصبح لها بين لوحاته الكثير من التقدير.
جميل جدا جدا بقلم الكاتبه سلوى الأنصاري هزت في القلب ذكريات الحنين للماضي مع الواقع الملموس للأستاذ هشام بنجابي عن حياة المرأة الذي تجسده الصور وتحكي واقعا لذكرى جميله لاتنسى بين اضلع الصدر وذاكره السنين.