الأكثر مشاهدة

حوراء عايد* ضي: “أمّي، أودُّ أن أضع اللون الزّهريّ في غرفتي”. الأمُّ …

التعبير عن النفس وحبّة اللؤلؤ الفريدة

منذ 7 أشهر

269

0

حوراء عايد*

ضي: “أمّي، أودُّ أن أضع اللون الزّهريّ في غرفتي”.
الأمُّ: “وهل هناك مكان مخصص لهذا اللون البهيّ؟”.
ضي: “نعم، يا أمّي، سجادة غرفتي، وملاءة سريري، ووسادتي، و(سجادة صلاتي)، وبعض اللوحات على الجدار، أريدها بهذا اللون الجميل. أما خزانتي، فأودُّ أن يشوبها بعض من هذا اللون السّاحر، وأودُّ أن أُرتبها وفق نظام معين؛ لو سمحتِ أُمّي، سأتولى ترتيب غرفتي من الآن فصاعدًا”.
الأم: “أحسنتِ بُنيتي… فأنتِ بهذا العمل ستعتمدين على نفسكِ في ترتيب شؤونكِ من جهة، وسوف تساعدينني في التّقليل من أعباء العمل في البيت من جهة أخرى. بارك الله بكِ يا عزيزتي…”.
إنّ الاعتماد على الذّات من المهارات المهمّة في حياة الأسرة عامّة، وفي حياة الطّفل خاصّة؛ إذ تشكّل هذهِ المهارة (مستقبلًا) ركيزة رئيسة في تنظيم الحياة الأسريّة بدءًا من الحاضر، مرورًا بالمستقبل، والنّظر للماضي بعين راضية لصناعة تاريخ يستحق الفخر. لذا يجب وضع برنامج محدد لترتيب غرف الأطفال.
إن من الممكن استعمال بعض الأدوات المفيدة لتنظيم غرف الأبناء وترتيبها بشكل أنموذجي فعّال، ذلك عبر الخُطوات الآتية:
ـ تشجيعهم على تحديد مكان مخصص لكلّ نوع من الملابس، وإرشادهم إليه، على سبيل المثال: تحديد مكان مخصص لوضع البنطلونات، وآخر مخصص لوضع الفساتين؛ ليتولوا مهمّة ترتيبها بأنفسهم.
ـ إرشادهم إلى وضع صناديق ملونة لتخزين ألعابهم، وحاجياتهم الصّغيرة بطريقة منظّمة وجذابة.
ـ وضع رفوف مناسبة لغرض ترتيب الكتب والحاجيات المستعملة بشكل يومي؛ ليتمكنوا من الوصول إليها بسهولة.
ـ سِلال لتخزين الملابس وتنظيمها، لا سيّما التي تكون خارج الخزانة، والألعاب الكبيرة.
ـ من الممكن وضع صور، أو رموز تعبيريّة لنوع الملابس؛ ليتسنى لهم معرفة أماكنها المخصصة.
ـ تَقَبّل أفكارهم في ترتيب الملابس، وكيّها، وترتيب الغرفة وتنسيقها، فهذا الإجراء سيخلق في أنفسهم الثّقة، والحماس، وتحمل المسؤولية.
ـ تحفيزهم وشكرهم على جهودهم المبذولة في توليهم مهام عملهم، وترتيب عالمهم الخاص.
ـ تحديد أوقات معينة لتنظيف الملابس وترتيبها، وترتيب الغرف الخاصّة بهم، ولا بدّ أن تكون هذه الأوقات محددة من قِبلهم.
ـ تعليمهم كيفية الاهتمام بألعابهم وإرشادهم إلى الطريقة المناسبة للحفاظ عليها.
– تعليمهم استعمال المكواة بطريقة آمِنة، ونافعة.
إنَّ هذه البرامج والأدوات البسيطة المستعملة بصورة صحيحة، ومناسبة ستنشئ بيئة أُسريّة منظمة، ومرتبة في غرف الأولاد وستمنحهم كثيرًا من المتعة والألفة لحياتهم الخاصّة.
من الممكن، بدايةً، تشجيع الطفل على اختيار بين اختيارين معينين، على سبيل المثال أن نضع الطفل بين اختيار نوع واحد من قميصين. ومن الجيد أن نقدم له خيارات محددة لتقليل الاختيارات، وجعل العملية أسهل بكثير ممّا لو كانت متعددة. كما يمكن للأم أن تشرح للطفل الطّقس، والنّشاط الذي سيقوم به. ومن الجيد إرشاده في اختيار ملابسه المناسبة. ولا ننسى تشجيع الطّفل على التّعبير عن نفسه واحترام اختياراته، إضافة إلى مراعاة الطّقس في اختيار الألوان، إذ إن اللون الأبيض يكون مناسبًا في فصل الصّيف؛ لأنه يعمل على تبديد أشعة الشّمس، وإنعاش الجسم بالبرودة، في حين يساعد اللون الأسود في امتصاص أشعة الشّمس وسحبها نحو الجسم فتزيد من حرارته. ويمكن أيضًا تشجيعهم على تنسيق ألوان الملابس بشكل إبداعيّ، لاسيّما إذا كانت تلك الألوان مستوحاة من ألوان الطّبيعة، وألوان الطّيور، ولا تنسي، أيتها الأم، أن تكوني داعمةً ومشجعةً لهم خلال هذه العملية؛ لتعزيز ثقتهم بأنفسهم بتحمل المسؤولية.
بعد أن يتعلّم الأطفال اختيار ملابسهم وارتدائها، واختيار الأحذية المناسبة لكل طقس جويّ، يمكنكِ توجيههم أيضًا إلى أنَّ أهمية النّظافة الشّخصية، والعناية بمظهرهم الخارجيّ، تعدّ من المهارات الذّاتيّة.
من المهم أن يتعلم الأطفال اكتساب هذهِ المهارات الحياتية من أسرته؛ لأن كل فرد منها سيكوّن حبّة لؤلؤ فريدة تمثّل بتجمعها امتدادًا لسلسلة مستمرة وممتدة بنسق مميز، وخاص بها.

*كاتبة_ العراق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود