محمد الموسوي*
تعرف القيمة بأنها الاستقامة والاعتدال والتوجه إلى الغايات دون ميل واتباع المنهج الحق، وعلم النفس يعرف القيم على أنها تنظيم لأحكام عقلية انفعالية مهمة، نحو الأشخاص والأشياء، والمعاني التي توجه رغباتنا، واتجاهاتنا نحوها.
وغالبًا ما تكون القيم ثابتة، لا تكون دائمة التغير والتبديل، لذلك تكون خاضعة لظروف المجتمع، وهي تمثل جزءًا مهمًا من ثقافته التي تشمل أيضًا السلوك الاجتماعي والمعتقدات وكل القوانين وكل ما يمثل المجتمع، يتم ذلك من خلال التنشئة الاجتماعية، فضلًا عن السلوك المنضبط لإكسابهم وظائف لها دور في المجتمع.
ولهذه القيم ثلاثة أسس مرجعية رئيسة، هي (المكون المعرفي، المكون الوجداني، المكون السلوكي)، لذلك القيم تكتسب عن طريق التطبيع الاجتماعي منذ التنشئة الأولى للطفل من خلال تفاعله مع الآخرين في المجتمع، وهي جزء مما يسمى بالتكوين النفسي والاجتماعي للفرد.
من خلال ذلك يتضح بأن القيم هي المعايير التي من خلالها يتحقق الاطمئنان للحاجات الإنسانية، كلما كانت في صالح المجتمع والأفراد وتحقق الانسجام والتوافق وخدمة المجتمع بأنها حسنة، وهذه القيم تحقق بعض زوايا ثقافة الطفل وزيادة الوعي لديه من خلال اكتسابها من المجتمع والأسرة والجماعة.
وأمام التغير الذي يعرفه العالم في شتى الميادين عرفت القيم تغيرات جذرية؛ إذ غابت قيم وظهرت أخرى، وأصبح الإنسان أمام هذه التغيرات القيمية يعيش حالة قلق واضطراب، ومن هنا أصبح لزامًا على المؤسسة التعليمية ووسائل الإعلام أن تقدم للطفل وضعيات من خلالها يتم تقديم قيم تساعدهم في الاندماج بقيم المجتمع والمساهمة فيه، كما يجب أن تقدم لهم مشكلات من خلالها يستنبط مواقف التحسين أو التقبيح على السلوكيات والمواقف التي نعيشها الآن في عالمنا المعاصر.

*كاتب عراقي