639
1503
1560
01973
35629
038
028
0107
0107
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11909
06135
06025
05903
04998
5لينا أبو اسماعيل*
في الصباح غادر قصي منزله إلى المدرسة، وكعادته أخذ يتأرجح بغصن الشجرة المطلة على الرصيف وهزها لتسقط أوراقها، وهو يسير بشكل عشوائي فتارة تتناثر فوق رأسه وتارة على الرصيف، ثم يقطف من الثمار ليقضم نصفها راميًا ما تبقى على الأرض، وهكذا حتى يصل المدرسة وكذا الأمر عند عودته.
فيسمع صراخ الجيران عليه شاكين أمه وأباه حاله، فهو ولد مشاغب.
وذات مرة قدّمت له والدته طبق من الكرز اللذيذ وبدأ بالتهامه واحدة تلو الأخرة، راميًا بذورها في أرض حديقة المنزل، فتقوم والدته بتأنيبه مرارًا وتكرارًا، لكن دون فائدة.
وذات يوم أثناء تنظيف الأم للحديقة، شاهدت نبتة صغيرة جديدة أوراقها تشبه أوراق الكرز، فرحت كثيرًا وانتظرت بفارغ الصبر قدوم ولدها الحبيب.
عاد قصي من مدرسته، وبعد إنهاء واجباته طلبت منه أمه الخروج معها إلى الحديقة مبتسمة، وأشارت إلى الشجيرة الصغيرة، قائلة:
انظر يا بني إلى تلك الشجيرة الصغيرة.
اقترب قصي منها سائلًا أمه: متى زرعتها يا أمي؟
الأم : لا يا بني، أنت من قام بزراعتها، هي إحدى بذور الكرز التي قمت برميها ذات يوم، وقد سميتها شجرة قصي، ما رأيك يا عزيزي؟
سُرّ قصي كثيرًا لما سمع وأخذ يشكر والدته وأخبرها بأنه هو من سيعتني بها ريثما تنمو وتكبر. أثنت الأم على موقف ابنها.. وهذه كانت اللحظة الحاسمة التي غيرت من طباع هذا الطفل المشاكس.
أخذ قصي يعتني بشجرته لتكبر يومًا بعد يوم، حتى جاء فصل الربيع لتزهر بضع من الزهور الجميلة مُشيرة إلى موسم كرز ضئيل، لكنه ملأ قلبه بالسعادة، وتلاه فصل الصيف حاملًا معه الخير الوفير مع حبات الكرز جميلة اللون، جاء قصي ليطمئن على ثمراته، وفي هذه اللحظة السعيدة توقف لوهلة يستذكر تصرفاته المؤذية تجاه الأشجار والأزهار ليُطأطئ رأسه حُزنًا وخجلًا، ويعد نفسه بأنه لن يكرر ما كان يفعل البتّة واعدًا أمه وأباه بتحسين سلوكه منذ هذه اللحظة.
في اليوم التالي، بينما هو يسير على الرصيف توقف قرب الأشجار معتذرًا منها وواعدًا إياها بأنه سيحافظ عليها، ثم اقترب من شجرة التفاح المطلة من السور فأخذ يحضنها وعيناه تدمعان قائلًا: أنا آسف أيتها الشجرة الكريمة لم أكن مباليًا بما أُحدث من أذى لك، سامحيني أرجوكِ. وبينما هو يتحدث معها سقطت على رأسه تفاحة فتألم وقال ضاحكًا: شكرًا لك لقد أوجعتني وأكرمتني كعادتك بتفاحة يا صديقتي. ابتسم قصي مودعًا الأشجار مُسرعًا للقاء شجرته الغالية، وقطف حبات الكرز اللذيذة ليطعم والديه الغاليين، فقبلها شاكرًا إياها على عطائها.
*كاتبة قصص الأطفال_سورية
Linaaboismeael
قصة جميلة.