454
0
844
0
414
0
346
0
953
0
25
0
62
0
155
0
230
0
98
1
56
0
الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
12028
0
11329
0
10653
0
9655
5
8046
0

حصة بنت عبد العزيز*
ليست اللغة في أدب الطفل مجرد وسيلة للحكاية، بل هي نَفَس الخيال ومرآة الوعي، بها يبصر الطفل العالم ويكتشف ذاته.
اللغة.. جسر الخيال والإدراك:
اللغة في أدب الطفل ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي الجسر الحي الذي يربط بين عوالم الخيال وإدراك الطفل المبكر.
هي المفتاح الذي يُمكن العقول الصغيرة من استكشاف عالمهم، وفهمهم للأشياء التي تحيط بهم.
فما بين الكلمات البسيطة التي تلتقط أنفاسهم، والمعاني العميقة التي تلامس فطرتهم، تتشكل لغة أدب الطفل كحبلٍ سحري يمتد من قلب الكاتب إلى عقل الطفل ووجدانه.
البساطة.. فنّ التعبير لا سذاجته:
البساطة في اللغة ليست حصرًا على سهولة الكلمات أو الجمل القصيرة، بل هي فنّ التعبير عن مفاهيم عظيمة بأسلوب يليق بعقلٍ نقيٍّ لم يثقل بعد بتعقيدات الحياة.
هي بصيرة الكاتب الذي يعرف كيف ينسج أفكاره بلغة شفافة، تجعل من الخيال رحلةً مشوقة، لا يشعر الطفل معها بالملل، بل تُفتح أمامه أبوابٌ واسعة من التساؤل والتأمل والتصوّر.
العمق.. حين تنطق اللغة بالدهشة:
لكن البساطة لا تعني تفاهة أو سطحية.. فاللغة العميقة في أدب الطفل هي التي تنسج في ذهنية الصغير خيوط الوعي الأولى، وتغرس فيه البذور الأولى للفكر.
هي لغة تمتزج فيها الصور والمجازات بالحقيقة، وتزرع في داخله تساؤلات عن الحب والجمال والعدالة والحرية.
الإيقاع.. موسيقى الكلمة في وجدان الطفل:
إن اللعب بالكلمات، وتوظيف الإيقاع والتكرار، لا يُعد ترفًا لغويًا، بل هو وسيلة لإحداث الأثر الوجداني المطلوب، ولتعميق العلاقة بين الطفل والنص.
ففي كل مرة يعود الطفل إلى القصة، يكتشف فيها معنى جديدًا، ويقرأها بعين أكثر نضجًا، لتتحول اللغة في وعيه إلى نهرٍ متجددٍ من الدهشة والمعرفة.
التحدي.. أن تُدهش دون أن تُربك:
التحدي الأكبر أمام الكاتب هو أن يُبقي النص جذابًا، بينما يحمل في أعماقه فكرة ثرية تُصاغ بلغة مبسطة دون أن تفقد جمالها.
تلك هي المعادلة الدقيقة التي تصنع أدب الطفل الحقيقي: أن تصل الكلمة إلى القلب قبل أن تُرهق الفكر، وأن تُدهش دون أن تُربك، وتُعلّم دون أن تُملّ.
اللغة العربية.. منبع الفصاحة والنور:
في نهاية المطاف، تبقى اللغة في أدب الطفل تجربة جمالية ومعرفية تُسهم في بناء وعي الصغير وشخصيته الثقافية.
فهي ليست وسيلة للسرد فحسب، بل كائن حيّ يتنفس داخل النص، يضيء وعي الطفل، ويرافقه في رحلته نحو الفهم والإبداع.
ولغتنا العربية، التي اصطفاها الله عز وجل لكتابه الكريم، هي أغنى اللغات وأفصحها، لغة البيان التي تُفصح وتوضح وتبني وتضيء.
لغةٌ إذا أمسك بقلمها كاتبٌ ماهر، أنارت بحروفه دروب الفهم في عقل طفلٍ متطلّعٍ ومتشوّقٍ لاكتشاف ما حوله.
إنها اللغة التي تحتضن الخيال، وتورق في الوعي، وتغرس في الطفل حبّ الجمال والكلمة والنور.
كاتبة سعودية
7aerh_4@
التعليقات