مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  فاطمة يعقوب خوجة* على مرِّ السنين، ألهمتني القراءة لأطفالي، خلق شخصيات خي …

قبل أن تكتب قصتك

منذ سنتين

261

0

 

فاطمة يعقوب خوجة*

على مرِّ السنين، ألهمتني القراءة لأطفالي، خلق شخصيات خيالية، وبناء حبكات قصصية، تتناسب مع مواقف حياتهم اليومية. حكيتها لهم ولأصدقائهم، استحسنته الأمهات كما المعلمات، وطلبن نشرها، لكني رفضت! رغم أني لم أجد جوابا شافيا لسبب الرفض.
بحثت في قصصي عن اللحظة الرائعة المدهشةthe wow moment فعثرت عليها، ومع ذلك فأنا ما زلت أراها دون مستوى النشر! كنت في حيرة من جهلي بموضع الخلل!
أيقنت أن الكتابة للطفل ليست بالسهولة التي تخيلتها! وبدأت رحلة التعليم الذاتي، والتي استغرقت سنوات طويلة. قرأت فيها كل ما وقع بيدي من الكتب التي تتحدث عن الكتابة عامة، وعن الكتاب المصور، وكتب الفصول خاصة. سافرت، واشتركت في فصول دراسية، وانضممت إلى مجموعات كتابة، وحضرت مؤتمرات، والكثير من ورش العمل. أخيرا تعلّمت أن أكون ناقدة لنفسي.

جمّعت كل ما كتبته عبر السنوات، وفحصته تحت مجهر الناقد! ترى ماذا وجدت؟
قصصا كُتبت من وجهة نظر الأم، أو المعلمة!
لغة منمقة باهتة (كليشيه) يغلب عليها الوصف!
شخصيات مثالية، كاملة، لا عيب فيها، ولا نقص!
حل المشكلة التي وقع فيها بطل القصة، تمت من خلال شخص بالغ! أو بالصدفة!
عرفت الداء، فأعملت مبضع الجراح التجميلي؛ أعدت كتابة تلك القصص، وراجعتها مرات ومرات، ثم تقدمت بها لمسابقة لجنة كُتّاب برنامج (افتح يا سمسم) بنيويورك عام ٢٠١٤م.
كنت مؤمنة بفوزها، ففازت، وحظيت على الاستحسان والإشادة من Brett Pierce بالذات.

ما أريد قوله في افتتاحية زاوية (فن الكتابة للطفل) أن موهبة الكتابة وحدها دون تطوير وتدريب، أمر لا يعوّل عليه لولوج عالم الكتابة للطفل.
بصفتي مستشار قسم أدب الطفل بالمجلة، تصلني أسبوعيا من رئيسة القسم، العديد من القصص، التي يود أصحابها نشرها على صفحات مجلة فرقد.
للأسف، فيها الكثير من محاذير الكتابة للطفل؛ كالنصح والتوجيه المباشر، اللغة المليئة بالأوصاف، البطل المثالي الخالي من العيوب، السرد الطويل دون حبكة!
لذا فقد ارتأيت كتابة مقالات دورية، نناقش فيها فن الكتابة للطفل، بهدف تعريف المهتمين بهذا الأدب، على المهارات اللازمة لتقوية كتابتهم، وتجويدها.

سنبدأ بالقرارات المبكرة لكتابة كتاب مصور للأطفال، من العدد القادم بحول الله.

*كاتبة أدب أطفال ويافعين

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود