176
01371
1410
0312
0520
035
037
039
0106
0279
1الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
12005
010385
09900
08768
57460
0نوار الشاطر*
العرض المسرحي : مغامرة في مدينة المستقبل أنموذجاً
تأليف : جوان جان
إخراج : نديم سليمان
يعتبر مسرح الطفل من أهم أركان أدب الطفل وذلك لأهمية العرض المسرحي وخصوصيته عند الطفل ،حيث أن الطفل يتفاعل مع العرض بحواسه و تصله الغاية الأساسية من النص بأسلوب غير مباشر يؤديه الممثلون ،وعندما تكون الدمى هي الوسيلة فذلك يكون أقرب لوجدان الطفل ،و ينمي الجانب الخيالي الإبداعي عند الطفل كما أن الدمى المصنوعة يدوياً فيها دفء الصانع وشيء من روحه ينسكب فيها ، يتممه الأداء الصوتي والتحريك والمؤثرات الصوتية الموسيقية والضوئية ، التي تجعل العرض المسرحي حي بالنسبة للطفل فيتابعه بشغف واهتمام .
المسرحية في مضمونها تتحدث عن طفلين مجد ونغم، ورحلتهما إلى مدينة المستقبل لجلب الدواء لأمهما المريضة ،والصعاب التي تواجههما للحصول على الدواء .
ركز الكاتب على الجانب القيمي والأخلاقي في مسرحيته من خلال عدة شخصيات ،البعض منها كان يحمل القيم الفاضلة، والتي تمثلت بشخصيتي الطفلين نغم ومجد الذين آتيا من زمن الحب ، والدفء العاطفي ،والعلاقات الأسرية المترابطة ،والمحبة للخير لجميع الناس .
وعلى النقيض كان هناك شخصيتي الحارسين وشخصية الحاكم الذين مثلا الجانب السلبي للتطور الحضاري ،وافتقاد القيم الإنسانية ،ومشاعر المحبة، التي فرضها التقدم العلمي في مدينة المستقبل .
كانت لغة الحوار عاطفية بامتياز :
“الحضارة الحقيقية لا تكون إلا بالأخلاق”
“تقطعون مسافة ١٠٠ عام لتنقذوا أمكم..! “
“أريد ثلاث حكايات ثمنا ً للدواء من الزمن الجميل “
” ما جدوى بنايات شاهقة بلا روح “
“سنعيد لمدينة المستقبل الروح والحياة من جديد “
هذه اللغة الأقرب إلى قلب الطفل أكسبت النص المسرحي غايته الحقيقة، ألا وهي زرع القيم والأخلاق العليا في نفوس الأطفال ، خاصة من خلال شخصية ابنة الحاكم الظالم التي تعاطفت مع الطفلين ،و تجاوزت تعليمات أبيها لمساعدة نغم ومجد ،وأثرت على أمها التي انشغلت بالعلم عن أسرتها، لتكون عوناً لها للحصول على الدواء .
أيضاً أضاء الكاتب على جانب مهم جداً ألا هو الخطاب بين الآباء والأبناء وضرورة أن يكون خطاب الآباء لأطفالهم لطيفاً مبنياً على الحب والاحترام والمودة، وهذا ما أقر به الحاكم وزوجته في نهاية المسرحية، فقررا أن يعيدا الحب والروح والأخلاق العليا إلى أسرتهما ومدينة المستقبل.
وختاماً أذكر دور الجد وصانع الدواء الذين يمثلا الجيل القديم الذي نسي في خضم الزخم الحضاري معاني المحبة التي تربيا عليها، وأعادهما إليها نغم ومجد بطلا المسرحية.
*كاتبة للأطفال _ سوريا
التعليقات