مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

يحملُ الإنسان بين ضلوعه قلباً ينبض ويبثُ الحياة داخل جسده. هذا القطعة المهمة تتح …

السيطرة لمن؟

منذ 3 سنوات

246

0

يحملُ الإنسان بين ضلوعه قلباً ينبض ويبثُ الحياة داخل جسده.
هذا القطعة المهمة تتحكم بمعظم مشاعر الإنسان، وتؤثر في عاطفته واختياراته وقرارته. حتى من ناحية الإيمان، فإني أرد مقدار نقصه أو زيادته إلى القلب.
تنبعث المتضادتان شعورياً؛ «الحب والكره» من هذه القطعة.
والسؤال الجدير بالطرح والاهتمام: هل يستطيع العقل أن يتحكم بالقلب، أم العكس …؟ هل القلب يقتل العقل، وخصوصاً في ما يتعلق بمشاعر الحب والكراهية؟
ويتبادر إلى ذهني سؤال آخر: متى يتفق العقل والقلب معاً؟

القلب والعقل هما أهم عضوين في «كينونة» الإنسان، وبهما يتميز شخص عن آخر.
يجري العقل عمليات التفكير والتخطيط، والقلب يتدخل في كل أمر يلامس المشاعر أو العاطفة أو الإيمان، ويفرض قراره في بعض الأحيان على العقل بعنوة، وحتى لو كان العقل تائهاً أو متردداً في القبول أو الرفض، فإن سلطة القلب هنا تنتصر.

القلوبُ تختلف وتتشابه، فبعض القلوب هشة جداً أمام أي حزن قد يصيبها أو يصيب غيرها، وتتأثر بسرعة، في حين أن بعضها لا يلين بسرعة، وذلك بسبب تكوين حياتها أو الظروف التي مر بها الإنسان.
والنوع الأخير يتقبل الحزن أو المصيبة بجلد، ولا يظهر على الفرد حزنه، وذلك بسبب قلبه الذي يكتم الشعور داخله ويمنعه من الظهور، وتختفي علامات الحزن وآثاره من تفاصيل الوجه.

نحن نعيش في مجتمع واحد، ومكان واحد، وأفراد الأسرة في منزل واحد، لكن القلوب تختلف في التعبير وطريقة بث مشاعرها.

وتظل التساؤلات قائمة: أيهما يتحكم بالآخر؛ العقل أم القلب؟
من وجهة نظري، قد تتفاوت نسبة التحكم أحياناً بين إنسان وإنسان آخر، وتزيد أو تنقص بحسب الظروف التي نشأ فيها الفرد أو تحيط به، وكذلك بحسب المواقف والزمان وتقلباته، فهي ليست ثابتة النسبة، وقد تتغير بحسب مجريات الحياة.

تأملات ودعوة إلى التفكير والبحث، أطرحها لمعرفة الأسرار التي تختبئ في دواخلنا وتحركنا وتسيطر على قراراتنا. ولعلي أذكر هنا آخر كتاب قرأته؛ فيه إشارة إلى هذا الموضوع، وفيه تقاطع مع وجهة نظري، وهو كتاب الدكتور عبدالله الغذامي «القلب المؤمن».
دعوتي هي أن يراجع كل إنسان القصص والأحداث التي مرت به أو شاهدها أو سمع بها، ثم يحاول أن يصدر الحكم ويقدر نسبة التأثير الأعلى والتحكم؛ أكانت للعقل أم للقلب؟

 

*كاتب سعودي

حساب تويتر:Selimmoh2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود