افتتاحية العدد 119

تزداد سخونة الصيف، لكنها ليست أسخن من الحرب الدائرة في غزة منذ أكتوبر 2023م في ظل صمت العالم، وغياب ضمير القوى العظمى، فالضمير هو المحرك الأساسي للمثل والقيم الإنسانية، الضمير الذي حركته السياسية السعودية عند بعض دول العالم، فأعلنت عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في اجتماع جمعية الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في إطار حل الدولتين الذي قدمته السعودية فيما عرف بالمبادرة العربية عام 2002م في بيروت من خلال الجامعة العربية، ونبتهل إلى الله أن تنجح المساعي، وأن تتوقف الحرب الآثمة، ويتحقق السلام المنشود في الشرق الأوسط.

 يأتي هذا العدد 19 بعد المئة امتدادا لأعداد المجلة المتتابعة، وقد اختارت الأستاذة سلوى الأنصاري أن تكون قصته تحت عنوان (أدب الرَّسائل.. معابر إنسانية ومحابر ثقافية)، فللرسائل شعريتها الخاصة في الذاكرة الثقافية، ولأدبها مكانة مميزة في ذهنية الثقافة العربية.

كما استضاف قسم شخصية العدد الأديبة السورية عبير علّام، الشاعرة الحاضرة بتميز في المشهد الثقافي السوري والعربي بعدد من الدواوين الشعرية، وبحراكها الثقافي اللافت، وقد حاورتها الأستاذة هناء الحويصي، واستقصت رؤاها في عدد من القضايا الثقافية، وتجولت معها خلال محطات مختلفة من حياتها، فكان حوارا ثريا، سيجد القراء ـ بلا شك ـ في ثناياه الإثراء والإمتاع، حول تجربة الشاعرة ورؤاها.

أما قسم قضية العدد فقد بسطت المحررة أشواق الرقيب محاور قضيته تحت عنوان (السياحة الثقافية.. بين تكرار المواسم وحصادها) فكانت على مائدة الرأي أمام نخبة من المثقفين والأدباء العرب، الذين أثروا الموضوع برؤاهم وتصوراتهم؛ لأن العلاقة بين الثقافة والسياحة علاقة وثقى، فالسياحة جزء من الثقافة، وهي نافذة ثقافية بامتياز، ويسرنا في أسرة التحرير أن نتلقى رؤى قراء المجلة أيضا في حاشية الموضوع عبر النافذة المخصصة للتعليقات.

كما أثار قسم أدب الطفل قضية أخرى، أدارت مائدة حوارها الأستاذة حصة عبدالعزيز تحت عنوان (أدب الطفل.. بين فرض التسويق ونبض التشويق) وبسطت محاورها على نخبة من الكتّاب والناشرين والخبراء التربويين في العالم العربي، فكان إثراؤهم إثراء الخبير العليم، فقد أضاؤوا جوانب الموضوع، بما نرجو أن يضيء للأسر العربية، ويعينها على تربية النشء بعد عون الله تعالى.

هذا العدد يأتي حلقة في سلسلة أعداد المجلة، ويؤكد دأب أسرة التحرير على تميزه وتنوعه وإثرائه ونوعيته، فهو بستان وارف بروائع الأدباء والكتاب والنقاد والمفكرين والفنانين، وروائع الأدب العالمي، وحديقة غنّاء من المنوعات في قسم بتلات، نأمل أن يلبي بكل تفاصيله تطلعات القراء، ويثري ويضيف إلى مقروءاتهم، ويلهم أقلام المبدعين بما يليق بثقافتنا العربية، ومحتواها الرقمي، وسيصدر لاحقا في ملف إلكتروني قابل للحفظ بصيغة pdf والله الموفق.

رئيس التحرير

أ.د/ أحمد بن عيسى الهلالي