الأكثر مشاهدة

  فوزية العلوي* كطفلٍ وجدته بالصدفة بعد زلزال أضُمك إلى قلبي أنظر بفزعٍ في كل ال …

قصف

منذ 3 سنوات

173

0

 

فوزية العلوي*

كطفلٍ وجدته بالصدفة بعد زلزال

أضُمك إلى قلبي

أنظر بفزعٍ في كل الاتجاهات

مخافة أن أسمع صوت أمك

ما اسمك ؟ لم تجب إلا بغمغمة

لا أحسن تهجئة حروفك

ولا أعلم من أي السلالات أنت

لكن صدري أنا أضمك كان يصدح ويرنّ

ويدي التي أمسكت بها يدك وأنا أجري

نبتت لها براعم حمر لزهر رأيته ذات نوم

هربت بك من بين الركام

أقفز كل الصخور والأعراف الحادة

والنواميس المدببة على شكل رماح

روائح مختلطة تزوبع قلبي

بخور وتراب وشواء آدمي

شعرك كقبضة من ورق داكن

تهتز ونحن نجري

لم تستطع أن تجاريني

وضعتك فوق ظهري كأجمل وزر

عندما بلغنا أسفل التل قبّلتك

يا لحاجبيك وأحزاني

يا لهذا التين المنهمر

من صوتك وأنت تضحك

يا لهذه الطفلة التي أصبحت وأنت

تنفض عن جمّتي غبار القصف

تغنّيني بلغة لم أفهمها

لكنني شعرت بأننا من قبيلة واحدة

فلماذا يصوّب نحونا تلك الفوهة

ذاك الرجل المزرقّ

ولماذا يعبس ويصرخ

لا أدري كم طلقة رمى ولكن لا شيء أصابنا

نحن صرنا بجناحين كبيرين

وصدور منتفخة كالمنطاد

طرنا عاليًا والرصاص يلاحقنا

أحدث ثقوبًا في أجسامنا لكننا لم نسقط

كان حبّك الدرع الوحيد المتبقي

وكان قلبي يفيض بالماء

يغسل كل البقع الداكنة

وصلنا أخيرًا إلى أرض بلا خرائط

وسقطنا كرمانتين

كل ما فينا كان ينزف

لكننا كنا نضحك

ونأكل حبوب الرمان

 

 

 

* شاعرة من تونس

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود