الأكثر مشاهدة

كتبته: فاطمة يعقوب خوجة* كُلّفت في معرض جدة للكتاب ٢٠٢٢، بتنفيذ ورشة لموهوبي الك …

ملكة الثلج

منذ سنتين

457

0



كتبته: فاطمة يعقوب خوجة*

كُلّفت في معرض جدة للكتاب ٢٠٢٢، بتنفيذ ورشة لموهوبي الكتابة من الأطفال، كان عليّ أن أختار كتابا، أو فيلما معروفا لدى أوسع فئة من الأطفال؛ لتطبيق عناصر القصة المصورة الأربع :
1/ الحبكة

2/اللغة

3/ الشخصية

4/القيمة أو المقولة
بعد بحث وتقصي أخذ وقتا لا بأس به، وقع اختياري على فيلم من إنتاج استوديوهات والت ديزني، والذي حقّق أعلى ربح في تاريخ أفلام الرسوم المتحركة. إنه فيلم (فروزن Frozen) المستوحى عن قصة (ملكة الثلج) لأبرز كتّاب الحكاية الخرافية، الكاتب الدنماركي (هانس كريستيان أندرسن)، والتي نشرت عام 1844م واعتبرت القصة منذ ذلك الوقت وحتى الآن واحدة من أطول، وأكثر القصص استحسانًا من قِبل النقاد والقراء، وكثيراً ما أُعيد نشرها وطباعتها كقصص مصورة للأطفال.
جاء الفيلم بإخراج مميز، وموسيقى مصاحبة، وشخصيات ملونة، وروح فكاهية، عن أميرة شجاعة تذهب في رحلة ملحمية برفقة تاجر ثلج، وحيوان رنّة، ورجل ثلج للبحث عن أختها، التي تسببت من غير قصد في فصل شتاء أبدي على مملكتهم آريندل.
وجدت أن الحبكة مكتوبة بطريقة استثنائية، ولا عجب في ذلك فقد خضع الفيلم للعديد من المعالجات في القصة لعدة سنوات، قبل أن يتم إعطاء الضوء الأخضر له في 2011.
أما الشخصيات فقد توفرت فيها كل شروط بناء الشخصية القصصية الناجحة. مثلا كانت للملكة (إلسا) نقطة ضعف، وهي عدم القدرة على التحكم في قواها على صنع الجليد. وهذا العيب يصيب – عن غير قصد منها – أحبّ الناس إليها وهي أختها، فتقرر الاعتزال؛ خشية إيذاء أختها مرة أخرى. في حدث القمة يواجه المحتال (هانز) الملكة (إلسا)، ويخبرها أن أختها (آنا) ماتت بسببها.
وقفت عند مقولة الفيلم ماذا تريد القصة أن تقول؟ ما هي الفكرة أو الحكمة التي يودّ كاتب سيناريو الفيلم أن يوضحها من خلال الحبكة ؟ إذ إن تحديد المقولة، ثم توظيفها في الأحداث، هي أصعب ما يواجه الكاتب حتى وإن كان محترفا.
الجميل أن المقولة في هذا الفيلم كانت واضحة (جرعة حب حقيقية تحيي). لكن كان عليّ أن أسأل المشتركين في الورشة عنها، عن الفكرة التي ترسبت عندهم في اللاوعي؟
كانت الإجابات مدهشة : “لازم نحب أخواتنا” “ما نؤذي أختنا” “نحب بعضنا” “لما تموت الأم نسمع كلام أختنا الكبيرة” “الأخوات ما يتضاربون” …وغيرها.
فعلا كانت هذه مقولة القصة الأصيلة، ومقولة الفيلم المستوحى منها (حب الإخوة الحقيقي)، حيث عبّروا عنها الصغار بلغتهم. وهذا دليل على نجاح الكاتب. 
أخيرا فرن هذه المقالة ليست بحال من الأحوال دعاية للفلم، أو منح شارة القبول الأخلاقي والتربوي إطلاقا. فقط شهادة على جودة البناء القصصي.

*كاتبة _ سعودية
حائزة على جوائز شومان، الكويت، راشد بن حميد في أدب الأطفال
‏@fykhojah

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود