391
0230
0277
0173
0374
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174298
03997
0
محمد الموسوي*
ترجع بنا حكايات الجن والقصص الخرافية، وهي ما تسمى “الخوارق”، إلى عصور تسبق كل تاريخ مدون، فهي والأساطير والحكايات الشعبية بقايا معتقدات تصل في تاريخها إلى أبعد عصور البشرية، كما أنها بقايا تأملات الإنسان الحسية، وبقايا قواه وخبرته، حينما كان يحلم لأنه لم يكن يعرف، وحينما كان يعتقد لأنه لم يكن يرى، وحينما كان يؤثر فيما حوله بروح فطرية ساذجة.
وعبر هذه السنين الطوال كانت حكايات الجن والخوارق تتواتر بالرواية الشفاهية المنطقة، ورثتها الأجيال المتعاقبة أعوامًا طوالًا وصارت ملكًا لكل العصور، غير أن ما فيها من إغراء جمالي منحها القدرة على أن تنفذ إلى بعض البلاد فتدون في ثنايا الكتابات الأدبية وفي الملاحم والأخبار والتقاويم. ومن الشعوب من له موهبة خاصة في خلق حكايات الجن والسحرة والحكاية الخرافية، كالمصريين القدماء، والهنود، والفرس، والعرب، فقد صاغت منها هذه الشعوب صورًا فنية كاملة، ونسجوها بخيالهم الخصب، فألبسوها ثيابًا من البهاء والجمال.
ويضيق بنا المقام إذا ما حاولنا أن نحصي قصص الأطفال التي استقيت من “ألف ليلة وليلة” مباشرة والتي لا يكاد يجهلها طفل، فمثلًا قصة علاء الدين والمصباح، وقصة علي بابا والأربعين حراميًا، وقصة السندباد البحري، وقصة الأميرة الصغيرة، كل هذه القصص أصبحت جزءًا من ثقافة الأطفال في أوروبا والعالم بعد ظهور التراجم الكثيرة لألف ليلة وليلة مباشرةً.
ومن أشهر ما عرفه التاريخ العربي من مجموعات تحوي قصص الجن والخوارق “مختصر العجائب والغرائب”. ذلك الكتاب الذي ينسب أحيانًا إلى المسعودي المؤرخ “956م”، وهو يضم مزيجًا من الحقائق وحكايات الجن والخوارق، ولا ننسى مجموعة لأبي عبد الله محمد بن عبدوس صاحب كتاب “الوزراء والكتاب”، وتبرز فيه هذه الحكايات متصلة بعجائب الجغرافيا والتاريخ. وفي عصور ازدهار هذه المجموعات القصصية الكثيرة، وأثناء رواجها وتداولها في العالم العربي، كانت الصلات بين العرب وأوروبا قد انعقدت أواصرها، سواء عن طريق الأندلس منذ القرن الثامن حتى نهاية القرن الخامس عشر، أو عن طريق الحروب الصليبية التي استمرت من القرن الحادي عشر إلى أواخر القرن الثالث عشر، أو عن طريق التبادل التجاري أو الثقافي. والذي لا شك فيه أن المحاربين، والتجار، والرحالة، والسياح، وطلاب العلم قد استمعوا إلى هذه القصص الساحرة شرق العالم العربي وغربه وفي الأندلس، واستمتعوا بقصص الجن والخوارق، وعادوا إلى بلادهم في أوروبا، يحملون معهم ألوانًا مختلفة من الحكايات العربية، وما ترجم إلى العربية أو نقل إليها من حكايات الهند والفرس والمصريين القدماء، ثم غرسوا في آدابهم بذورًا أغنت أدبهم القصصي.
* كاتب من العراق
j049000
التعليقات