مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

وفاء عمر بن صديق* جلس على رصيف منزله القديم، يحتسي فنجان الشاي على صوت مذيعة الن …

تَوق

منذ أسبوع واحد

16

0

وفاء عمر بن صديق*

جلس على رصيف منزله القديم، يحتسي فنجان الشاي على صوت مذيعة النشرة الجوية: “يوم غائم جزئيًّا مع احتمال هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة مساءً”. 
تأمل البيت المقابل بجدرانه المتقشرة الطلاء، وأمامه أوعية مليئة بالماء، وعلب من سمك التونة بقربها مجموعة من القطط تتناوب بين القفز على السور، والاستظلال بالشجرة وارفة الأغصان المتدلية من الفناء، كأنها في حالة انتظار مشوبة بقلق.
تنبه بأن جارته الجديدة القاطنة هنا لأكثر من شهر لم تترك باب المدخل مواربًا للحيوانات الأليفة كالعادة.

شرد في التفكير: “لعلها ما زالت نائمة، هل هي مريضة؟ ربما انشغلت بإعداد الطعام… قد تكون غير موجودة… لكن إلى أين ستذهب في بداية الشهر؟”.

نظر إلى السماء الملتحفة بالغيم، سمع مواءً متزايدًا مع نطٍّ وركض نحو يمينه. التفت.. رأى الجارة والهرة حولها تستقبلها بفرح. وقفت عند بائع الخضار، ثم عند صاحب البقالة تسدد ديونها، توجهت مسرعة إلى مدخل بيتها. وقفت عند العتبة.

أقبلت القطط المحتفية بحضورها على الآنية، وشرعت في الشرب والأكل.

هطل رذاذ المطر، نزلت معه دمعة امتنان مع ابتسامة تواسي تجاعيدها التي خطّها الزمن على وجه الوحدة.

 

*كاتبة من اليمن 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود