الأكثر مشاهدة

سمحه محمد العرياني* هل تعرف مفتاح بناء المستقبل؟ في عالم يموج بالمتغيرات السريعة …

سحر أدب الطفل.. الطريق إلى جيل مبدع ومستنير

منذ يومين

22

0

سمحه محمد العرياني*

هل تعرف مفتاح بناء المستقبل؟

في عالم يموج بالمتغيرات السريعة، وتتسابق فيه التقنيات للفت الأنظار، يبقى هناك كنز ثمين لا يفقد بريقه أبدًا، بل يظل حجر الزاوية في بناء أي حضارة.. عقل الطفل ووجدانه. إن الاهتمام بالطفل ليس مجرد توفير حاجاته الأساسية، بل هو استثمار في أغلى ما نملك، ويبدأ هذا الاستثمار من أدب الطفل.
فهل تساءلت يومًا عن القوة الهائلة التي تحملها قصة مصوّرة أو حكاية مُغنّاة؟ إنها ليست تسلية عابرة، بل بوابة ساحرة تفتح أمام أطفالنا آفاقًا رحبة من الخيال، وتغرس فيهم القيم، وتشعل في داخلهم شغف المعرفة.

يجب أن يكون أدب الطفل أولوية، لأنه المرآة التي يرى الطفل فيها نفسه، والنافذة التي يطل منها على العالم. وهو ليس ترفًا، بل ضرورة تنموية تؤثر في ثلاثة مستويات أساسية:

1. تنمية اللغة والإدراك

ثراء المفردات: القصص الغنية تعزز قدرته على التعبير والتواصل.

الخيال والإبداع: تمنحه القدرة على التفكير المبتكر وتوسيع آفاقه.

التركيز والاستيعاب: القراءة الهادئة تطوّر مهارات الانتباه الضرورية للتعلم.

2. بناء الشخصية والقيم

غرس الأخلاق: تقدم مفاهيم كالصدق والأمانة والتعاون، بأسلوب محبّب.

فهم المشاعر: تساعده في استيعاب مشاعره والتعامل معها بطرق صحية.

التعاطف وتقبّل الآخر: تعلّمه احترام وجهات النظر المختلفة وتعزيز التسامح.

3. التجهيز للمستقبل

حب القراءة مدى الحياة: ربط القراءة بالمتعة يحوّلها إلى عادة راسخة.

وقت نوعي مع الوالدين: مشاركة القراءة تعزز الروابط العاطفية وتمنح الطفل شعورًا بالأمان.

 كيف نعزّز حضور أدب الطفل في حياتنا؟
الأمر يبدأ من المنزل بخطوات بسيطة:

كن أنت القدوة؛ فحب القراءة يُكتسب بالمحاكاة.

خصص زاوية مريحة تكون “ملاذ الكتب” لطفلك.

ابدأ مبكرًا بقراءة القصص المصوّرة حتى قبل أن يتمكن من القراءة.

امنحه حرية اختيار كتبه ليشعر بالاستقلالية والثقة.

إن أدب الطفل ليس مجرد قصص وأناشيد، بل أكسجينٌ روحي يتنفسه عقل الطفل وينمو به قلبه.. ففي كل صفحة نطويها، وفي كل حكاية نرويها، نحن لا نُسلّيه فحسب، بل نزرع فيه بذور الفضول والقيم والشجاعة.
والطفل الذي ينشأ في “حديقة” من الكتب، سيكبر ليصبح فردًا قادرًا على الإسهام في بناء مجتمع أفضل، مسلحًا بالمعرفة ومرتَويًا بالقيم.

فلنمنح أطفالنا هذا الإرث العظيم، ولنجعل من القراءة عادة يومية أصيلة، لنحصد غدًا جيلًا مبدعًا، مستنيرًا، وقادرًا على الحلم وتحقيقه.

* مدربة معتمدة محليًّا ودوليًّا
مستشارة أسرية وتربوية _ سعودية
@samha_aliryani

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود