مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

(جناح مفرد) في هذه الزاوية التي تشبه ديواناً مُصغرًا، نفردُ مساحةً لتجربةٍ شعرية …

علية الإدريسي.. بيت من نهار

منذ 3 سنوات

496

0

(جناح مفرد) في هذه الزاوية التي تشبه ديواناً مُصغرًا، نفردُ مساحةً لتجربةٍ شعريةٍ في كل مرة، نحلقُ في فضائها وأفقها ونفتح من خلالها نافذة نحو قراءة المزيد من التجربة..

محمد خضر

الشاعرة المغربية: علية الإدريسي البوزيدي
الرباط_مدينة المغرب
-عضو اتحاد كتاب المغرب
صدر لها:
– ” حانة لويأتيها النبيذ” 2009- مطبوعات “دار التوحيدي”.
– ” هواء طويل الأجنحة “-2014- مطبوعات “دار التوحيدي”.
– “ظلال تسقط إلى أعلى “2015 – مطبوعات “بيت الشعر بالمغرب ”
-“A long-winged Breath ” ترجمة أنجليزية لديوان “هواء طويل الأجنحة “2017- منشورات Edilivre
_أزهار تقلدني في السقوط منشورات دار التوحيدي 2018

 

(1)

“لا يليق بي “

إليك تقريبا

لا يليق بي أن أكون في حضنك وأنا أشتم فيك رائحة عطرها
لا يليق بي أن أكون قبلة وفي فمك قبلتها
لا يليق بي أن أكون فيك محطة وأنت تربي رعشاتها

لا يليق بي أن أكون فتحة وأنت تتسلق فيِ ضمورها
لا يليق بي أن أكون بحيرة وأنت تروي سرابها
لا يليق بي أن أكون فيك غيمة وأنت تظمأ في شتاءها

لا يليق بي أن أكون فيك سقفا و هي في غرفة النوم
لا يليق بي أن أكون فيك حضنا و خصرها في فرجة عينك
لا يليق بي أن أكون فيك شهوة وهي غمستك بالطيور

لا يليق بي أن أكون جمالك وحاجبها تساقط على خدك
لا يليق بي أن أكون قمحة عشيقة وفي حقلك شمس عاشقة
لا يليق بي أن أكون ضالة فيك و أنت الزاهد فيها

لا يليق بي أن أكون كاملة فيك و أنت داخل كراستها وشوشة
لا يليق بي أن أكون حقيبة سفر وأنت صباحا إلى عنقها
لا يليق بي أن أكون ساعة عطش وأنت ترعى فيضانها

لا يليق بي أن أكون رصيدا وأنت في حبها شامة
لا يليق بي أن أكون وسادة وأنت على جدارها معلق
لايليق بي أن أكون نديمة كأس وأنت تمسح عرقها

لا يليق بي أن أكون جائعة حب و أنت في كأسها زجاجة ويسكي تثمل
لا يليق بي أن أكون ليلك وأنت تربط على قلبك نهارها
لا يليق بي أن أكون ساعة وأنت ترغب أن تكون مكاني
لا يليق بي أن أكون على الشاطئ وأنت غارق في عرضها
لا يليق بي أن أكون امرأة و أنت عائد من حنين
لا يليق بي أن أكون نافذة وأنت في صدرها تعربد

لا يليق بي أن أكون حانة وأنت في عطفها يائس
لا يليق بي أن تملأني بماء فكر بها
لا يليق بي أن اترك قلبي فيك

لا يليق بي أن امسح عن حزنك غيابها وأنت مصاب بالاشتياق
لا يليق بي أن أكون رف احتياط وأنت لا تلعب إلا بأعجوبة
لا يليق بي أن أكون طريقا وأنت تتصفح بشكل عابر قدمي

لا يليق بي أن أكون شمعة وأنت إليها تزحف في الضوء
لا يليق بي أن أكون هاوية وأنت في كهفها اخضرار
لا يليق بي أن أكون حفرة وأنت تدخن وراء الباب

لا يليق بي أن أكون رقما في الزحام وأنت تحرق كل أثري فيك
لا يليق بي أن أكون ميتة و أنت تلتقط خلفها أنفاسك
لا يليق بي أن أحبها فيك وأنت اسمي صدفة

لا يليق بي أن أكون خيانة وأنت ببيتها لا تدرك نفسك

لا يليق بي أن أنتظر رجلا
ليس عادلا قمحه

لا يليق بي أن أنتظر رجلا
مهزوما
في قمحها .

 

(٢)

بيت من نهار
(صيغة اولى)
على موتي مرت أعوام من اليتم
,في وجهي مرآة بملامح قديمة
شعري تجعد بياضه
ألواني دائمة الغياب رغم أني أبرز صدري بشكل دائم.
لا أقصد أن ألهم نظرات لا تستوعب هذا الحزن
الذي يثرثر لجذب انتباه سيء
لكن مي علمتني كيف أفعل ذلك دون حمالة صدر
معي كل الأوراق التي تثبت أني ميتة لكنهم يبيعونه لمن يقف أمامي في الطابور وأحيانا كثيرة يتقدم أمامي من هم ورائي وأنا لا أتذمر لأن أمي أوصتني ألا يسمع صوتي في الصراخ كما أوصتني أن أرفع رأسي قليلا وأنا أقرأ الشعر في برامج التليفزيون
من ينصفني من أخطائي الكثيرة وأنا أفتح لها الباب كضيف دائم؟
من يقلد صوت الأحزان التي ورثتها من حارسة الأحلام؟
أعلم أني طلبت منك أحلاما كثيرة وربما مزاجك لا يسمح بالاعتناء بها ها أنا من جديد أذكرك بهذا الحلم الذي لا يغادرني وسأكف عن البكاء
إلهي
أريد أبا ينتظرني عند باب المدرسة بيده اليسرى يمسك محفظتي وبيده اليمنى يمسك أطراف أصابعي ويأخذني إلى محلات المكدونالد التي في أقصى الشارع مقابل محطة قطار الرباط المدينة
أريد بيمو* يا أبي هكذا سأقول له ونحن نعبر شارع محمد الخامس في اتجاه محل صغير تعودت أن أذهب إليه عندما تجاوز عمري العقد الثالث لشراء ملابس طفولتي
أتحرق شوقا لارتداء ملابس العيد لذا أريد أن أتبرع بهذا الفرح إلى روح جدتي التي كانت توضب أغراضها وهي تدندن لوحدتها ببسمة ومودة كبذور البنفسج
أريد أبا يمسك يدي ونعبر الشارع فأنا رسبت طويلا في مواسم الحب وحوادث السير صرت أخاف منها يا الله
(*) علبة بسكويت
بيت من نهار

 

 

(صيغة اخرى)
باسم قديم
ناداني في جلسة عشاء
كنت أريد أن اعتذر
لكن يدي كانت في يده
وعيني هربت إلى عينه
صديقنا الليل كان مفلسا
وهو يلوك لفافة حشيش
عندما سقطت
من صوت مألوف
النادل يبدل للمرة الثالثة
قنينة النبيذ الفارغة
ويرخص للهواء اللحاق بنا
بابتسامة
ابو رقراق ورائي يرسل أزهارا
الأزهار تأخذ مكانها
أضعها في مزهرية
مثل حلم
أتوكأ عليه وأنا أنزل سلالم Daw
عليه أتوكأ وأنا أصعد سلالم Daw
بين الحين والأخر يطالع هاتفه
النحلة تمشي بيني وبينه
أطعمه مرة
يطعمني مرة
مزاج أحر الليل شرقا يتجه
لست وحيدة
بجرة ماء
أقطع الطريق
سائق التاكسي خائف
أن يهرب من الباب الخلفي
بردنا
نعرج على المدينة القديمة
هنا شربنا الشاي
هنا الوداية
هناك رياض* سكنته صديقتنا السويسرية
تجاورنا الشارع
لم يعد البيت بعيدا
على اسم قديم
كان يغلق الباب
خلف الباب كنت
أفتح ليلة أمس
لأكون نظرة
عليها يربت
كي لا أكبر

() أبو رقراق نهر يصب في المحيط الأطلسي علي مستوى مدينتي الرباط وسلا
(
)الوداية قلعة اثرية بمدينة الرباط
() daw مطعم باخرة على نهر أبورقراق
(
)رياض بيوت قديمة وقصور
بيت من نهار
(صيغة معدلة )
الأن تمطر بالرباط
المطر ينزل فوق ماء الموجات
زوجي الذي باعني كل بكاء
لا يدعني أخرج
يخاف أن أسابق الليل
ولا مظلة فوق رأسي
هو لا يعرف
أن صديقتي الشرفة
بعد كل رعد
تمسك بيدي
لنطل معا
على المطر الذي يهجر السماء
ليرى أثره على الأرض…

 

(٣)

إنها لا تمطر هنا

ليس ضروريا أن تعيد إلي كلمة مفتوحة مثل متطوع يبدل قميصه المتسخ

ليس ضروريا أن تبني سياجا بلون أبيض حول مشاويرك مثل ندم سخي

ليس ضروريا أن تغسل رؤوس أصابعك مثل صورة تعكس نسيانك

ليس ضروريا أن تصعد ظهري في منتصف قلب مثل نجمة ممتلئة بالطريق

ليس ضروريا أن تمتلك زجاجا تهشمه مثل ندبة تنير مواقد الحطب

ليس ضروريا أن تطير بعيدا عن جناحي نورس مثل عراء يعوي

ليس ضروريا أن أنمو في قلبك الذي يتأملني مثل شفقة رحم عاقر

ليس ضروريا أن لا تشرب كل يوم رغابتك العجلى مثل ظهيرة قديمة

ليس ضروريا أن تشرق بين الوقت المجنون مثل ساعة قديمة

ليس ضروريا أن تفكر في أسفل مستقبل مثل سلحفاة تأخر عليها المطر

ليس ضروريا أن تقفز من قلب لا يسدي نصائح لأحد مثل نافذة صيف

ليس ضروريا أن تراقب دموعا اختارت خدي مثل تجاعيد غروب محتمل

ليس ضروريا أن تجففني بمناديل خريف حار مثل حزن على خد صخرة

ليس ضروريا أن تكتب لي أحبك في مجرى نهر مثل طعنة بظهري

ليس ضروريا أن تركض واقفا أسفل ظلي مثل غرفة ضيقة

ليس ضروريا أن تكون في قلبي نائما مثل غواية شارع بارد

ليس ضروريا أن تعطش معي أعلى شجرة مثل لقيطة شوق

ليس ضروريا أن تمسك يدي حين تكون الإشارة حمراء مثل عادة سيئة

ليس ضروريا أن تجرح اهتمامي مثل ستارة حط عليها غبار كثيف

ليس ضروريا أن تنساني في غرفة فندق مثل خاتم مائل للبكاء

ليس ضروريا أن تعتذر لصباح ميت من قبلة مثل ممر ليس نظيفا

ليس ضروريا أن تشيخ تحت جلدي مع حظر التجول مثل حياة صاخبة

ليس ضروريا أن تكون وجهة تسكر من قنينة مثل تمرين على الزهايمر

ليس ضروريا أن تفتش عن ورقة خضراء مثل خريف ممكن

ليس ضروريا أن ترحل تاركا المظلة مفتوحة مثل غيمة شاردة

إنها لا تمطر هنا

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود